أكد العاهل الأردني الملك عبدالله الثاني، اليوم الأربعاء، استعداد الأردن لتقديم كل الدعم لإنجاح مهمة المبعوث الأممي والعربي المشترك إلى سوريا الأخضر الإبراهيمي. وجدد عاهل الأردن -خلال لقائه اليوم مع الإبراهيمي الذي يزور الأردن ضمن جولة له في المنطقة- التأكيد على موقف المملكة الداعم للجهود المبذولة لإيجاد حل سياسي شامل للأزمة هناك يوقف نزف الدماء ويحافظ على وحدة سوريا أرضا وشعبا. وحذر من أن استمرار تدهور الأوضاع في سوريا وارتفاع وتيرة العنف وتأخر التوصل إلى حل سياسي للأزمة سيفاقم من معاناة الشعب السوري الشقيق، لا سيما باتجاه تدفق المزيد من اللاجئين السوريين الذين يستضيف الأردن على أراضيه العدد الأكبر منهم. واستعرض ملك الأردن جهود بلاده للتعامل مع الأعداد الكبيرة من اللاجئين السوريين المتواجدين على أراضيها، وما يشكله ذلك من ضغط كبير ومتزايد على مواردها وإمكاناتها المحدودة، ما يتطلب من المجتمع الدولي دعمها ومساعدتها لتتمكن من الاستمرار في تقديم الخدمات في هذا المجال. بدوره، أطلع الإبراهيمي، العاهل الأردني على الجهود التي يقوم بها مع جميع الأطراف المعنية، مستعرضا المساعي المبذولة لعقد مؤتمر (جنيف 2) نهاية الشهر المقبل. وأشاد بالجهود التي تبذلها المملكة لاستضافة اللاجئين السوريين وتقديم جميع الخدمات لهم بالرغم مما تعانيه من ضغوط اقتصادية كبيرة على مواردها جراء ذلك، داعيا الدول الأعضاء في الأممالمتحدة والمانحين إلى مساندة الأردن في جهوده لإغاثة اللاجئين السوريين، ومؤكدا على ضرورة أن يتحمل المجتمع الدولي والمنظمات الأممية مسئولياتهم. ويستضيف الأردن على أراضيه منذ اندلاع الأزمة السورية في منتصف مارس 2011 ما يزيد على 550 ألف لاجئ سوري، فضلا عن وجود ما يزيد على 600 ألف سوري قبل الأحداث وذلك بحكم علاقات نسب ومصاهرة وتجارة ولم يتمكن غالبيتهم من العودة. وكان رئيس الوزراء الأردني الدكتور عبدالله النسور قد أعلن مؤخرا أن أعداد السوريين في المملكة يتجاوز مليونا و250 ألف شخص، فيما قال وزير الدولة لشئون الإعلام الناطق الرسمي باسم الحكومة الأردنية الدكتور محمد المومني إن بلاده ستكون في حاجة لحوالي 850 مليون دولار "الدولار يعادل 708ر0 دينار أردني" حال وصل عدد اللاجئين السوريين للمملكة إلى مليون لاجئ مع نهاية العام الحالي. ويعتبر الأردن من أكثر الدول المجاورة لسوريا استقبالا للاجئين منذ بداية الأزمة هناك قبل أكثر من عامين، لطول الحدود المشتركة بين البلدين والتي تصل إلى 375 كم تتخللها عشرات المعابر غير الشرعية التي يدخل منها اللاجئون السوريون إلى أراضيها.