نظم مركز تطوير تعليم الوافدين والأجانب، بالتعاون مع لجنة الطالب الوافد بالمجلس الإسلامي العالمي للدعوة والإغاثة، ملتقى للوافدين بعنوان "كيف تكون صورة إيجابية لبلادك في مصر". وشهد الملتقى حضورًا مكثفًا من الوافدين من شتى دول العالم، افتتح بتلاوة قرآنية للوافد الليبي أنس سليمان. وأعربت الدكتورة نهلة الصعيدي، مستشارة شيخ الأزهر لشئون الوافدين ورئيس مركز تطوير تعليم الوافدين والأجانب، عن سعادتها بحرص الوافدين والوافدات على المشاركة وسرعة الاستجابة لهذا الملتقى الذي يؤكد أن طلاب الأزهر خير سفراء في الداخل والخارج. ووجه الشكر لفضيلة الإمام الأكبر الدكتور أحمد الطيب، شيخ الأزهر، ورئيس المجلس الإسلامي العالمي للدعوة والإغاثة الذي يشدد دائمًا على رعاية الوافدين والاستماع لهم ومقترحاتهم، وتوجيههم ليكونوا رسل سلام للإنسانية. كما وجهت الشكر للدكتور عبد الله المصلح، الأمين العام للمجلس الإسلامي العالمي للدعوة والإغاثة، ولكل من يسهم في الاهتمام برسالة الوافدين. وقالت "الصعيدي" إن مهمة الوافد الأزهري تستوجب عليه أن يكون صورة إيجابية لبلاده في مصر لأنه يرتبط ببلاده وينتسب إليها، وأي عمل جيد يقوم به فإنه يعكس صورة طيبة لبلاد. وأضافت: "لا تكن سفيرا لبلدك فقط، بل كن سفيرا للإسلام عامة، فيجب أن تكون نظرة الوافد أكبر من كونه ممثلا لبلاده بأن يعتبر نفسه سفيرًا للإسلام في أي مكان يحل به فيحرص على التزام الصدق والأمانة وحسن المعاملة مع الآخرين". من جانبها، قالت الدكتورة هاجر سعد الدين، رئيس إذاعة القرآن الكريم الأسبق، إن مصر بلد مضياف وتعتبر الوافدين أبناءها وتتميز بكثرة مزاراتها الدينية والسياحية وحضارتها الغنية بالعلوم والفنون، وكثرة الوافدين إليها، فعلى الوافد أن يغتنم إقامته فيها وينقل هذه الثقافة لبلاده، وأن يتعايش مع أقرانه فلا ينغلق على نفسه بل ينصهر مع غيره فيتعرف على ثقافته ولغته ويحرص على الجد والاجتهاد في طلب العلم لأنه الهدف الذي جاء من أجله وأن يتواصل مع زملائه ويحتفظ بذكرياتهم معه مهما بعدت المسافات. وذكرت أنها ما زالت تحمل ذكريات طيبة لصديقات وافدات كن يدرسن معها إبان افتتاح كليات البنات في الأزهر، وتذكر منهن أم هانئ، وراجية وأفرحة من إندونيسيا، وهجرة من الفلبين، وبلقيس من ماليزيا، وعندما زارت ماليزيا سألت عن بلقيس وعلمت أنها حصلت على الدكتوراه من إنجلترا عقب تخرجها في الأزهر، وأنها لا تزال تذكر هؤلاء لأنهن كن صورة طيبة للوافدات في الحرص على العلم والأدب والأخلاق. وأعقبتها جلسات نقاشية، أدارها الدكتور حسام شاكر، عضو هيئة التدريس بكلية الإعلام، شهدت تبادل الخبرات والأفكار بين الطلاب الوافدين والحضور، ما أسهم في تعزيز فهمهم لدورهم كسفراء لبلدانهم في مصر، حيث تحدث ييسيف عيسى، من دولة بنين، عن دراسته في مصر وعن جهود الأزهر في تأهيلهم ليكونوا سفراء لبلادهم في مصر، ثم يعودوا ليكونوا سفراء للأزهر في بلادهم، ثم تحدث بخاري يوسف من تشاد عن المدارس الأزهرية في تشاد الذي ترسخ فيهم المحبة وتعلمهم حسن الأخلاق. وقال بشير آدم، من السودان: "إن الأزهر يقدم لنا الكثير فهو خير عون لنا في الدراسة والإغاثة، وإننا في مصر نشعر بأننا في السودان ولهذا نحرص على احترامها وتقديرها". وأوضحت آمنة حنفي، من الفلبين، أن "الحكم الذاتي في بعض ولايات الفلبين تم بسبب طلاب الأزهر الذين أصبحوا قادة في بلادنا، وأننا في مصر نسير نحرص على المشاركة في الأنشطة والفعاليات العلمية حتى نكون خير امتداد لطلاب العلم". فيما عبر أحمد إبراهيم، مسئول شئون لجان المجلس الإسلامي العالمي للدعوة والإغاثة، عن اعتزاز قيادات المجلس بالوافدين الذين يتركون أوطانهم وأهلهم طلبًا للعلم. وشدد على ضرورة حرص الوافد على اكتساب أصدقاء جدد وعقد لقاءات نقاشية مع هؤلاء الأصدقاء ليعرض كل فرد منهم تعريف ببلاده وعاداتهم وتقاليدهم لأن الانغلاق على النفس وعلى الجالية الواحدة لن يمكنه من تعلم اللغات أو التعرف على الثقافات المختلفة. وفي نهاية الملتقى، أشاد الحضور بالمستوى التنظيمي للملتقى، معربين عن استفادتهم الكبيرة من النقاشات والمحاضرات المقدمة، مؤكدين أن هذه الفعاليات تسهم بشكل كبير في تعزيز روح التعاون والتفاهم بين الثقافات المختلفة. يأتي هذا الملتقى في إطار الجهود المستمرة لمركز تطوير تعليم الطلاب الوافدين والأجانب، لتعزيز التفاهم الثقافي والتعايش السلمي بين الشعوب، والعمل على إعداد جيل من الطلاب الدوليين قادر على تحمل مسئولياتهم كممثلين لثقافاتهم وأوطانهم في الخارج.