هل يمكن أن نصادف شخصا يحدثنا بكامل الحيوية، و يتفاعل بكل الصدق ، و يدعونا ببالغ الكرم إذا عرفناه يوما واحدا؟ هل يمكن أن تشعر مع شخص كهذا أنه يرعاك ،كما لو كان من اسرتك، و يريد لقاءك كما لو كنت قريبا عاد من سفر طويل ؟ في واقعنا اليومي تعودنا أن نبحث عن النوايا الخفية، و ان نختبر من نعرفهم دون ان ننتظر الكثير استشهادا بسابق التجارب و منعا للإحباط و المرارات، لكن هذه التجربة استثناء. بادرتنا بالحديث و نحن نتساءل عن حفل موسيقي بالجونه. ثم ذهبنا اليه معا مرتين، تحادثنا بانطلاق و فرح، و مزحنا بثقة و لطف، تكلمنا من قلوبنا، و تواصلت ارواحنا. شهيرة سليلة أسرة عريقة، كانت تعيش بمفردها في الجونه، أحبت الموسيقي و مارست الرياضة بانتظام، و كرست وقتها للعمل الخيري، حتي اصبحت كإسمها معروفة لدي الكافة. شهيرة كانت تتحدث بتلقائيتها و بروح متحمسة مرحة، جمعتها معنا ذكريات مصر الزمن الجميل، و كانت تشاركنا اُسلوب التربية و الحياة، اكاد ان اكمل كلامها قبل ان تقوله. أحبت وطنها الذي تمتعت فيه بتربية متميزة و ذكريات رائعة. و إمنت بالعمل الخدمي المتفاني لاستئناف مسيرته. عدنا من الجونه، و شعرنا اننا تركنا اجمل الأوقات و آصفي الأصدقاء. و أدركنا اننا نجد أنفسنا في أصدقاء هيأهم الله لنا حديث ذو شجون، و ذكري بقت عبر سنين ، فرقتنا فيها الحياة، حتي علمنا انها وافاها الأجل، رحم الله شهيرة، و أحسن جزاءها.