تريد أن تكون سعيدا، لكن لا ضمان، فالحياة مغامرة موقوتة، و لا تعلم نفس ما تكسب غدا، ولا بأي أرض تموت. تريد أن تكون ناجحا، لكن قبل النجاح هناك جهد و صبر و ربما ألم، وحتى لو وصلت اليه، فربما جاء متأخرا بعد تعلق، و قد لا يفضي الي النتيجة التي طالما حلمت (...)
أن يكون دافعك حلما ما، حلما طاهرا أصيلا، حلما أن تمنح هذا العالم الجديد، الجديد حبا، أو الجديد عملا، أو الجديد إكتشافا، فتتبعه بشغف، تمنح نفسك للإنجاز، و يبدو الأمر كما لو كنت ستنجح، ثم تكتشف أنك كنت تجري وراء سراب.
قد ينال منك الإحباط، فتدفعك طاقة (...)
سبعينية جلست بمفردها في حافلة للسياحة الأوروبية لأيام عبر الحدود، ممتلئة بأزواج من السائحين؛ جلست تترقب بشغف الركاب الصاعدين لترى من فارس الأحلام الذي سيجيء بمفرده في المقعد الشاغر بجانبها، لكن بينما خاب أملها وهي تجد أنه ذلك القصير ذو الخمسة (...)
أخبرته أنني لن أستطيع مجاراته هذه المرة, فالتل الرملي أعلي من ستين مترا,وتسلقه يقتضي حركة أقدام سريعة تتجنب الغوص في رماله الحمراء الناعمة, ويكفي أنني فرغت لتوي و بعد خمس ساعات من السفر علي طريق أسفلتي من اعتلاء تل بنصف هذا الارتفاع.
-لم تكن نبرتي (...)
هذا يوم للذواقة، ليس ذواقة الطعام فحسب، بل ذواقة مشاهير الفن و الشعر و الأدب و الموسيقي أيضا؛ الذواقة في كل مدن و قري المجر, التي يتنقل بينها هؤلاء المتميزون لعرض اعمالهم و اطباقهم مع مهرة من صانعي المنتجات اليدوية في مواعيد محددة من نهاية أسابيع (...)
هل يمكن أن نصادف شخصا يحدثنا بكامل الحيوية، و يتفاعل بكل الصدق ، و يدعونا ببالغ الكرم إذا عرفناه يوما واحدا؟
هل يمكن أن تشعر مع شخص كهذا أنه يرعاك ،كما لو كان من اسرتك، و يريد لقاءك كما لو كنت قريبا عاد من سفر طويل ؟
في واقعنا اليومي تعودنا أن نبحث (...)
لم تولد في هذا الحي، و لا كانت هذه دولتها، و لا حتي عاشت سنين التكوين فيهما، و مع ذلك فهي تعرف الحي اكثر من سكانه، و تعرف شخصياته اكثر مما يعرفون بعضا، و تنتمي اليه و تخدمه اكثر مما يشعر و يفعل اغلبهم، و تشعرهم بماضيه و مآثره و بمحبته حتي باكثر ممن (...)
تلمع في الذهن فكرة دافعة، تتوخي نشوة مرتقبة، تغري بالمغامرة، يسيطر الحدس، و يتراجع المنطق ، فيجيئ القرار متعجلا و حاسماٌ، العضلات تشتد، ضربات القلب تتسارع، قوة ما تسري مع الدم في العروق، استقل مركباّ صغيرا ، تتقاذفه مياه نهر مضطربة، و تعلوه رذاذ (...)
قنبلة من الحيوية، كوكتيل من التلقائية و خفة الدم، سرعة بديهة تتخلص من المواقف المحرجة بذكاء ثاقب بلا صدام، شعلة من الحماس تنير رؤية نافذة للمستقبل، ثقافة واسعة تستند علي تعليم جيد و تربية منفتحة مع تقاليد أصيلة في أسرة مولعة بالفن، شغف بالموسيقي فرض (...)
يراها الوالدان مازالت طفلة، و يعتبرها الرفاق الفخورون بالغة تماما، لم تعد تستطيع انكار مظاهر البلوغ جسدا، لكنها ليست بنضج و خبرة و ثقة البالغين. مازالت تود أن تمسك بيدي الوالدين فلماذا تفقد دعمهما! لكن حيرة مثيرة تدفعها للتطلع لمستقبل تتعجله، حزن (...)
قد لا تفهم انفعالاتهم، او تتوقعها حتي ان عبروا عنها، و قد لا نفهم لكنتهم الانجليزية او يفهموننا، قد تختلف العادات و أساليب المعيشة و السلوك، لكنك تشعر بهولاء الصينيين في جنوب شرق آسيا، ليس فقط من خلال التاريخ و الهجرات و الجاليات التي أصبحت جزءا من (...)
أن تجرؤ أن تبوح بما في قلبك، أن تحب أن تتصرف بعفوية، أن تأمن أن تكون كما أنت، أن تغامر بأن تنطلق، أن تحب أن تغامر بلا ضمان لأنك لا يمكن أن تكون غير فطرتك، ألا تشترط ان تنجح في مسعاك أو أن يقبلك الإخرون.
أن تأمن أن تكون كتابا مفتوحا لأنك تثق فيما (...)
ذات خريف فصل أو ذات خريف عمر أو كلاهما، فأيهم يصلح عنوانا لتلك الحفلة التي أقيمت تكريما لسكان القرية المجرية ممن تعدوا الستين ربيعا، حفل ترفيهي تعبيرا عن مشاعر العرفان و التراحم و الإجلال و التضامن من خلال فقرات فنية و عشاء مجاني.
حفل بدأ بالأحفاد، (...)
تصورت أننا لن نرى مجددا تلك الابتسامة الدائمة من هول ما سمعت عن خمسة عمليات جراحية لتدارك آثار جراثيم عصية أصابتها بغرفة العمليات، و تمكنت من جسدها بعد عملية منظار،فحفرت الجلد، و أكلت اللحم، و خرقت عظام الحوض، فاضطر الاطباء الي اقتطاع أجزاء من الجلد (...)
كثيرون منا يعملون لإشباع احتياجاتهم المادية وإذا ما أثروا يباهون بما يمتلكون ، و آخرون أقل عددا يتعدون ذلك إلى تكوين صورة تعجب بالذات لما تملكه من مميزات نفسية ومادية أو ملكات عقلية واجتماعية، فتكون سعادة النفس هي المحور والهدف ،و آخرون أكثر ندرة لا (...)
كما لو كنت تقطن تجمعا سكنيا راقيا مغلقا به تعليم أجنبي مميز للأبناء، هذه سمة حفل عشاء خيري راقص في قاعة احتفالات مبني العمدة بمناسبة تخرج الصف الثامن المكمل للتعليم الأساسي من المدرسة المجاورة بالقرية المجرية التي أوفت بمعايير القرية الأوروبية من (...)
كانت الحرارة حول الصفر في كروماو في جمهورية التشكيك. بعد جولة في المدينة, ذهبت لتناول الغذاء في مطعم بجوار الجسر لأستمتع بمشهد النهر وخرير المياه. ثم جلست في التراس ملتحفا بعدة طبقات من الملابس الثقيلة تغطي كل جسمي ما عدا اليدين والوجه؛ لكني شعرت (...)
حياة مزدحمة بمشاغلها، وأحيانًا بطوارئها و منغصاتها، و خاصة لو كنت من سكان المدن الكبري بازدحامها وضوضائها وارتجال مواعيدها و توتر قاطنيها، ناهيك عن تداعيات الازمات الاقتصادية و تلك الناتجة عن الأوبئة و الحروب الدولية.
ربما تبدأ يومك متوقعا أن تنفذ (...)
آخر ما كنت أتصوره أن أنسى المحمول في مكان بالقاهرة يتعذر العودة إليه؛ فالمحمول هو الرفيق و هو المعلم و هو المستشار؛ رفيق لأنه الأطول معاشرة و حافظ الأسرار، و معلم لأنه يحوي محركات البحث، و يتيح الاستفادة من معلومات الغير، و المستشار لأني أستشيره في (...)
دقات الدفوف الأخاذة ترافق ترديد الحاضرين لأسماء الله الحسني متخيلين مراكز الطاقة الروحية شحنا و تنظيفا، و تتناوب مع إنشاد ديني رقيق مصاحب لنغمات هادئة علي أوتار قيثارة بينما يستمر الحاضرون فيما يتخيلون لكن في صمت، حتي تعلن الأواني النحاسية المقروعة (...)
لطالما استهوتني فكرة حضور حلقة زار لأتأمل كيف تقود طرقات الطبول و ضربات الدفوف المتسارعة الي تغيير الوعي ،فتطهر بالإنغماس و الوجد الروح ،و تشفي الجسد ،فنشعر بحالة استرخاء و سلام و وفاق، دعت النساء خصيصا الي ممارستها للتنفيس عن توتراتهن الناجمة عن (...)
مشاغل الحياة لا تنتهي، الماديات من ممتلكات و متع تستغرق الكثيرين، و الاهتمام بصغائر الأمور من منازعات و انتقادات أحيانا ملجأ بعض ممن يجد متسعا من الوقت، فهل لهذا خلقنا من روح و جسد ! العبادات بحب و تمعن تمنح متنفسا و أملا قد يجدد الطاقة، و يعين (...)
استعذبت آلامها، الي كل أم أحبت تضحياتها، الي كل أم أعطت فوق ما تحتمل، الي كل أم أحبت وليدها قبل أن تراه، الي كل أم عاشت الحب اللامشروط، الي كل أم أعطت دون انتظار، الي كل أم عاشت الفرحة في نجاح أولادها، الي كل أم سهرت معنا داعية الي الله، الي كل ام (...)
تلك الحيوية الدافقة في العروق، هذا القلب الذي يجد نشوته مع الموسيقي، ذلك الحس الذي يصاحب تفاصيل التعبير حركة وصوتًا ، صراخًا و همسًا، هذا العقل الذي يتقبل تناقضات الحياة واختلاف التقاليد والأفكار وتبدل الحال بين الأزمان، ويري الإنسان واحدًا في (...)
بالغ الجدية، بالغ العمق، يحدثك وكأنه يرى من خلالك ما لم تدركه بعد، يعتقد بصدق و نزاهة فيما يقوله، و يقوله بحسم مسئول أو بشدة والد محب أو باستنارة فيلسوف أو بشعور دافق صوفي، قد تفاجئك بعض مواقفه حين لا تدرك دوافعه، لكنه يعني ما يقول و يراه صائبا، (...)