أكد المعارض السوري، وعضو الائتلاف الوطني لقوى الثورة والمعارضة السورية، خالد خوجا، أن الرئيس الأمريكي باراك أوباما، أعطى النظام السوري فرصة لتبديل مواقعه، واستخدام المدنيين كدروع بشرية في أي ضربة أميركية مقبلة. واعتبر خوجا، في اتصال هاتفي مع مراسل الأناضول في إسطنبول اليوم، أن أوباما لا يهتم سوى بأمن دول الجوار السوري، وفي مقدمتهم إسرائيل، وبأن دماء الشعب السوري وتضحياته لا تعنيه شيئا. وقال خوجا "خطاب أوباما أظهر أن الضربة المحتملة ضد النظام السوري، لن تكون استجابة ل130 ألف شهيد قتلوا على يد نظام الرئيس بشار الأسد، ولا من أجل 7 ملايين سوري هجروا إلى دول الجوار، ولا مئتي ألف مفقود ومعتقل في اقبية سجون النظام". وقال رئيس الولاياتالمتحدة الأميركية "باراك أوباما" إنه سيسعى لأخذ موافقة من مجلس الشيوخ الأميركي "الكونغرس" بخصوص توجيه ضربة عسكرية ضد النظام السوري. وأضاف أوباما، في كلمة له بخصوص التطورات الأخيرة على الساحة السورية، اليوم، عقب استخدام نظام دمشق لأسلحة كيماوية في غوطة دمشق 21 أغسطس الجاري، أن القوات الأميركية جاهزة لتوجيه ضربة عسكرية إلى النظام السوري، مشيراً إلى أنه لم ينتخب من قبل الشعب الأميركي، ليتجنّب اتخاذ قرارات صعبة، وكذلك هم أعضاء الكونغرس . وتابع خوجا كلامه مضيفا، "استجابة أوباما للضربة العسكرية هي بسبب استخدام النظام للسلاح الكيمياوي على روؤس صواريخ بعيدة المدى، مما يشكل خطرا على دول الجوار، ودول الجوار بالنسبة لأميركا هم حلفاؤها بمقدمتهم إسرائيل، وهذا يعني أن الإدارة الأميركية لا تعبء بدماء السوريين وانما بأمن إسرائيل، وأكدت الإدارة الأميركية مرة أخرى أن الضربة ليس من أجل أمن شعوب المنطقة، وانما من أجل أمن إسرائيل". ومضى خوجا قائلا "استخدم النظام السوري أكثر من أداة قتل، منها سلاح الجو والبراميل المتفجرة، واستخدم صواريخ سكود، كل هذه أسلحة دمار شامل، استخدمت لقتل الآمنين، ولم يتطرق أوباما لموضوع المذابح التي ارتكبها النظام السوري بأدوات القتل هذه، وانما أظهر مرة أخرى أن أهم ما يعنيه هو الأسلحة الكيماوية التي وضع لها خطا أحمرا". ولفت إلى أن "أوباما برميه للكرة بملعب الكونغرس كما فعل كاميرون يعطي فرصة للنظام، وقد تكون دبلوماسية اللحظة الأخيرة الروسية، قد آتت أكلها في إدارة أوباما، مما يعني أنه قد يكون هناك صفقة بين روسيا وأمبركيا، بموجبها تضمن روسيا ألا يستخدم النظام الأسلحة الكيماوية كعنصر تهديد، على سبيل الاحتمال، وبالتالي يستمر النظام السوري في البقاء بالحكم". واشار إلى أنه "يبدو واضحا جدا أن الحرب التي يشنها النظام في سوريا لا تعني الإدارة الإميركية بشيء، وهذا كان واضحا من رسالة أوباما، لأنه قال بأن الحرب هي حرب وكالة، وليست حرب الولاياتالمتحدة". وختم خوجا حديثة بالقول "إن تحويل أوباما موضوع الضربة إلى الكونغرس، فهذا يعني الانتظار نحو 9 أيام، وهذا يمنح للنظام وقت كافيا بعد 20 يوما من المجزرة الكيمياوية، وذلك لتبديل مواقعه، وليستخدم المناطق السكنية الآهلة كدروع بشرية"، لافتا إلى أن "أوباما سيوجه عقابا للنظام على استخدامه السلاح الكيمياوي، بمعني أن أوباما لا يهتم سوى بالأسلحة الكيمياوية، ولا يهدف إلى إسقاط النظام". وسيطلع فريق الأممالمتحدة الذي أجرى تحقيقات حول مزاعم استخدام الأسلحة الكيميائية في سوريا، غدا الأحد، الأمين العام للمنظمة الأممية، بان كي مون على معلومات تفصيلية عن الأدلة التي توصل إليها خلال التحقيقات التي استغرقت عدة أيام. وذكر مارتن نسيركي، الناطق باسم الأمين العام، في مؤتمر صحفي له اليوم السبت، أن أنجيلا كين، رئيس مفوضية نزع السلاح، والتي كانت تترأس الفريق الأممي، اتصلت بالأمين العام كي مون، قبل مغادرتها سوريا، وقدمت إليه معلومات عن الأعمال التي أجراها الفريق في دمشق. وقتل نحو 1700 شخص بحسب الائتلاف السوري في الغوطتين الشرقية والغربية الأسبوع الماضي، فيما أصيب أكثر من 10 آلاف، جراء قصف قوات النظام لهذه المناطق بالأسلحة الكيمياوية.