تحل اليوم الذكرى السادسة عشرة لرحيل سارة برنارد الشرق أو الفنانة فاطمة رشدى إحدى رائدات المسرح العربى التى توفيت فى 23 يناير 1996 بعد سنوات عجاف طويلة قضتها بعيدا عن الفن والأضواء التى طالما أحاطت بها وهى فى قمة تألقها ومجدها. ولدت فاطمة رشدي في 3 فبراير 1908 على الأرجح بالإسكندرية وسط عائلة محبة للفن وشجعتها على المضى قدما فى العمل الفنى هى واختاها رتيبه وانصاف رشدى. بدأت حياتها الفنية مبكرا جدا فى العاشرة من عمرها عندما زارت فرقة أمين عطا الله حيث كانت اختها تغني، وأسند إليها عطا الله دورًا في إحدى مسرحياته، كما كانت تؤدي أدواراً غنائية ثانوية في بدايتها، كما ظهرت على المسرح مع فرقة عبد الرحمن رشدى، ثم انضمت بعد ذلك إلى فرقة الجزايرلى، وتعرفت بعزيز عيد الذى لقنها دروسا في القراءة والكتابة وأصول التمثيل ثم تزوجها وانجبت منه ابنتها عزيزة. وانتقلت بين مسارح روض الفرج - حيث كانت تشهد تلك المنطقة الشعبية نهضة فنية واسعة وأخرجت الكثير من رواد الفن التمثيلي في مصر - فعملت في مسرح روز اليوسف ثم في فرقة رمسيس وصارت بطلة للفرقة إلى أن كونت فرقتها الشهيرة اكثر من مرة. وقدمت فاطمة رشدى من خلال فرقتها عشرات المسرحيات واخرجت نجوماً مثل محمود المليجي ومحمد فوزي الذي كان يلحن المونولوجات التي تقدم بين فصول المسرحيات، قدمت فرقة فاطمة رشدي العديد من النصوص المترجمة والمقتبسة بالإضافة إلى بعض المؤلفات المحلية وفي مقدمتها مسرحيات أحمد شوقي. واخفقت في أول تجربة سينمائية لها مع بدر لاما في فيلم «فاجعة فوق الهرم» (1928) والذي قوبل بهجوم كبير نالته من الصحافة لضعف مستواه من وجهة نظرالنقاد في ذلك الوقت، ولولاها لمني الفيلم بخسارة فادحة، ثم أقنعها المخرج وداد عرفي بأن يخرج لها فيلم «تحت سماء مصر» «تحت ضوء الشمس» ؟ لكنها أحرقته لأنه كان أقل مستوى من الفيلم السابق. انضمت فاطمة رشدي إلى المسرح العسكري وأدت العديد من البطولات المسرحية، وأخرجت مسرحية "غادة الكاميليا"، ثم انضمت للمسرح الحر عام 1960 وقدمت مسرحيات الكاتب الكبير نجيب محفوظ "بين القصرين"، ثم "ميرامار" عام 1969، غير أن اهم علاماتها الفنية على الاطلاق كان فيلم "العزيمة" الذى اخرجه كمال سليم سنة 1939 ثم تزوجها لفترة قصيرة قبل انفصالهما الفنى والشرعى. ومن افلامها الأخرى: الزواج، العامل، بنات الريف، الريف الحزين، والجسد الذى كان آخر افلامها سنة 1955. واختارت العزلة فجأة، وانحسرت الأضواء عنها مع التقدم في السن وضياع الصحة والمال وكانت تعيش في أواخر أيامها في حجرة بأحد الفنادق الشعبية في القاهرة، إلى أن تكفلت بعض الجهات الخاصة تدبير امور معيشتها حتى رحيلها قبل ستة عشر عاما.