لا معني للحديث عما يسمي بالشرعية الثورية ، رغم ان الشرعية البرلمانية اكتلمت اشكالها ، واصبح لمجلس الشعب المنتخب ، اعضاء تحت قبته ، و بصرف النظر عن توجهات هؤلاء الاعضاء ؟ غريب بدء بعضهم التشكيك في طريقة وصول اعضاء البرلمان الي البرلمان ، بالتزامن مع انعقاد اولي جلساته بعد يناير . قالوا ان نسبة الاسلاميين داخل البرلمان ، مخالفة لنسبتهم في الشارع ، وقالوا ان الشارع المصري و سطي وتيارات الاسلام السياسي ليست كذلك .. وقالوا كلاما كثيرا ، ومنح الاعلام هؤلاء فرصة ، باسم الثورة .. ولازال ، وكانت غلطة ، لان الكلام غريب . لماذا غريب هذا الكلام ؟ ولماذا لا معني له ؟ لان الديمقراطية هي صناديق التصويت ، واصوات الناخبين هو الرأي العام ، بصرف النظر ايضا عمن اتي به الرأي العام الي مقاعد مجلس الشعب ، او الي رئاسة النوادي الرياضية . ليست ديمقراطية اذا ، ان ينادي بعضهم بالديمقراطية ، حسب ما يريدون ويشتهون ، وان لم يكن ، يعودوا للتشكيك ، والتنظير . اول برلمان بعد يناير بروفة ، لها دلالات . الاولي ان السياسة استقطاب ، والتيارات الاسلامية نجحت في حشد الشارع ، واكتسبت اصواته وثقته حتي الان ، بينما باقي التيارات لم تستطع ان تفعل . الثانية ، ان الاخوان المسلمين مثلا ، كانوا في الشارع ، بينما اتضح ان المنظرين ، تواجدوا فقط علي شاشات الفضائيات ، وفي استديوهات قناة الجزيرة . ان المنظرين كانوا اخوان الشياطين .. والشارع في مصر مل الشياطين ، و كلام الناشطين . واظهرت الانتخابات ان الشارع الذي دفع " يناير " الي النجاح ، كانت له مطالب ، ربما فهمها بعض المحسوبين علي الثورة ، بطريقة لا تمت للواقع بصلة . صحيح الشارع لديه الرغبة في حكم نفسه بنفسه ، لكنه يريد ايضا محاور واضحة لتحقيق متطلباته الاساسية ، تعليم وصحة ، ومحليات لها شكل المحليات . الشارع يريد اصلاحات الان ، و هو اراد من يقترب منه ، لا من يلقنه ما الذي يجب ان ينادي به . الشارع يريد تعليم وصحة وسلع اساسية ، الان ، بينما بعضهم يريد ان يستنطق الشارع بضرورة تسليم المجلس العسكري للسلطة فورا ! قطاع كبير من المصريين ، يرون في الثورة املا في الاستقرار ، و بشائر لانصلاح احوال الاقتصاد ، ولا يرون ان الثورة تعني بالضرورة ، نفوذا لحركة 6 ابريل ، او تاكيدا لتشكيل الدكتور البرادعي مجلسا رئاسيا . والذي حدث ان الاخوان كانوا الاقرب الي الشارع ، واظهر السلفيين انهم اقرب الي الله . صحيح لا امل في استطاعة حكم اسلامي علي الاصلاح ، ولا سوابق تاريخية ، او حديثة في اقامة الحكومات الاسلامية انظمة مدنية قادرة علي مواكبة العصر ، لكن في الوقت نفسه ، لا مدنية ولا ديمقراطية ، الا بداية من الصناديق ، والصناديق هي التي اتت بالاسلاميين . المعني ، ان هناك احيانا فارق في السياسة بين " الذي حدث " وبين " المفروض " ، لذلك فاذا كان " الحرية والعدالة " قد استغل رخصته الشرعية ، فصبغ البرلمان المصري ، بلونه في اول دورة برلمانية بعد يناير ، فان علي اخرين ان يعملوا علي تغيير " الذي حدث " ، الي " المفروض " في الدورة القادمة .. بالنزول من الفضائيات الي الحواري ، والعشوائيات . الديمقراطية ، انتخابات ، لا التشكيك في " اصوات الناخبين " ، و الديمقراطية هي اختراق الشارع واستمالته ، بتحقيق مطالبه ، ليست الطعن في " احقية النواب " الذين دخلوا البرلمان .. باصوات الناخبين !