الهيئة الوطنية للانتخابات تعلن إجراء جولة الإعادة لانتخابات مجلس الشيوخ 2025 في 5 محافظات    الإيجار القديم.. هل يخالف الإسلام فعلا؟!    التعاون الإسلامي: نثمن جهود مصر تجاه غزة ونطالب بتسريع عمليات إعادة الإعمار    نتنياهو: نستعد لحدوث مفاجأة من إيران    بعد رحيل مودريتش، ترتيب قادة ريال مدريد في الموسم الجديد    بعد حل أزمة الVAR، موعد مباراة أهلي طرابلس والهلال في الدوري الليبي    إحالة أوراق 3 متهمين في قتل شخص بالقليوبية للمفتي    حكاية فلاش باك الحلقة 4، زياد يكتشف تفاصيل صادمة عن علاقة مريم ومروان    1307 مواطنين استفادوا من قافلة طبية مجانية بقرية منشأة شومان في الدقهلية    رحيل الدكتور علي المصيلحي وزير التموين السابق بعد مسيرة حافلة بالعطاء(بروفايل)    مفتي القدس: مصر سند دائم للقضية الفلسطينية منذ النكبة.. والذكاء الاصطناعي أداة لتعزيز الفتوى الرشيدة    تصاعد الصراع وكشف الأسرار في الحلقة الرابعة من "فلاش باك".. أول ظهور ل خالد أنور    نجوى كرم: أتمنى تقديم دويتو مع صابر الرباعي (فيديو)    غدا.. الفرقة القومية للفنون الشعبية تقدم عرضا بمدينة المهدية ضمن فعاليات مهرجان قرطاج بتونس    «اعرف دماغ شريكك».. كيف يتعامل برج الميزان عند تعرضه للتجاهل؟    حكم الوضوء لمريض السلس البولى ومن يعاني عذرا دائما؟ أمين الفتوى يجيب (فيديو)    "الوطنية للانتخابات": 516 ألفا و818 صوتا باطلا بنظام الفردي في انتخابات الشيوخ    محافظ سوهاج فى جولة مفاجئة للمستشفى التعليمى للاطمئنان على الخدمات الطبية    نائب وزير الصحة تجتمع بعميد كلية التمريض دمنهور لبحث ملفات التعاون المشترك    ريال مدريد يرفض إقامة مباراة فياريال ضد برشلونة في أمريكا    ديمبلي: التتويج بدوري أبطال أوروبا كان أمرًا جنونيًا    متحدث باسم الخارجية الصينية: الصين تدعم كل جهود تسوية الأزمة الأوكرانية    الرقابة الصحية (GAHAR) تطلق أول اجتماع للجنة إعداد معايير "التطبيب عن بُعد"    منسقة الأمم المتحدة: إطلاق الاستراتيجية الوطنية للشباب يعكس اهتمام مصر بالرياضة كقوة ثقافية ومحرك للتنمية    الحسيني وهدان يتوج بذهبية الكونغ فو في دورة الألعاب العالمية    وسام أبو علي يستعد للسفر إلى أمريكا خلال أيام.. والأهلي يترقب تحويل الدُفعة الأولى    رامي صبري وروبي يجتمعان في حفل واحد بالساحل الشمالي (تفاصيل)    رئيس جامعة أسيوط يستقبل محافظ الإقليم لتهنئته باستمرار توليه مهام منصبه    ما الحكمة من ابتلاء الله لعباده؟.. داعية إسلامي يُجيب    الشيخ رمضان عبدالمعز: قبل أن تطلب من الله افعل مثلما فعل إبراهيم عليه السلام    ضبط سائق لحيازته 53 ألف لتر سولار بدون مستندات تمهيدًا لبيعها بالسوق السوداء في الأقصر    رئيس الأعلى للإعلام يكرم رائد الإعلام العربي فهمي عمر    ما نتائج تمديد ترامب الهدنة التجارية مع الصين لمدة 90 يوما أخرى؟    وزير التعليم العالي يفتتح المجمع الطبي لمؤسسة "تعليم" بمحافظة بني سويف    كريستيانو رونالدو يطلب الزواج من جورجينا رسميًا    «مصيلحي» و«المصيلحي».. قصة وزيرين جمعهما الاسم والمنصب وعام الموت    غدًا.. قطع المياه عن مدينة أشمون في المنوفية 8 ساعات    خصم يصل ل25% على إصدارات دار الكتب بمعرض رأس البر للكتاب    الطقس غدا.. موجة شديدة الحرارة وأمطار تصل لحد السيول والعظمى 41 درجة    حجز نظر استئناف المتهم بقتل مالك قهوة أسوان على حكم إعدامه للقرار    وزيرة التخطيط تشارك في إطلاق الاستراتيجية الوطنية للشباب والرياضة 2025-2030    "الجمهور حاضر".. طرح تذاكر مباراة الزمالك والمقاولون العرب في الدوري    الوزير يترأس اجتماع الجمعية العمومية العادية لشركة السكك الحديدية للخدمات المتكاملة    وكيل وزارة الصحة بالدقهلية يحيل المدير الإداري لمستشفى الجلدية والجذام للتحقيق    12 أغسطس 2025.. أسعار الأسماك في سوق العبور للجملة اليوم    رسميًا.. باريس سان جيرمان يتعاقد مع مدافع بورنموث    وزير الصحة يبحث مع المرشحة لمنصب سفيرة مصر لدى السويد ولاتفيا التعاون الصحى    12 أغسطس 2025.. ارتفاع طفيف للبورصة المصرية خلال التعاملات اليوم    الرئيس السيسي يستقبل اليوم نظيره الأوغندي لبحث تعزيز العلاقات الثنائية    «تعليم كفر الشيخ» تعلن النزول بسن القبول برياض الأطفال ل3 سنوات ونصف    مصرع طفل غرقا في ترعة باروط ببني سويف    الداخلية تضبط تيك توكر يرسم على أجساد السيدات بصورة خادشة للحياء    انتشال جثمان طفل غرق في بحر شبين الكوم بالمنوفية    "زاد العزة" تواصل إدخال المساعدات المصرية إلى القطاع رغم العراقيل    أمين الفتوى: "المعاشرة بالمعروف" قيمة إسلامية جامعة تشمل كل العلاقات الإنسانية    تنطلق الخميس.. مواعيد مباريات الجولة الثانية من بطولة الدوري المصري    العظمي 38.. طقس شديد الحرارة ورطوبة مرتفعة في شمال سيناء    مواقيت الصلاة في أسوان اليوم الثلاثاء 12أغسطس 2025    







شكرا على الإبلاغ!
سيتم حجب هذه الصورة تلقائيا عندما يتم الإبلاغ عنها من طرف عدة أشخاص.



انتا معانا ولا مع السلفيين ؟
نشر في المصريون يوم 07 - 04 - 2011

تحكي النكتة الشهيرة عن رجل نزل الي الشارع في ظل حروب طائفية او شيئ من هذا القبيل وفوجئ هذا الرجل بشخص غريب يشهر السلاح في وجهه ويسأله ( انتا معانا ولا مع الناس التانيين ؟ ) فكانت الاجابة البديهية ( انا معاكم طبعا ) ولكن ذلك الغريب فاجئه قائلا ( احنا الناس التانيين ) ثم قام بقتله ,, لا اعرف لماذا تذكرت تلك الدعابة الآن خاصة بعد ان حدثت حروبا اعلامية بين التيارات الاسلامية والتيارات العلمانية .. وبين التيارات الاسلامية ونفسها .. وبين التيارات العلمانية ونفسها ..
ترددت كثيرا في الكتابة عن هذا الموضوع لانني في بداية حياتي الصحفية . وأي ( تخبيط ) يحدث مني في هذا الموضوع كفيل بإنهاء حياتي الصحفية تماما و تحويلي من صحفي الي بائع بطاطا او ماسح احذية او اي وظيفة اخري ( مع احترامنا لكل الوظائف ) ولكني آثرت ان اكون شجاعا ولو لمرة واحدة واحاول ان اقتحم تلك المواضيع الشائكة دون خوف او وجل ..
بعد تلك المقدمة الطويلة اعتقد - كما تعتقد انت - ان هناك هجمة كبيرة علي السلفيين لإعادة إنتاج ( فزاعة ) اخري بعد سقوط فزاعة الاخوان ,, الان جاء دور السلفيين ( الحقوا دول بيطبقوا حد قطع الودن ) .. علي الجانب الاخر يتم اتهام كل شخص يختلف مع الفكر السلفي بأنه علماني .. وأنتم تعرفون ان تهمة " العلمانية " لها نفس رنين " الجاسوسية " او " الصهيونية " علي اذن البسطاء.. ولكني اعترف ان تعاطفي يميل قليلا نحو السلفيين وذلك لأن كل مصيبة تحدث في مصر يتم إلصاقها بهم , وهي تهم كل القصد منها الاساءة الي الشريعة السلامية بشكل مستتر ,, وقطعا لا ادعي ان السلفيين ملائكة ولكنهم ايضا ليسوا شياطين كما تصورهم بعض وسائل الاعلام .. وكما اتفقنا , كل جماعة بها الطيب والشرير , الصالح والطالح , ودعونا نبتعد عن التعميم ..
لو أردنا ان نعود لصلب المشكلة فسوف نجد انها بدأت مع استفتاء التعديلات الدستورية .. حيث تحول الامر من استفتاء علي مجموعة مواد تضمن انتخاب برلمان نزيه ورئيس محترم الي استفتاء علي المادة الثانية في الدستور ,, ولا بد ان نعترف هنا ان هناك البعض قالوا ( نعم ) حتي لا يأثموا ! .. ونعترف ايضا ان هناك من قال لا من اجل انشاء دستور جديد لا يوجد به المادة الثانية ( بمناسبة الاستفتاء .. انا قلت لا ولكني احترم كل من قالوا نعم ) .. علي العموم فاز المصوتون ( بنعم ) وانتهت القصة ولكن بعض المصوتين ب (لا) حسبوا ان الاستفتاء كان مباراة لكرة القدم يجب ان يخرج منها فائز ومهزوم وآلمهم كثيرا ان يخسروا هذا الاستفتاء ,, ونظرا للتأثير الكبير الذي احدثته التيارات الاسلامية في الاستفتاء فإن هذا التأثير جعلهم يحصلون علي سخط كبير من اصحاب التيارات المصوتة ب ( لا ) وعلي رأسهم ( العلمانيين ) ,, وانتظر هؤلاء أي ذريعة للهجوم علي التيار الاسلامي وقد قام الشيخ يعقوب - مشكورا - بإعطائهم تلك الذريعة بالحديث عن ( غزوة الصناديق ) و ( الشعب قال عايز دين .. ادوله دين بقي .. مش هي دي الديمقراطية اللي انتوا عايزينها؟) وبالطبع وجدت التيارات الاخري ضالتها المنشودة وشرعت في مهاجمة كل من له علاقة بالاسلام ,, وكنت اري - من وجهة نظري المتواضعة - ان كلام الشيخ يعقوب خطأ استراتيجي فادح ولو كان الشيخ يريد ان يمزح فلديه الف موضوع اخر يصلح للمزاح, اما ان يقول مثل هذا الكلام وهو الرجل المسؤول الذي يتبعه عشرات الالاف من الناس فهذا امر يستحق الوقوف عنده ,, علي العموم الرجل وضح موقفه وقال ان كلامه أخذ علي محمل اخر وتم تفسيره بطريقة يسيطر عليها سوء النية ,, ولكن الامور اخذت بعدا آخر عندما قام بعض الناس بالاعتداء علي رجل سيئ السمعة وقام بعض المتهورين منهم بقطع اذنه ,, ومن سوء الحظ ان هذا الراجل ( مسيحي ) وتم تصنيف الخبر تصنيفا طائفيا ( السلفيين يطبقون حد قطع الاذن علي شخص مسيحي ) ,, بالمناسبة , ما هو حد قطع الاذن هذا ؟ أريد من ذلك العبقري الذي كتب هذا الخبر ان يشرح لي موضوع حد قطع الاذن هذا ويعطيني الادلة الشرعية عليه حتي أرفع قضية علي كلية الحقوق التي لم تدرس لنا هذا الحد في مادة ( التشريع الاسلامي ) ..
اعتقد ان الموقف السابق يذكرني بقصة حدثت معي شخصيا ,, حيث كنت أسكن بأحدي العمارات وكان معنا في العمارة شاب لاهي عابث يستغل سفر اسرته المتكرر ويصطحب " ساقطة " الي منزله علي مرأي ومسمع من الجميع .. وقد شعر كل اهالي المنطقة ب(القرف) من هذا الشاب ,, وقمنا في احد الايام بإغلاق باب العمارة إحضار الشرطة التي قبضت عليهما في وضع تلبس ,, وكالعادة خرجا من القسم ( زي الشعرة من العجينة ) لأن القانون المصري لا يجرم الزنا بين الشاب والفتاة غير المتزوجين ويعتبرها علاقة بريئة .. كما انه لا يجرم زنا الرجل المتزوج إلا إذا حدث علي فراش الزوجية .. أي أن الرجل المتزوج من حقه - قانونا - ان يزني في الصالة او الصالون او المطبخ ( هذه المعلومة أهديها لمن قالوا نعم - فقط - من اجل حماية المادة الثانية ) ,, لنعد لموضوعنا ,, الحكمة التي أردت ان أصل لها من خلال تلك القصة القصيرة اننا قمنا بالقبض علي ذلك الشاب ولم يكن بيننا سلفي واحد , إذن الموضوع متعلق بالنظام العام والاداب وقيم المجتمع الاسلامي التي يرفض الجميع ان تنتهك ..
الحملة علي السلفيين ظلت مستمرة وقرأنا اخبارا مثل ( السلفيين يستولون علي احد المنازل ويطردون صاحبته ) وبالطبع وجدت كلاما عن اشخاص ( بدقون طويلة ) و ( جلاليب قصيرة ) اقتحموا احد المنازل وطردوا صاحبته وشرعوا في ترديد ايات قرآنية او شيئ من هذا القبيل .. علي العموم لن أندهش لو كنت قرأت ان السلفيين طبقوا حد ( الطرد ) علي تلك السيدة , فمن الواضح انني لا اعرف شيئ عن حدود الاسلام ويجب ان استقي معلوماتي عن الحدود من خلال صفحة الحوادث في كل جريدة !
علي كل حال لم تنجح تلك الحملة علي السلفيين بل اكسبتهم تعاطف بعض الناس ( ومنهم انا ) .. وبعدها دخلنا في طور ( ألحقوا دول بيحرقوا الاضرحة ) وعند هذه النقطة يجب ان نتوقف .. إننا لتونا خارجين من ثورة بيضاء اذهلت العالم كله وبالطبع لتلك الثورة أعداء , وجميعنا الان اصبحنا علي دراية تامة بكلمة ( الثورة المضادة ) .. وهناك من حرق مبني وزارة الداخلية ووزارة السياحة وهناك من حاول حرق الجهاز المركزي للمحاسبات وهناك من يرسل بلطجية الي المدارس الابتدائية لترويع الاطفال وبالتالي ترويع ذويهم وهناك من نزل الي الملعب في مباراة الزمالك والافريقي .. لماذا لا يكون احدا من هؤلاء قد قام بحرق الاضرحة لإدخال الناس في فتنة جديدة .. تقول لي ان اقوال الشهود تؤكد ان من قاموا بحرق الاضرحة كانوا يطلقون لحيتهم ويرتدون الغطرة ويقصرون الجلباب؟ وسوف أرد عليك بأكثر من دليل .. إن أي بلطجي يعمل مع رجل الاعمال الفلاني او العلاني يمكن ان يطلق لحيته ويقصر الجلباب من أجل الصاق تلك التهمة بالسلفيين .. ثم ان حتي الافلام التي كانت تظهر السلفيين بمظهر ( الارهابيين ) الذين يدبرون لعملية جديدة كانت تراعي ان ذلك " السلفي " يقوم بحلاقة لحيته ويرتدي ملابس عادية جدا حتي يستطيع تنفيذ مهتمه بسهولة .. فمن ذلك السلفي العبقري الذي سيذهب الي احد الاضرحة ليحرقها مرتديا الجلباب والغطرة , غير حليق اللحية ؟ .. اعتقد ان من فعل تلك الفعلة يريد ان يحدث فتنة بين ابناء الشعب الواحد او كما يقول المثل الشعبي ( يلبس طاقية دة ل دة ) .. هل مازلت غير مقتنع بكلامي ؟ إذن خذ هذه , هل تذكر هؤلاء البلطجية الذين كانوا يعرضون صورهم علي التلفزيون وبجانبهم المسروقات التي سرقوها بعد ان القي الجيش القبض عليهم ؟ اقسم بالله انني رأيت بعضهم مطلقا لحيته مرتديا بنطالا قصيرا .. فلو أردنا نسمي الامور بمسمياتها الصحيحة فسوف نقول ان هذا بطلجي متخفي في زي سلفي وليس سلفي متخفي في زي بلطجي .. دعك من هذه .. هل تذكر يوم 19 مارس السابق ؟ إنه يوم الاستفتاء .. نفس الصحف التي تهاجم السلفيين قامت بنشر خبر مفاده ان ( الجيش يقبض علي سيدتين منقبتين لمحاولتهما التأثير علي اراء الناخبين ) وبعد إجراء التحقيق اتضح ان هاتان السيدتان عضوتان في الحزب الوطني وكانتا تحاولان اقناع الناخبين بقول ( لا ) في الاستفتاء ! .. علي الرغم ان كل السلفيين كانوا يحثون المواطنين علي التصويت ب(نعم) .. اذن أي تيار يستطيع ان ينتحل صفة أي تيار آخر ليؤذي تيار ثالث فيقوم التيار الثالث بمهاجمة التيار الثاني دون بينة او دليل !
بالطبع اعلم حساسية السلفيين تجاه موضوع الاضرحة هذا .. وكلما قابلت صديق منتمي للتيار السلفي اجده يعطيني مطوية صغيرة عن المحرمات الشائعة التي يقع فيها المسلمين دون دراية .. وعندما تقرأ اول صفحة في المطوية تجدها تتحدث عن ( عبادة القبور ) وتجد تحذيرات شديدة اللهجة من الصلاة في أي مسجد ملحق به ضريح .. ودائما كنت اجد ان الموطية موقعة بأسم الشيخ عبد العزيز بن باز او الشيخ ابن العثيمين رحمه الله .. ولكني كنت اجد ايضا في اخر صفحة من تلك المطويات ان احدي المحرمات التي استهان بها الناس هي ( الكلام في امور السياسة والحكم والتحدث عما يفعله الحاكم ) ,, علي العموم هذه امور فقهية لا اريد ان اقحم نفسي فيها ولكن ما يعنيني ان بعض وسائل الاعلام اتخذت هذا الموقف القوي من السلفيين ضد الضرحة كذريعة لإلصاق تهم حرق الاضرحة لهم ,, وقد برأتهم النيابة , هذا بالنسبة للقانون , ولكن ما اعرفه عن السلفيين ايضا انهم لا يميلون للعنف تحت أي ظرف .. ولا اعتقد انهم ضالعون بأي شكل من الاشكال في هدم الاضرحة او حرقها ..
اعتقد ايضا انني لدي بعض الاعتراضات علي تصنيف الصراع بأنه صرع بين ( التيار الاسلامي ) و (التيار العلماني) فكل تيار منهم ينبثق عنه عدة تيارات بعدة افكار ,, فالتيار الاسلامي يحتوي علي السلفيين والاخوان والازهر والصوفية , اما التيار العلماني فيخرج منه العلمانية والليبرالية والعلمانية ذات المرجعية الدينية وبعض التيارات الاخري , فلو نظرنا للأمر من جهة اخري سوف نجد ان كل تيار داخله بعض التيارات المتناحرة ..
بالنسبة للتيار الاسلامي مثلا , كان هناك بعض المشاكل والحساسيات بين السلفيين والاخوان ولكن تلك الحساسيات زالت بعد قيام الثورة , كما ان هناك مشاكل بين السلفيين والازهر , وبين السلفيين والصوفية .. فالسلفيين يقولون ان الازهر يمتلئ بعلماء السلاطين وعلماء ( حلال .. حلال .. حلال ) .. في حين ان الازهر يقول ان فكر السلفيين خطر وسوف يؤدي الي خراب مصر ,, علي الجانب الاخر يقول السلفيين ان الصوفية يرقصون ويغنون ويعبدون القبور وانهم المدخل الرئيسي ( للتشيع ) .. في حين يقول الصوفية انهم اشخاص ذوي بصيرة وان السلفيين يتلقون تمويل من السعودية من اجل تخريب مصر ..
بالنسبة للأزهر والاخوان يبدو انه لا يوجد خلاف جذري بينهما .. وكما وضحت سلفا ان السلفيين والاخوان ربما اصبحا علي وفاق ,, وبالنسبة للأخوان والصوفية فلا اعتقد ان هناك عداء معلن بينهما .. وبالنسبة للأزهر والصوفية فالعلاقة بينهما ( سمنة علي عسل ) لان شيخ الازهر ربما يميل بشكل عام للتيار الصوفي .. اذن يتبقي خلافات جذرية بين السلفيين والصوفية من جهة ,, والسلفيين مع الازهر من جهة اخري .. بالنسبة لخلاف السلفيين مع الصوفية فلا اجد حتي الان حل يؤدي بهما الي أرضية مشتركة ,, اما بالنسبة لخلافات السلفيين مع الازهر فإنهما يختلفان في امور فقهية كثيرة ولكن صلب هذا الاختلاف ان السلفيين يقولون ( نحن يحكمنا النص ) وقد سمعت داعية سلفي شهير بالاسكندرية يقول ( لكل الناس اللي عايزاني اعمل اي حاجة انا بقولهم : هاتلي ( نص ) وانا خدامك ) في حين ان الازهر ( يقدم مصلحة الجماعة علي النص ) وهذا هو سر الخلاف الجذري ,, فبدلا من يخرج كل طرف لكي يسفه من اراء الاخر او يحاول إقصاءه فلماذا لا يتم الحوار بين بعض علماء الازهر وبعض علماء السلفية ويكون ذلك الخلاف هو اساس الحديث بدلا من الحرب الباردة بين الطرفين , وطبعا اعلم ان بعض السلفيين كلما سمعوا عالم ازهري يقدم مصلحة الجماعة علي النص يتضايقون بشدة ولكني اقول لهم ان هذا بديهي جدا لان اول درس يتعلمه الطالب الذي يدرس تشريع اسلامي في مصر ان ( إذا جاءت مصالح الناس فثم شرع الله ) لذلك تجد كل الازهريين او كل من درس التشريع في اي مؤسسة مشدوها من رأي السلفيين في هذا الامر .. علي العموم هذا أمر فقهي ايضا لا اريد ان اقحم نفسي فيه اكثر من اللازم ,, وربما كان هناك بعض الخلافات الاخري بين الازهر والسلفيين ,, ولكنني تحدثت عن الخلافات التي اعرفها فقط ..
بالنسبة للتيار العلماني فهناك المطالبين بدولة مدنية بدون اي تشريعات تدل علي الدين من قريب او من بعيد وهؤلاء هم غلاة العلمانية ولا اعتقد ان زبائنهم كثيرون في المجتمع المصري , وهناك الليبرالية وعلي رأس هذا التيار ( حزب الوفد ) الذي قال انه سوف يلتزم بدولة مدنية مرجعيتها الاسلام , وهناك الفئة الاخيرة وهم اشخاص يطالبون بدولة مدنية ذات مرجعية اسلامية أي ان الدولة سوف تدار بدستور وضعي مثبت فيه ان مبادئ الشريعة الاسلامية هي المصدر الرئيسي للتشريع واعتقد ان هذا التيار له زبائن كثيرين وانا أولهم , وبهذه المناسبة اريد ان اوضح نقطة في منتهي الاهمية بالنسبة لهذا الموضوع , لا احد يستطيع ان يقارن بين كلام الله وبين دستور وضعه بشري ضعيف لا يملك ضررا ولا نفعا لنفسه , ولا يوجد في الحياة أعدل من مبادئ الشريعة الاسلامية ,, وبالنسبة لي ليس لدي مشكلة في الشريعة فأنا اعلم انني لن اسرق ولن اقتل ولن ازني ولن اشرب الخمر إلخ .. ولكني ارفض ان يوضع سلاح في منتهي الخطورة مثل الشريعة في يد شخص عادي يخطئ ويصيب وربما يأتي الباطل من بين يديه .. لذا فلا يصح ان نضع البيض كله في سلة واحدة ونحول الموضوع الي حرب بين التيار الاسلامي والتيار العلماني بل يجب ان نقول اننا جميعا في حرب مع ( غلاة العلمانية ) الذين يريدون ان يطمسوا معالم الاسلام تماما من كل حياتنا ولكن هذا مرفوض .. لذلك يجب ان تتوحد كل التيارات التي تراعي ثقافة وتقاليد وتدين الشعب المصري ضد هؤلاء المغالين .. ودعونا نخرج من بوتقة ( انتا معانا ولا مع السلفيين )..


انقر هنا لقراءة الخبر من مصدره.