تجربة الحكم التونسية كانت رائعة، صنعت بلدا جميلا بلا إرهاب ولا تيارات إسلامية متطرفة، البنات هناك جميلات منفتحات بدون زى طائفي(حجاب)، لا يوجد مد سلفي متخلف والمرأة تحصل على حقوقها كاملة في الميراث. أنت لا تصدقني.. حقك.. أنا أصلا لا اصدق نفسي.. والمفاجأة إن ملايين التونسيين لا يصدقون.. لكن بعض كتاب مقالات الرأي مازالوا يصدقون والغريب أن بعضهم ينتمي لليسار أو كان ينتمي له. ملك السعودية يطبق شرع الله بحماس، فالرجل يقسم فور توليه أن القران دستوره والإسلام منهجه، وهو مخلص تماما في قطع يد كل فلبيني يسرق في بلاد الحرمين، من تسير محجبة يلاحقها استهجان العادات القبلية قبل عصا رجال هيئة الأمر بالمعروف ليطالبها الجميع بالنقاب والستر. أنت لا تصدق أن هذا إسلام، ولكن السلفيين ومحبي حسين يعقوب يصدقون أن السعودية جميلة ليست كالعلمانيين الأشرار. لماذا إذن استضافت بن على العلماني ليجاور القواعد الأمريكية التي تزين مملكة ال سعود وال شيخ ، لن تجد إجابة عند غالبية الشباب السلفي فالقطة ابتلعت لسانهم. الشعوب إذا لم تكن واعية فستأتي بالفاشيست.. احذر من سيناريو الفوضى في تونس.. ولولا موافقة الجيش لما قامت ثورة تونس.. ومصر ليست تونس . هذه ليست رؤية عبد الله كمال، هذا رأي المناضل صلاح عيسى الذي يرى نفسه يساريا لأنه هاجم هيكل في السبعينات. المفكر “اليساري” يحذر في العاشرة مساء من عودة الغنوشي واستيلاء الإسلاميين على السلطة، دون أن يسال نفسه كيف سيفعلونها بعد كل ما جرى لهم خلال 23 عاما إلا إذا كانوا تيار أصيل يستحيل إلغاؤه بالقمع، ولماذا هلل لانجازات تونس “التنويرية” إذا كانت كلها يمكن أن تختفي مع أول انتخابات حرة. مفردات العمل الثوري اليساري تحولت لدى البعض إلى جلسة لذيذة وفرحة ساذجة ببنت ترتدي بادي في مسرح قرطاج. من فرحوا بمطاردة شرطة بن على للمحجبات في شوارع تونس هم أنفسهم من يعتبرون رجال الهيئة أبطالا بينما عباءات آلاف السعوديات تطير في هواء مطارات العالم. سلفيو يعقوب ويساريو صلاح عيسى واحد، كلاهما بشر بنماذج سلطوية قالا لنا أنهما متناقضان واكتشفنا لحظة الجد إنهما أصحاب، الاثنان يرون أن الناس جهلة، الأول يعتقد نفسه المؤمن الوحيد وإذا ترك الخيار للناس فسيسمحون بالشذوذ ويسنون قوانين للعهر، تسأله هل أنت توافق على قوانين كهذه يقول لك لا، إذن فلماذا سيشرعها بقية المسلمين في بلدك. الثاني يرى أن الجماهير غير واعية وعاطفية وإذا حصلت على الفرصة فستسير وراء كل من يهتف الله اكبر.. لماذا ؟ الإجابة واضحة عند صلاح عيسى إذ يحذر التونسيين من إن الانتخابات ألمانيا أتت بهتلر، صلاح لا يعرف أن هناك 566734 انتخابات حدثت في العالم لم تأت بهتلر.. والأسوأ أن صلاح لا يعرف انه بدون انتخابات يأتي مبارك. “إذا رأيت أمتي تهاب أن تقول للظالم يا ظالم فقد تودع منها “.. حديث شريف لا يذكره يعقوب.. والثورة ضد الظلم التي هي جوهر اليسار لا يريده يسار عيسى. عموما، يسعدني أن يحرق دم صلاح عيسى وهو يرى ما يحذر منه يحدث في تونس ، اغلب القوانين التي صيغت في قاعات مكيفة من النظام الديكتاتوري المتخلف سيتم إلغائها ، سيكون هناك ممثلون لوزراء إسلاميون وسيحصلون على أصوات بنسبة كبيرة أو صغيرة لا يهم في الانتخابات. لا توجد انجازات تتحقق بالقهر.. “مبروك” لتونس الحرية .. و “مبارك” لمصر سلفيو يعقوب ويسار وزارة الثقافة. مواضيع ذات صلة 1. أحمد سمير : من القاعدة إلى وزارة الداخلية: نشكركم على حسن تعاونكم 2. أحمد سمير: دفاعاً عن أحمد عز وجمال مبارك 3. أحمد سمير : متعة العمل كضابط موساد 4. أحمد سمير : عزيزي المناضل على تويتر.. اخرس 5. سامح سمير يكتب : تقرير مركز الائتلاف الحر حول الانتخابات ( أ.ح.ا)