دعت صحيفة "واشنطن بوست" الأمريكية، دول العالم العربي للاستفادة من نموذج التحول الديمقراطي في أوروبا الشرقية في أعقاب انهيار الاتحاد السوفيتي ، والذي نتج عنه انضمام هذه الدول إلى الاتحاد الأوروبي ومنظمة حلف شمال الأطلسي "ناتو". ورأت الصحيفة،في مقال تحليلي أوردته على موقعها الإلكتروني اليوم السبت،أن مصر وجيرانها بحاجة ماسة إلى رؤية موحدة يمكن من خلالها ترسيخ أسس الاحترام للقوانين الديمقراطية رغم الاختلافات الحادة بين كافة الشعوب. وأضافت أنه "على الرغم من أن الدول العربية لا مصلحة لها في الانضمام إلى الاتحاد الأوروبي أو الناتو ، إلا أنها يمكن أن تستفيد من نموذج التحول في أوروبا الشرقية ، فالديمقراطيات العربية الوليدة يمكن أن تؤسس منظمة وطنية عليا مكرسة لتعزيز ودعم الديمقراطية". وأشارت إلى أنه مثل الاتحاد الاوروبي في مراحله الأولى ، يمكن لاتحاد الديمقراطيات العربية هذا أن يبدأ مع أهداف محدودة ويتطور نحو الأهداف الطموحة، بما في ذلك، في نهاية المطاف، إقامة اتحاد سياسي بين الدول العربية. وتابعت "فضلا عن ذلك، فهذه المنظمة التى قد لا تكون شريكا فقط بل منافسا أيضا للولايات المتحدة والاتحاد الأوروبي، يمكن أن تكسب تأييد كافة التيارات السياسية المختلفة كالإسلاميين والعلمانيين وأعضاء الأقليات الدينية.. وسيمهد الطابع العربي للمنظمة الطريق أمامها لبدء شراكات ذات مغزى أكثر من الشراكات التي توجد مع المنظمات الغربية الثلاث الرئيسية المسئولة عن الإشراف على التحول في أوروبا الشرقية: الاتحاد الأوروبي وحلف شمال الأطلسي ومنظمة الأمن والتعاون في أوروبا". واعتبرت الصحيفة أن "هذه المنظمة قد تكون أقل تشددا من نظيرتها الأوروبي في استيعاب الاختلافات الواضحة بين الدول من أوروبا الشرقية وحتى الدول العربية، فعلى سبيل المثال، مصر لديها بالفعل سوق اقتصادي مهم، وإن كان في حاجة ماسة للإصلاح، وكذلك هناك دورها الإسلامي الرائد في المنطقة". وأشارت إلى أن الاتحاد العربي يمكن أن يعزز من إحراز تقدم بشأن خفض الحواجز التجارية والداخلية الأخرى فيما بين الدول الأعضاء، كما أن وجود علاقة رسمية بين هذا الاتحاد والناتو قد يستهدف أيضا السيطرة المدنية على الجيش، وإعادة ترميم العلاقات بين الدول العربية والغرب. ونوهت "واشنطن بوست" بأنه من أجل تحقيق هدف هذا الاتحاد، بوجود منظمة وطنية عليا للديمقراطيات الوليدة، يمكن للاتحاد أن يشمل ثلاث فئات من البلدان العربية: الدول العربية المنظمة "كلبنان والعراق والسلطة الفلسطينية"،والدول التي تشهد تحولا انتقالا من الديكتاتورية إلى الحكم الديمقراطي "ليبيا ، تونس، مصر، اليمن"؛ والدول الملكية "المغرب والأردن وربما عمان"..لافتة إلى أنه من الممكن أن تمنح كل من البحرين ودول الخليج العربي والجزائر ودول الجامعة العربية الأخرى في أفريقيا وضع المراقب. ولفتت إلى أنه من أجل يتوج هذا الأمر بالنجاح، يجب أن ينظر إلى هذه المنظمة باعتبارها مبادرة عربية مملوكة من قبل الزعماء العرب الجديرين بالاحترام الذين يدركون أن المنطقة بحاجة ماسة إلى رؤية جماعية إيجابية لمستقبل ديمقراطي. وأكدت الصحيفة أن ما يحتاجه العالم العربي، في ظل الاضطرابات الحالية، هو أن يمتزج طموح المنطقة غير المكتمل من أجل الديمقراطية والإصلاح..مشددة على أن وجود اتحاد للديمقراطيات العربية، مدعوم من الغرب يحدده الأعضاء المؤسسون، يمكن أن يوفر الرؤية الموحدة واحترام القواعد الديمقراطية التي يفتقدها العالم العربي المضطرب ليكمل تحوله إلى الديمقراطية في نهاية المطاف.