تنطلق اليوم الاثنين، الجولة الثامنة من مفاوضات فيينا الهادفة لإحياء الاتفاق النووي الإيراني، الذي تشارك فيها الولاياتالمتحدةالأمريكية بشكل غير مباشر، على أمل التوصل إلى اتفاق نهائي في الوقت الذي بعثت طهران فيه رسالة طمأنة للغرب. وبرغم عدم حدوث اختراق كبير في المفاوضات، تسعى القوى الأوروبية (فرنسا، بريطانيا، روسيا، الصين وألمانيا) وإيران إلى الوصول إلى نتائج وإنعاش الاتفاق، في الجولة الأخيرة هذا العام. وتوقفت الجولة السابعة في 17 ديسمبر بطلب من طهران، في وقت أكدت القوى الغربية أن لم يعد أمامهم سوى أسابيع وليس شهور للتوصل إلى اتفاق، في ظل الأنشطة النووية الإيرانية التي تتقدم بخطى سريعة نحو مستويات إنتاج الأسلحة. وذكر منسق الاتحاد الأوروبي، أنريكي مورا، في وقت سابق على موقع "تويتر": "من المهم تسريع وتيرة القضايا الرئيسية العالقة.. من خلال العمل من كثب مع الولاياتالمتحدة". وأضاف مورا أن كل الأطراف أدرجت مطالب إيران في النص الحالي لكي يكون هناك أساس مشترك للتفاوض، لكن القوى الأوروبية الثلاث الموقعة على اتفاق 2015 بدت أقل تفاؤلا. وقال مفاوضون من فرنساوبريطانيا وألمانيا في بيان «يحدونا الأمل في أن تكون إيران مستعدة لاستئناف المحادثات بسرعة، والمشاركة بشكل بناء حتى يمكن للمحادثات أن تتحرك بوتيرة أسرع». وأضافوا «نحن في طريقنا للوصول بسرعة إلى نهاية طريق هذه المفاوضات». فيما أكد مستشار الأمن القومي الأمريكي، جيك سوليفان، أن المفاوضات "لا تسير على ما يرام" بمعنى أن الولاياتالمتحدة ليس أمامها مسار للعودة إلى الاتفاق. وتشترط إيران رفع العقوبات المفروضة عليها أولا للعودة إلى التزاماتها النووية بموجب الاتفاق، فضلا عن ضمان عدم انسحاب واشنطن من الاتفاق مجددا. وثيقة جديدة من جانبه، أعلن وزير الخارجية الإيراني حسين أمير عبد اللهيان، اليوم الإثنين، أن بلاده والدول الكبرى توصلت إلى وثيقة جديدة ومشتركة للتباحث حولها في المفاوضات المنعقدة بالعاصمة النمساوية فيينا حول إحياء الاتفاق النووي. ونقلت وكالة "فارس" الإيرانية عن عبد اللهيان قوله: "تم وضع وثيقة يونيو 2020 جانبا في مفاوضات فيينا لإحياء الاتفاق النووي"، لافتا إلى التوصل إلى وثيقة جديدة ومشتركة للتباحث حولها. وأضاف في تصريحات صحفية: "اليوم، ستبدأ جولة جديدة من المحادثات في فيينا.. هناك وثيقة مشتركة ومقبولة على طاولة المفاوضات، التي نسميها وثائق 1 ديسمبر و15 ديسمبر، سواء بشأن الملف النووي أو العقوبات، أي أننا تركنا الوثيقة الأخرى لشهر يونيو 2021 وتوصلنا إلى وثيقة جديدة ومشتركة". ولفت: "يجب أن نصل إلى نقطة يمكن فيها بيع النفط الإيراني بسهولة ودون أي قيود، ويمكن تحويل أموال النفط بالعملة الأجنبية إلى الحسابات المصرفية الإيرانية". وقبل ذلك بعثت إيران رسالة طمأنة للغرب قبل المحادثات المرتقبة، فقال رئيس المنظمة الإيرانية للطاقة الذرية، محمد إسلامي، السبت، إن بلاده لا تعتزم رفع نسبة تخصيب اليورانيوم لأعلى من 60 %، في حال فشل مفاوضات الاتفاق النووي. وقال إسلامي في مقابلة مع وكالة "ريا نوفوستي" الروسية، ردا على سؤال حول زيادة مستوى التخصيب بحال فشل المباحثات مع القوى الكبرى "كلا". وأضاف "أهدافنا المتعلقة بتخصيب اليورانيوم هي تلبية حاجاتنا الصناعية والإنتاجية.. وما يحتاج إليه شعبنا". يأتي ذلك في الوقت الذي أطلعت إسرائيل المعارِضة بشدة للاتفاق النووي، الولاياتالمتحدة على معلومات استخبارية تفيد بنية إيران زيادة مستوى التخصيب إلى 90%، وهي النسبة التي يمكن بلوغها لاستخدام اليورانيوم المخصب لأغراض عسكرية.