شيع المئات من أهالى مدينة إهناسيا والقري المجاورة لها بمحافظة بنى سويف جثمان القارئ والمبتهل الشيخ سلامة الريدى فى جنازة مهيبة. شارك المئات من أهالى إهناسيا والقري المجاورة لها فى تشييع جثمان القارئ والمبتهل الشيخ سلامة الريدى فى جنازة مهيبة ببنى سويف. وتوفى أمس الخميس القارئ والمبتهل الشيخ سلامة الريدى عن عمر يناهز 81 عاما بعد صراع مع المرض.
جدير بالذكر أن "المبتهل الشيخ سلامة الريدي ، ابن مركز إهناسيا بمحافظة بني سويف , والذي تربع فى السنوات الأخيرة على عرش فن الابتهال الديني، فقد منحه الله صوتا جميلا وكأن الله أراد أن يعوضه عن فقده نعمة البصر وهو فى الرابعة من عمره، فحفظ القرآن الكريم بكتّاب القرية وذاع صيته في مركز إهناسيا بل ومحافظة بني سويف كلها. جامعة بني سويف التكنولوجية تطلق مسابقة «بداية حلم» بالتعاون مع وزارة الشباب والرياضة ولد الشيخ في أسرة متوسطة الحال مكونة من 7 أبناء 3 علي قيد الحياة و3 توفوا إلى رحمة الله , وأصبت منذ الصغر بفقد نعمة البصر وفي حديث سابق مع الشيخ قبل وفاته قلال لصدي البلد : كنت مع والدتي في السوق وشاهدتني سيدة وحسدتني لان عيوني كانت خضراء وشعري أصفر كما وصفت لي والدتي، وما أن وصلت للمنزل حتي فقدت بصري وكان عمري 4 سنوات. ويقول : بعد أن كبرت كانت أسرتي ترسلنى لحفظ القرآن بكتّاب علي يد الشيخ تمام علي , رحمة الله ، لأنه فاقد البصر مثلى ليس له مهنة يعمل بها سوى أن يحفظ القرآن، وأتممت حفظ كتاب الله فى سن 12 عاما وبعدها واصلت أحكام القراءة والتجويد علي يد الشيخ أبو المجد بقرية العواونة التابعة للمركز. ويتابع : عندما بلغت 15 سنة،، ارتبطت بالشيخ أبو المجد وبدأ يأخذنى معه لقراءة القرآن فى المآتم، حيث أعجب بصوتي، وأول عزاء قرأت به كان بقرية " شرهي " عام 1955 وكنت حينئذ وحدي دون شيخي فلما سمعني قراء القرية بعد ختامي للسورة أخذني أحدهم علي جانب وقال لي بتهديد "روح علي بيتكم "خوفا منهم علي رزقهم خاصة بعدما وجدت قراءتي قبولا من المعزين وأهل القرية ووجد صوتي استحسانا منهم . وحصلت علي "ربع جنيه" كأجر يومي لي ومشيت بالفعل وكانت ال25 قرشا لها فرحة كبيرة، ثم بدأت أحصل على 50 قرشا ثم جنيه ثم جنيهين إلى أن وصل أجرى إلى 5 جنيهات. ويكمل الشيخ : حصلت علي إجازة من معهد القراءات الذي أفادني كثيرا في حياتي العملية . ويضيف: تقدمت للإذاعة 3 مرات ويعطونني مهلة عام كل مرة ففي عام 1967 تقدمت للإمتحان في الإذاعة وفي عامي 68 و70 إلي أن عقدت العزم علي عدم التقدم مرة أخري وفي ذات مرة وكانت عمري " 58 عاما "كنت أقرأ في مأتم بإحدي القري المجاورة والتابعة لمدينة "المسيد" وكان العزاء في والد مدير البرامج الدينية بالإذاعة "فوزي عوض الله " وما إن سمع صوتي حتى ذهب إليّ وطلب مني التقدم من الغد لامتحان الإذاعة كمبتهل وتم اعتمادي من بين 26 ممتحنا حينذاك ومن أول مرة دون تأجيل. ويقول الشيخ سلامة الريدى: تأثرت كثيرا برواد الابتهال الديني أمثال الشيخ نصر الدين طوبار والشيخ محمد عمران , وأحب أردد انشودة "ياسامع الصوت" الخاصة به. ويصف الشيخ سلامة الريدى الابتهال الديني، بأنه فن مصرى أصيل عرفه المصريون منذ مئات السنين، فقد كان الابتهال موجودا منذ عهد الرسول عليه الصلاة والسلام، ولكن هناك فرقا بين الابتهال والإنشاد الدينى، حيث ان الابتهال هو مدح فى الذات الإلهية والتضرع إلى الله سبحانه وتعالى، بينما الإنشاد الدينى يكون مصحوبا بآلات موسيقية، والابتهالات أو الإنشاد الدينى موهبة من الله تعالى تصقل بالدراسة الموسيقية، حيث انها تتطلب معرفة المقامات، كما أن الابتهال يكون دون آلات موسيقية، ويعتمد على التنوع فى مخاطبة الناس من خلال مقطوعات من الشعر قصيرة، بينما يصاحب الإنشاد الآلات الموسيقية، ويكون بقصيدة شعرية كاملة. وعن أصعب لحظات مرت بحياتى وبكيت بسببها، كانت لحظة وفاة ابني محمد عام عام 1985 وكان وقتها "فرحان" بنتيجته في الثانوية العامة وكنا نوزع الشربات في الصباح وأقمنا العزاء بالليل لتعرضه وهو يقف أمام المنزل مع مهنئيه لحادث سيارة أودي بحياته في الحال. والمرة الثانية التي بكيت فيها، لحظة اعتمادي رسميا مبتهلا بإذاعة القرآن الكريم. وعن حياته الشخصية والأسرية يقول الشيخ سلامة الريدي: تزوجت مرتين عام 1960 وعام 1970 ولدي 10 أبناء جميعهم حاصلون علي مؤهلات عليا وفوق العليا دراسات ودكتوراه منهم 3 بنين و7 بنات" . رحم الله الشيخ الفقيد وأسكنه فسيح جناته