تبين مع مرور الوقت بعد احداث ثورة 25يناير و ما تلاها من أحداث حتى 30يونيو أن القضية الأساسية التى إنتفض من أجلها الشعب المصرى كانت بناء الدولة المصرية و صناعة التنمية الشاملة التى تضمن الحياة الكريمة و ليس مجرد إسقاط أو إستبدل نظام و مع وصول الرئيس السيسي إلى السلطة تشكلت فرصة عظيمة عن إرداة سياسية حقيقية لبداية مسيرة إصلاح وتنمية شاملة فى جميع مناحى المجتمع، ولما كان رهان المستقبل منعقد على تخريج جيل جديد من الشباب الوطنى الواعى الذى مثّل طاقة إستثنائية حملت مشاعل الثورة وتوفير الفرصة له ليعلن عن نفسه بضخ دماء شابة جديدة فى عروق الدولة المصرية تقف فى وجه شيخوخه المؤسسات وتعلن عن الجمهورية الثانية، إنطلقت دعوة الرئيس عبد الفتاح السيسي فى إبريل 2018لتنمية الحياة السياسية وتمكين الشباب، فوجدت الدعوة اذان صاغية من شباب وطنى يدرك اللحظة الفارقة. فكانت تنسيقية شباب الأحزاب والسياسيين هى شرارة تنمية الحياة السياسية وأول جسرسياسي لتنمية الحياة الحزبية فى مصر فنشأت التنسيقية كأول منصة حوارية فى تجربة رائدة جمعت مختلف التيارات السياسية من اليمين إلى اليسار تحت مظلة الوطنية لتجعل صوت الشباب مسموعاً وتضمن مشاركة شبابية فاعله فى صنع القرار. إستهدفت تقوية الحياة الحزبية بتاهيل شباب الاحزاب المُمَثَلين وإيجاد قنوات ومساحات اتصال وتقارب مع الدولة من خلال المشاركة بأوراق عمل ومقترحات ومشروعات قوانين وإصدار نشرات ودراسات وتقارير وتوصيات لمتخذي القرار وأحيانا الحوار المباشر مع المسئولين, بالإضافة إلى الحوارات المجتمعية وعرض الرؤى ومؤخرا الفاعليات الميدانية فكانت اول حجر يلقى فى ماء التنمية السياسية الراكد منذ عقود. تكونت التنسيقية فى بدايتها من مجموعه صغيرة من المؤسسيين وإستطاعت اليوم وبعد مرور 3سنوات على تأسيسها أن تضم 25 حزباً من مختلف الأطياف السياسية، واستطعنا فى التنسيقية أن نحظى بثقة القيادة السياسية ب6 نواب محافظين سرعان ما أثبتوا جدارتهم كنماذج سياسية وطنية مؤهلة، ثم حظيت التنسيقية بثقة الشارع المصري فحصدت 12 مقعداً بمجلس الشيوخ و31 مقعداً بمجلس النواب ليؤكد نوابها خلال دور الإنعقاد الأول أنهم قادرين على تمثيل الأمة المصرية تمثيل يليق بعظمة ماضيها و إشرق مستقبلها. وتسعى التنسيقية دائما لتطوير وتنمية أعضاءها فاستخدمت الأساليب العلمية فى قياس وصقّل المهارات وتعاقدت من أجل ذلك مع كبرى الشركات العالمية فى مجال تنمية المواهب والقدرات البشرية، وتزداد الثقة فى التنسيقية وشبابها يوماً بعد يوم وتزداد الامال والطموحات الشعبية فى أن تكون التنسيقية قائدة لتنمية سياسية حقيقية، فالتنسيقية كيان فيه الكل يسعى لتقديم الجديد الكل يوسع رؤيته, الأفكار تتلاقح منتجة أفكارا حية مبتكرة.. التنسيقية تسير بخطوات ثابته نحو هدف و شعار واضح هو تحقيق "سياسة بمفهوم جديد ".