ابتزاز الرباط أم استفزاز مدريد؟.. جيب سبتة يشعل حرب اتهامات بين المغرب وإسبانيا

تتصاعد منذ أيام حرب اتهامات وتصريحات هجومية متبادلة بين المغرب وإسبانيا، على خلفية تدفق آلاف المهاجرين المغاربة إلى جيب سبتة الخاضع للإدارة الإسبانية شمالي المغرب، واستضافة إسبانيا زعيم جبهة البوليساريو المناوئة للرباط.

من جانبها، تتهم إسبانيا المغرب بالعدوان والابتزاز بعد تدفق آلاف المهاجرين إلى جيب سبتة، ونقلت إذاعة "بي بي سي" البريطانية عن وزيرة الدفاع الإسبانية مارجريتا روبلز تأكيدها أن "وحدة الأراضي الإسبانية غير قابلة للتفاوض"، داعية المغرب إلى "الامتثال للقانون الدولي".

اتهمت مدريد الرباط بتعمد السماح للمهاجرين بدخول أراضيها، لأن زعيم جبهة البوليساريو الانفصالية، إبراهيم غالي، يتلقى العلاج الطبي في إسبانيا.
المغرب يحدد شرطا لعودة السفيرة إلى إسبانيا
استنفار في إسبانيا.. الجيش ينتشر في سبتة ومدريد تلوم على المغرب.. ماذا يحدث؟
قالت مارجريتا روبلز خلال مقابلة مع الإذاعة الإسبانية العامة إن هذا "اعتداء على الحدود الإسبانية وحدود الاتحاد الأوروبي، وهذا غير مقبول في القانون الدولي"، مضيفة أن الرباط "تستخدم" الأطفال القصر.

وأضافت "نحن لا نتحدث عن شبان تتراوح أعمارهم بين 16 و17 عاما، بل سُمح لأطفال لا تتجاوز أعمارهم 7 أو 8 سنوات بالمرور، بحسب ما ذكرته منظمات غير حكومية. إنهم يتجاهلون القانون الدولي".

وبلغ عدد من عبروا إلى سبتة عن طريق السباحة أو على متن قوارب مطاطية صغيرة من المغرب أكثر من 8000 شخص، وهو رقم قياسي. وأثار هذا أزمة بين الرباط ومدريد. وأغلبية هؤلاء من المغاربة، ومن بينهم أسر لديها أطفال صغار، ومراهقون لا يرافقهم بالغون.

أما المغرب، فيتهم إسبانيا باستفزازه من خلال استقبال زعيم جبهة البوليساريو الانفصالية إبراهيم غالي لتلقي العلاج، بعدما تدهورت حالته الصحية بسبب إصابته بفيروس كورونا.

وتسعى جبهة البوليساريو إلى استقلال الصحراء الغربية الخاضعة لسيادة المغرب، وقد اعترفت الولايات المتحدة قبل أشهر بالسيادة المغربية على الصحراء.

وبحسب قناة "العربية"، ندد وزير الخارجية المغربي ناصر بوريطة بشدة بما أسماه الهجوم الإعلامي الإسباني على المغرب، وقال إنه يعتمد "على أخبار زائفة" و"لا يمكن أن يخفي السبب الحقيقي للأزمة وهو استقبال مدريد لزعيم ميليشيات البوليساريو الانفصالية بهوية مزورة".

وشدد بوريطة على ان المملكة المغربية "لا تقبل بازدواجية الخطاب والمواقف من طرف مدريد". واعتبر بوريطة أن "على إسبانيا أن تدرك أن المغرب اليوم ليس كما بالأمس"، موضحاً أن "سبب الأزمة الحالية بين البلدين) هو استقبال إسبانيا لزعيم جبهة البوليسياريو بهوية مزورة".

ودعا بوريطة مدريد إلى أن "تتحلى بالشفافية إزاء الرأي العام الإسباني". وأضاف في أول تصريحات له منذ أزمة تدفق المهاجرين غير النظاميين على "ثغر سبتة" أن "الحديث عن ضعف التنمية في المملكة ينم عن تصورات قديمة لدى الجار الشمالي فالمغرب حقق نسب نمو مطردة رغم الأزمة".

وبدأ توافد اللاجئين يوم الاثنين الماضي عندما خفف المغرب القيود على الحدود في خطوة جرى تفسيرها على نطاق واسع، بما في ذلك بين المعارضة الإسبانية، على أنها رد على استضافة إسبانيا لزعيم جبهة البوليساريو.