قدمت سوريا شكوى إلى الجمعية العامة للأمم المتحدة ومجلس الأمن الدولي على الغارة الإسرائيلية التي أسفرت عن مقتل وجرح عدد من الأشخاص، على حسب قول دمشق. وجاء في الرسالة التي وجهتها وزارة الخارجية في دمشق بهذا الصدد أن هذه الغارة أدت إلى إلحاق أضرار حقيقية واستهدفت تقديم المساعدة للمعارضة السورية التي وصفت في الرسالة بمجموعات "إرهابية". وصرح وزير الإعلام السوري عمران الزعبي بأن الغارة تفتح الباب أمام جميع الإمكانيات على حد تعبيره. وفي مؤتمر صحفي عقده في دمشق اتهم الزعبي من وصفهم بعناصر الإرهاب في بلاده بالتآمر مع إسرائيل مشيراً إلى أن من حق سوريا الدفاع عن نفسها. في الوقت نفسه، قالت مصادر رفيعة المستوى إن "سوريا نصبت بطاريات صواريخ موجهة إلى إسرائيل "، وأنها مستعدة لتزويد المقاومة في لبنان بكل أنواع الأسلحة. وأكدت المصادر، وفقا لما ذكره موقع داماس بوست السورى الاليكترونى اليوم "الأحد"، أن سوريا ستزود المقاومة بأسلحة جديدة ونوعية لم تقدمها من قبل. ومن جهته قال وزير الإعلام السوري عمران الزعبي اليوم "الاحد" إن الهجوم الجوي الاسرائيلي على ثلاثة أهداف في ريف دمشق "يفتح الباب واسعا أمام جميع الاحتمالات". جاءت تصريحات الوزير في مؤتمر صحفي عقب اجتماع طارئ لمجلس الوزراء للرد على ما وصفه مصدر غربي بهجمات جديدة على صواريخ ايرانية في طريقها الى جماعة حزب الله اللبنانية. ورغم ان الزعبي لم يشر الى تحرك ملموس إلا أنه قال ان من واجب دمشق حماية البلاد من أي هجوم داخلي أو خارجي باستخدام كافة الوسائل. ونقلت الوكالة العربية السورية للأنباء عن بيان لمجلس الوزراء قوله "إن هذا العدوان يفتح الباب واسعا أمام جميع الاحتمالات ويظهر ترابطا عضويا بين المجموعات الإرهابية التكفيرية والعدو الإسرائيلي." وكان الهجوم الذي وقع اليوم "الاحد" ثالث هجوم اسرائيلي هذا العام في الاراضي السورية. ولم تثر الهجمات الاسرائيلية السابقة على سوريا ردا عسكريا من جانب دمشق أو حليفتيها إيران وجماعة حزب الله. وقال مسؤول مقرب من رئيس الوزراء الاسرائيلي بنيامين نتنياهو إن إسرائيل أحجمت عن تأكيد قيامها بالهجوم حتى لا يمثل ذلك ضغطا على الرئيس بشار الأسد للقيام برد انتقامي. من جانبه، أعرب الأمين العام للأمم المتحدة بان كي مون عن قلقه بشأن التقارير الواردة حول غارات إسرائيلية ضد أهداف بريف العاصمة السورية دمشق، مشيرا إلى أن الأممالمتحدة لم تستطع التأكد من وقوع الهجمات. وجاء في بيان صادر عن مكتبه: "الأمين العام يعرب عن قلقه الشديد بشأن التقارير حول غارات جوية شنتها قوات جوية إسرائيلية داخل سوريا. وأضاف البيان: "في الوقت الحالي، لا يوجد لدى الأممالمتحدة تفاصيل الهجمات التي أوردتها التقارير. كما أن الأممالمتحدة ليست في وضع يمكنها من التثبت مما حدث على الحقيقة." ودعا المسؤول الأممي "كافة الأطراف إلى الالتزام بأقصى درجة من الهدوء وضبط النفس، والتصرف بنوع من المسؤولية لمنع أي تفاقم لصراع مدمر وخطير جدا بالفعل." في الوقت نفسه، اعتبر وزير الخارجية اللبنانى عدنان منصور أن الإعتداء الإسرائيلي على سوريا ليس إعتداء ضدها فقط بل ضد العرب جميعا وعلينا ألا نترك سوريا لوحدها لأن اسرائيل تريد جر المنطقة إلى أتون حرب كبيرة مغتنمة انشغال سوريا بمواجهة المسلحين الذين يشكلون تهديدا على سيادتها. ودعا فى تصريح له مساء اليوم الأمة العربية إلى استخدام ما تمتلكه من وسائل طاقة ومال للضغط على الدول التي تدعم اسرائيل. وشدد على أنه على العرب ألا يكتفوا بالتنديدات ، وعلى الجامعة العربية أن تخرج عن إطار الأدبيات السياسية لأنها لا تكفي اليوم. ولفت إلى أنه علينا أن ننتظر العمل الفعال وأن نكون على كلمة سواء تجاه ما يجري، داعيا الجامعة العربية لعقد اجتماع طارىء واتخاذ قرارات حاسمة كممارسة الضغط على كل من يساعد اسرائيل ويسهل لها عدوانها.