تستعد مصر لحدث استثنائي كبير وصف ب "العالمي"، حيث من المقرر نقل "موكب المومياوات الملكية" في الثالث من أبريل، من المتحف المصري إلى متحف الحضارة بالفسطاط. تبدأ رحلة الموكب من موقعه بالمتحف المصري في ميدان التحرير، الذي سيتم افتتاح أعمال تطويره وإزاحة الستار عن المسلة والكباش التي تتوسطه حاليًا، بالتزامن مع نقل المومياوات الملكية، ثم ينطلق الموكب عبر كورنيش النيل وسور مجرى العيون، وصولًا إلى متحف الحضارة بالفسطاط. وبهذه المناسبة قدم عدد من أساتذة الإعلام والخبراء العاملين بمجال السياحة عدة نصائح للمسؤولين لخروج الحدث بالشكل الذي يليق بمصر ويمكن تحقيق أكبر استفادة عالمية منه في الترويج للسياحة المصرية والحضارة القديمة. التعريف ب التاريخ الخاص ب المومياوات طرح الدكتور صفوت العالم، الأستاذ بكلية الإعلام جامعة القاهرة، فكرة عمل برامج سياحية نوعية للثقافات المختلفة، وذلك بعد موكب المومياوات الملكية المهيب الذي تحضر له مصر، موضحا أن متحف الحضارة الذي سيتم نقل المومياوات به يقع في مدينة الفسطاط، والتي تحتوي على مسجد عمرو والمتحف الإسلامي والكنيسة المعلقة والمتحف القبطي. وأوضح "العالم" في تصريحات ل"صدى البلد" أن برامج السياحة النوعية ستعتمد على الأيدلوجية الفكرية والثقافية للسائح من خلال إقامة برامج خاصة للسائحين القادمين من الدول الإسلامية تبدأ من متحف الحضارة مرورا بالمسجد الإسلامي وانتهاء بمسجد عمرو، فيما يكون البرنامج السياحي للسائحين ذات الديانة المسيحية يبدأ من متحف الحضارة مرورا بالمتحف القبطي وختاما بالكنيسة المعلقة، ونشر تلك البرامج النوعية والترويج لها. وأضاف "العالم"، أنه لا بد من تسليط الضوء على التاريخ الخاص ب المومياوات، وذلك من خلال عمل كتيبات ومنشورات تبرز المراحل الزمنية والتاريخية لكل مومياء على حدة. وشدد "العالم" على ضرورة رفع مستوى التوعية الثقافية لأهالي منطقة الفسطاط من خلال الرحلات المدرسية، ورحلات لسكان المدينة للإلمام بمقتنيات المتحف، والارتقاء بوعيهم ثقافيا، وتعليم أساليب الضيافة فى تلك المنطقة الاثرية الهامة التى تحتوي على مجموعة متميزة من الآثار الإسلامية والمسيحية. ولفت "العالم" إلى أن الهجوم على مشاركة الفنانة هند صبري في مراسم الموكب بسبب أصولها الغير مصرية، ما هو إلا عبث، وذلك لأن العالم في وقت لا يسمح بالانتقاء والاختيار بسبب ظروف كورونا، مضيفا أن هند صبري تمتلك شعبية جارفة لدى معجبيها من الوطن العربي ومصر. سارة فوزي تطرح أفكارها للترويج للسياحة بمصر من جانبها قالت الدكتور سارة فوزي، المدرس المساعد بكلية الإعلام جامعة القاهرة، أن ظروف فيروس كورونا وتعطيل حركة الطيران، منعت الترويج لموكب المومياوات الملكية بشكل ونطاق أوسع، موضحة أنه في ظروف غير التي نعيش بها كانت تتمنى أن يتم دعوة الممثلين الأجانب ليس للمشاركة وإنما للحضور، بجانب دعوة مدونين الفيديو العالميين، لكن سيتم تعويض ذلك بأن هذا الحدث سيتم نقله عبر أكثر من 400 قناة فضائية عالمية. الترويج للسياحة من خلال موكب المومياوات كما طرحت أفكارا لاستغلال هذا الموكب للترويج للسياحة المصرية، من خلال قيام وزارتي السياحة والآثار بعمل العديد من الأفلام التسجيلية عن المتحف، وكذلك إنتاج أفلام الدراما الوثائقية لكل مومياء على حدة، ونشر هذا الإنتاج عبر خطوط الطيران والقنوات ومنصات إنتاج ومشاهدة الأفلام العالمية وصفحات ترشيحات السفر عبر الإنترنت، وكذلك شبكات التليفزيون الفضائي. اختيار جيد للممثلين خاصة "منى زكي" كما أشادت الدكتور سارة فوزي باختيار الممثلين خاصة "منى زكي" ذات الملامح المصرية الخالصة واعتبرته موفق جدا، كما كانت تفضل أيضا انضمام كلا من "رامي مالك" و"مينا مسعود"، للترويج للسياحة المصرية بنطاق عالمي اكبر. وعن باقي الممثلين أوضحت أن هند صبري لديها شعبية عربية جارفة وأنها اختيار موفق، موضحة أنها كانت ترجو أن يتم دعوة طبقات اجتماعية أخرى من المثقفين والعلماء البارزين والأكاديميين فى المجلات المختلفة إلى جانب الفنانين ونجوم الرياضة، لتمثيل كل الفئات والقطاعات، بما يعبر عن كافة الفئات المصرية. سيتحاكى به العالم من جهته قال الخبير السياحي "أحمد مهنى"، إن حدث نقل المومياوات حدث ضخم ومشرف يليق بالحضارة المصرية، حدث سيتحاكى به العالم وسيكون له أثر قوي في الترويج لمصر وإبراز مكانتها الحضارية. وأوضح "مهنى"، في تصريحات ل"صدى البلد" أن توقيت نقل المومياوات توقيت مناسب في الترويج للسياحة مع دخول فصل الصيف وزيادة الطلب على السوق المصري وزيادة نسبة الطيران، مضيفا أنه لا داعي لتأجيل هذا الحدث الفريد من نوعه. وتابع " مهنى" أن السياحة تعمل بأقصى جهد للاستفادة من الحدث والترويج بصور وفديوهات تخص الحدث والاهتمام بنقل الحدث لكل الدول بعدة لغات تصل إلى 14 لغة مثل التشيكي والصربي والبلغارى وغيرها من الدول. واستطرد "مهنى" أن الدولة تبذل جهود عظيمة من أجل الترويج لموكب نقل المومياوات حتى أصبح الحدث حدث منتظر عالميا مضيفا: أن الحدث الخاص بالسفينة العالقة بقناة السويس ساعد في لفت أنظار العالم إلى اهمية مصر وأهمية موقعها.
أهم من اكتشاف أثري قال رئيس الاتحاد المصري للغرف السياحية، إلهامي الزيات، إن موكب المومياوات يفوق في أهميته أهمية أي اكتشاف حيث يأخذ زاوية جديدة وفريدة تكشف عظمة الأجداد ويقدم للعالم عرض مغري يساعد على الترويج لمصر عامة أو متحف الحضارة خاصة. وأوضح "إلهامي" في تصريحات ل "صدى البلد"، أن دور هيئة السياحة استغلال هذا الحدث ب أكبر قدر ممكن في الترويج للسياحة من خلال وكالات السياحة بالخارج ونقل الحدث بكافة اللغات، مضيفا: أنه مع زيادة عدد المتاحف والذي بدوره سوف يزيد النشاط السياحي ومدة الاقامة في مصر. وتابع "إلهامى"، أن موعد انتقال الموكب مناسب جدا وسيكون لميدان التحرير دورا بارزا في هذا الموكب، مضيفا أنه سيتم نقل جميع المومياوات الملكية على 22 سيارة ب طراز مصري قديم مع وجود خيول كما تم تصنيع عجلات حربية مشابهة للعجلات الحربية المصرية القديمة. جدير بالذكر أن موكب نقل المومياوات الملكية من المتحف المصري بالتحرير إلى مكان عرضها الدائم بالمتحف القومي للحضارة المصرية سيشهده العالم في 3 إبريل، حيث يضم الموكب 22 مومياء من بينها 18 مومياء لملوك، و4 مومياوات لملكات من بينهم مومياوات الملك رمسيس الثاني، والملك سقنن رع، والملك تحتمس الثالث، والملك سيتي الأول، والملكة حتشبسوت، والملكة ميريت آمون زوجة الملك أمنحتب الأول، والملكة أحمس-نفرتاري زوجة الملك أحمس.