ياسر برهامي أثارت تصريحات ياسر برهامي بتطبيق السلفيين التدريجي للشريعة الاسلامية في البرلمان القادم، جدلا بين القوي السياسية الليبرالية واليسارية والقبطية، ما بين مؤيد لتطبيق الشريعة بشرط أن يكون مرجعيتها الدينية هو الأزهر، وبين من يجد في هذه التصريحات اعتدال في تشدد السلفيين، وبين رفض تام في تساؤل من قال إن الدين لا يطبق بمصر؟؟ قال عبد الغفار شكر، القيادي بحزب التحالف الاشتراكي والناشط بتحالف "الثورة مستمرة"، إن المجتمع المصري غير راض عن قضية تطبيق الشريعة بما تحويه من تطبيق الحدود، مشيرا إلي أن تحدث السلفيين عن التدرج شيء جيد ودليل علي بداية تعديلهم للآراء المتشددة. وعن فرض التيارات الدينية لتطبيق الشريعة بعد حصولهم علي أغلبية البرلمان، قال شكر: إن السلفيين لم يحصلوا علي أغلبية البرلمان إنما الإخوان المسلمين، مشيرا إلي اختلاف منهج الإخوان عن السلفيين، موضحا أن منهج الاخوان يقوم علي تربية الفرد ثم الأسرة فالمجتمع بمنهج طويل المدي، بينما السلفيين منهجهم تطبيق الشريعة بمعنى تطبيق الاسلام". وأضاف شكر أن السلفيين ينقصهم الوعي السياسي الكافي، والإلمام بقضايا المجتمع المصري، مطالبا إياهم بضرورة تعديل آراءهم لصعوبة فهم المجتمع لها، مشيرا إلي استحالة فرض السلفيين لنظرياتهم علي المجتمع، مبررا ذلك بتحضر المجتمع وتنوع وتعدد آرائه واتجاهاته، قائلا " جماعة تطرح أرائها، ولكن المجتمع سيحسم القضية". و من جانبه قال الأنبا مرقص، أسقف كنائس شبرا الخيمة، إن الكنيسة القبطية الأرثوذكسية ترحب بالحوار مع التيارات الدينية الإسلامية، مضيفا بأن الكنيسة لا تمانع من تطبيق التيارات الدينية للشريعة الإسلامية، مطالبا بضرورة توحيد المرجعية الدينية للتيارات الإسلامية لتصبح المرجعية الأساسية هي الأزهر. وبرر الأنبا مرقص في تصريح خاص لموقع "صدي البلد" قائلا " ليس لدينا مشكلة في تطبيق الشريعة ولكن للأسف كل شخص وكل تيار ديني يطبق الشريعة التي يفهمها هو، لذا نرجو الرجوع لمرجعية دينية ثابتة، وخاصة أن المفهوم الصحيح للشريعة هو الأزهر". وأضاف الأنبا مرقص إن الشريعة تنص علي احترام شرائع الأديان الأخرى، مستشهدا بنص الشريعة " يحكموا بما يدينون"، قائلا "مكان الدين الأساسي هو دار العبادة في الطرفين، أما السلوكيات فهي ثمرة الدين الصحيح الذي نبتغيه والذي يؤكد معاني الحب والسلام".
وطالب طارق التهامي، عضو الهيئة العليا بحزب الوفد، التيارات الاسلامية بضرورة معرفة أنهم لا يعيشون بمفردهم بالوطن، مشيرا إلي وجود عناصر أخري بالمجتمع تدين بدين آخربالإضافة إلي وجود تيارات سياسية لديها وجهة نظر مختلفة لابد من احترام كلاهما، قائلا " حصدهم الأغلبية لا يعني تحكمهم فينا". وعن تصريح برهامي بالتدرج في تطبيق الشريعة، تساءل التهامي عمن قال إن الدين غير مطبق،مشيرا إلي أن مصر ليست دولة بلا دين، فهي الدولة الوحيدة التي يراعي فيها الدين سواء الإسلامي أو المسيحي، كما أن المصريين متدينين سواء المسلمين أو المسيحيين. وأضاف التهامي أن مصر دولة مدنية، مؤكدا أن القائمين علي وضع الدستور سيقفون ضد أي تشريعات محددة في مجلس الشعب تجعل طرف منفردا عن الآخرين، مشيرا إلي أن أي تشريعات ستخالف الدستور ستكون باطلة، وطلبة الحقوق يعلمن ذلك ان القرار لابد أن يتوافق مع اللائحة، واللائحة تتوافق مع القانون، والقانون مع الدستور".