قال الدكتور أحمد علي سليمان عضو المجلس الأعلى للشؤون الإسلامية وأحد المشاركين في مؤتمر " حوار الثقافات والحضارات" والذي ينظمه المجلس الأعلى للشئون الإسلامية السبت، إن الله تعالى خلقنا متعددين متنوعين في كل شيء، في اللون، والعرق، والدين، واللغة، والفكر، والثقافة، والمهارات، والخبرات وجاء بنا ربنا إلى الدنيا وسخر لنا كلَّ ما فيها؛ لنتكامل جميعًا في إعمارها، وإسعاد الكون والحياة والإنسان. وأوضح عضو المجلس الأعلى للشئون الإسلامية : لا سبيل إلى التعاون، والتكامل، والتعاضد إلا بمنهجية ناجعة، تُجلِّي الحقائق، وتوضح وجهات النظر، وتقضي على الغموض واللبس، وتذيب الثلوج، وتقرب المسافات بين سائر البشر ومن هنا تبرز الأهمية البالغة لقيم: التعددية والتنوع، والمسؤولية، والمشترك الإنساني والقواسم المشتركة (الثقافية، والدينية، والأخلاقية، والحضارية،...) بين سائر البشر. ولا ريب أن هذه القيم كفيلة -حال الإيمان الكامل بها وتفعيلها وتمكينها لتكون منهج حياة- بإيجاد عالَم آمن وخال من الحروب الصراعات والمشكلات، يسوده التفاهم، والإيمان المشترك بأهمية كل منا في الحياة. وتابع: من هنا تبرز أهمية المؤتمر الحادي والثلاثين للمجلس الأعلى للشئون الإسلامية (حوار الثقافات والحضارات) الذي سينطلق من أرض الكنانة، تحت رعاية الرئيس عبد الفتاح السيسي رئيس الجمهورية يومي 13 و 14 مارس 2021م؛ ليسهم بسهم وافر في تحقيق التقارب والتعاون، ويبين –في هذا المحفل العلمي العالمي- ما يجب على البشرية أن تفعله، ومن ثم يضعها أمام مسؤوليتها في التكاتف، والتعاون الحقيقي؛ لعلاج مشكلاتها، وتحدياتها، والأخطار التي تهددها. وقال إننا في حاجة جد ماسة إلى الحوار المثمر البنَّاء الذي يضع البشرية كلها أمام مسئوليتها... أمام إعمار الكون، بدلا من تدميره، وإسعاد الحياة بدلا من إتعاسها، ومعالجة مشكلاتها بدلا من تكثيرها.. إننا في مسيس الحاجة إلى حوار جديد، ينطلق من الإيمان الكامل بالتعددية، والمسؤولية، والمشتركات بين البشر، وما أكثرها في هذه الحياة، وإننا في حاجة جد ملحة إلى تحقيق فهم أدق لطبيعة الآخر، وخصائصه الثقافية، والدينية، والاجتماعية،... والانطلاق معه من هذا الفقه العميق، وبحاجة كذلك إلى أن نمكِّن الآخر من أن يفهمنا فهمًا دقيقًا، يحقق التقارب المنشود، ويقضي على ظاهرة ما يسمى "الإسلاموفوبيا"، ويصحح فهمه الخاطئ عنَّا، والذي كرَّسته مصانعُ الكذب والتدليس على مدار عقود. وقدم عضو المجلس الأعلى للشئون الإسلامية التحية لوزارة الأوقاف، ولرجالها، وعلمائها الأفاضل، بقيادة الدكتور مختار جمعة، على اختيار هذا الموضوع المهم.