بمناسبة اليوم العالمي للمرأة، تسلط دار "روايات" الضوء على تجارب كاتبات نسويات اهتممن بقضايا المرأة، وما تواجهه من تجارب وتحديات، وتحتفي مع قُراء العربية بإصدارات سردية متنوعة تقدم نظرة واسعة لتجارب النساء من مختلف بلدان العالم. تأتي هذه الإصدارات لتعكس اهتمام دار روايات، إحدى شركات مجموعة كلمات للنشر، بالانفتاح على أدب المرأة، وتغطية محاور وأشكال أدبية تحقق الشمول لأعمال الدار، وسعيًا كذلك لإشباع فضول جمهور الدار من خلال توفير منشورات نوعية وذات أفق جمالي عالي المستوى وقريب من اهتمامات عشاق القراءة. وهنا نرصد أبرز كتبهن، ومنهم كتاب عزيزتي هاجَر أو مانيفستو نسويّ في خمسة عشر مقترحًا للمؤلفة: تشيماماندا نغوزي أديتشي، ترجمة: لميس بن حافظ، حيث تلقّت الكاتبة النيجيرية تشيماماندا نغوزي أديتشي يومًا ما رسالة من إحدى صديقات طفولتها، تطلب منها النُّصح في أمر تربيّة طفلتها، كي تقودها إلى النّجاح وتنميّة شخصيّتها القياديّة، فقامت بتأليف هذا الكتيّب ردًا على تلك الرسالة. تضع الكاتبة خمسة عشر مقترحًا ظريفًا، بهدف الوصول إلى تمكين تلك الابنة كي تنمو قويّة وتغدو امرأة مستقلّة، وتحاول معالجة الإشكاليات التي لا تزال تواجه المرأة في القرن الواحد والعشرين. و كتاب "عودة الروح" للمؤلفة: يا جسي، وترجمة: أحمد حسن المعيني. تقدم "دار روايات" ترجمة عربية للرواية الأولى للكاتبة الغانيّة-الأمريكية، بعنوان "عودة الروح" والتي حازت في طبعتها الإنجليزية الأصلية على العديد من الجوائز، وتدور أحداثها في غانا خلال القرن الثامن عشر، من خلال سرد حكاية أختين وُلدتا في قريتين مختلفتين دون أن تعرفا بعضهما. تتزوج إحداهما تاجر عبيد أبيض وتعيش سعيدة في غرف قلعة كيب كوست الفارهة. بينما تؤسَر الأخرى خلال غزوة على قريتها لتُسجن في قبو القصر نفسه مع آخرين ليُباعوا عبيدًا إلى الإنجليز. تتبع "عودة الروح" طريقين متوازيين للأختين وسلالتيهما من الأحفاد عبر ثمانية أجيال، راسمة خريطة تامّة للمصائر لم يسبق لها مثيل. وكذلك كتاب سوينغ تايم، للمؤلفة: زيدي سميث، وترجمة: أماني لازار، وتروي الكاتبة البريطانية زيدي سميث في هذه الرواية قصة فتاتين من ذوات البشرة السمراء، تحلمان أن تصبحا راقصتين. لكن واحدة منهما فقط، هي تريسي، ابنة أحد الرّاقصين المصاحبين لمايكل جاكسن، تحمل الموهبة الحقيقية، فيما الأخرى لا تحمل سوى أفكار وتساؤلات عن الإيقاع والزّمن، الجسد الأسود والموسيقى السّوداء، ما هي البذرة التي تنمو منها القبيلة؟ وما الذي يجعل الإنسان فرْدًا حُرًّا؟ فيطالع القارئ قصّة تسير منذ الطفولة، حيث تلك الصّداقة العميقة التي جمعت الفتاتين منذ المدرسة وحصص الرّقص، وإلى النضج، حين لا تعودان تزوران بعضهما، لكنهما لم ينسيا بعضهما أبدًا. وأيضا كتاب الفتاة التي تحترق، للمؤلفة: كلير مسعود، ترجمة: خالد الجبيلي، وتضع الكاتبة الأمريكية كلير مسعود القراء في أجواء عملها الذي يسرد قصة فتاتين هما جوليا وكايسي اليتيمة. تجمعهما الصداقة منذ دخولهما رياض الأطفال. تشاركتا كلّ شيء: أغاني ليدي غاغا ووجبات ماكدونالدز والعناية بالقطط، والأسرار الصغيرة. لكن ما كادتا تدخلان سنّ المراهقة حتى اختلف كل شيء في صداقتهما لأسباب لم تفهمها جوليا: هل ما زالت صديقتها القديمة مقرّبة فعلًا رغم الصمت الذي ساد بينهما والرسميّة في التعامل؟ هل هم الأهل، أم المدرسة، أم التحولات الجسدية، أم الأسرار التي تحاول كايسي إخفاءها عن صديقتها لتحافظ على صورة مثالية في عينيها؟ حكاية قد تشترك فيها فتيات أخريات من عالمنا. وكناب المرأة في الطابق العلوي، للمؤلفة: كلير مسعود، ترجمة: إيمان أسعد، وعمل روائي آخر للكاتبة الأمريكية كلير مسعود، تحكي فيه عن نورا إلدريدج، وهي امرأة أربعينية يثق فيها الجميع، لكن لا يلاحظها أحد، كأنها غير مرئية، فلا تتواجد سوى على هامش نجاحات الآخرين. تعيش دور الصديقة الحَنون والجارة المُنجِدَة، والمعلّمة المتفانية، والفنانة التي تؤجل مشاريعها دومًا. لكن وصول عائلة شاهيد – إسكندر، الأكاديمي اللبناني، وزوجته سيرينا، الفنانة الإيطالية، وابنهما رضا – يأخذها إلى عالم آخر مُثير ومُعقّد. وأيضا الأعمال القصصية الكاملة، للمؤلفة: بدرية البشر، حيث تستعرض الكاتبة والإعلامية السعودية بدرية البشر حياة المرأة من منظور قصصي، وتتنقل بين موضوعات من سكوتها إلى احتجاجها، وصولًا إلى تحرّرها وامتلاكها الاختيار. وتمضي عوالم بدريّة البشر السرديّة في مجموعاتها القصصيّة (حبّة الهال) و(مساء الأربعاء) و(نهاية اللعبة) لتقدم للقارئ قبسًا ليرى ماذا يحدث خلف الأبواب الموصدة والقلوب النابضة تحت العباءات السوداء؛ كيف تكتشف الفتاة نفسها وأسرتها ومأزقها الاجتماعيّ، وبالتالي تشكّل هويّتها؟ كيف تعيش دومًا في فزع ممّا حولها؟ وكتاب علينا جميعًا أن نصبح نسويّين، للمؤلفة: تشيماماندا نغوزي أديتشي، ترجمة: لميس بن حافظ. وتجلب الروائية النيجيريّة في هذا الكتيّب همّها النّسوي استنادًا إلى محاضرتها الشّهيرة التي قدّمتها على منصّة TED. كيف يُمكن فهم النسويّة، وتعريفها بمنطق القرن الواحد والعشرين تعريفًا يتجذّر بالانغماس في الواقع والوعي به. تستحضر المؤلّفة تجاربها الشخصيّة وملاحظاتها الثّاقبة للمفاهيم المتعلقة بتحرير المرأة وتوظيفاتها الاجتماعيّة وتجلّياتها في الحياة اليوميّة، فتُجيب بذلك عن معنى أن تكون المرأةُ امرأةً في هذا العصر، وتُطلق نداءً فيه من الاستغاثة بقدر ما فيه من الصّراخ: علينا جميعًا أن نصبح نسويّين. يجد القارئ لهذا العمل أطروحة دافئة بقدر ما هي منطقيّة، تقودها أسئلة مُصاغة بإتقان. وكتاب حكاية الجارية، للمؤلفة: مارغريت آتوود، ترجمة: أحمد العلي، وتقدم الكاتبة الكنديّة في هذا العمل، الذي أصبح من أوسع الروايات قراءة في العالم، رؤية مخيفة للمجتمع وقد تحوّل جذريًّا بسبب ثورة سياسيّة دينيّة متشدّدة. تدور الرواية حول "أوفرِد" وهي جارية في "جمهورية جلعاد"، تخدم في منزل "الرئيس" الغامض وزوجته حادّة الطّباع. تخرج مرة واحدة يوميًّا إلى الأسواق، حيث استُبدلت الصّور بكلّ اللافتات المكتوبة، فالنساء في جلعاد تحرّم عليهن القراءة. عليها كذلك أن تصلي من أجل أن تحمل، ففي زمنها انخفضت معدّلات الولادة حتى صار وجود الأطفال في البيوت أمرًا نادرًا، وهكذا باتت قيمة المرأة - كما في الرواية - تكمن في قُدرتها على الحمل. تتذكر أوفرد الأوقات التي عاشتها مع زوجها وابنتها، وفي وظيفتها السابقة، قبل أن تسلبها الثورة حريتها وحتى اسمها الحقيقي. وأخيرا كتاب العهود، للمؤلفة: مارغريت آتوود، ترجمة: إيمان أسعد. وفازت رواية "العهود" بجائزة البوكر البريطانية عام 2019 مناصفة، وهي الجزء الثاني من رواية الكاتبة الكنديّة مارغريت آتوود "حكاية الجارية". تجيب الكاتبة في هذا العمل على أسئلة لطالما حيّرت قُرّاء الجزء الأوّل منذ نشره عام 1985، فقدّمت في "العهود" رواية تبدأ أحداثها بعد خمسة عشر عامًا من نهاية "حكاية الجارية" حين تواجه أوفرِد مصيرها المجهول، عبر ثلاثة أصوات نسائية مختلفة يكشف كلّ منها جانبًا خفيًّا من "جلعاد".