كان له دور رئيسي في تحقيق عشرات الانتصارات الجوية في نهاية الحرب العالمية الثانية، وعرف بأنه أسرع رجل في العالم، إنه أسطورة الطيران الأمريكي الراحل تشاك ييجر، الذي رحل أمس الاثين، عن عمر يناهز 97 عامًا. ووفقًا لشبكة "سي إن إن" الأمريكية، كان تشاك ييجر أول طيار يكسر حاجز الصوت، في طائرة "بل- إكس1" في أكتوبر 1947، إلا أنه لم يتم الإعلان عن هذا العمل الفذ للجمهور حتى عام 1948. وأكدت زوجته الثانية، فيكتوريا ييجر، للشبكة الأمريكية، نبأ وفاة زوجها، بعد أن كتبت على حساب تشاك بموقع " تويتر" "ببالغ الحزن أعلِمُكم بوفاة الجنرال تشاك ييجر حب حياتي وبطل الحرب العالمية الثانية". وأضافت "عشت حياة رائعة معه, إنه أعظم طيار في أمريكا، وسيبقى في ذاكرتنا إلى الأبد إرثه من القوة والمغامرة والوطنية". ومن جانبه، قال جون نيكوليتي، صديق ييجر،: "هذا يوم حزين لأمريكا"، موضحا أن أسطورة الطيران مر ببعض التحديات الجسدية في السنوات الأخيرة وتعرض لسقوط أدى إلى مضاعفات ومشاكل أخرى بسبب عمره. وأشار نيكوليتي إلى أن ييجر أقام في شمال كاليفورنيا لكنه توفي في أحد مستشفيات لوس أنجلوس، مؤكدا أنه كان رجلًا شجاعًا جدًا وليس مزعجًا على الإطلاق. ولد ييجر في 13 فبراير 1923 في بلدة مايرا الصغيرة بولاية فيرجينيا الغربية، ونشأ مع والده الميكانيكي الذي علمه مهنته. انضم إلى سلاح الجو في سبتمبر 1941 وهو في سن ال 18، وعمل في البداية كميكانيكي طائرات قبل أن يتعلم الطيران. وفي عام 1943، تم تكليف ييجر بالعمل كضابط طيران احتياطي قبل أن يصبح طيارًا في القيادة المقاتلة لسلاح الجو الثماني المتمركز في إنجلترا. على مدار الحرب العالمية الثانية، قام ييجر ب64 مهمة جوية وأسقط 13 طائرة ألمانية، وفقًا لسيرته الذاتية على الموسوعة البريطانية "بريتانيكا". وذكر صديقه نيكوليتي، أن الكثير لم ينجح في اجتياز الحرب العالمية الثانية، فمعظمهم لم ينجحوا في الأيام الأولى من تجربة الطيران التجريبية، وكانت احتمالات بقاء تشاك على قيد الحياة ضعيفة، مثل احتمالات حصول أمريكا على حريتها. فيما قال موقعه إن طائرته أُسقطت فوق فرنسا في مارس عام 1944 وذلك خلال ثامن مهمته القتالية، لكنه تمكن من الإفلات من القبض عليه والتحق بوحدته بمساعدة المقاومة الفرنسية. وعاد إلى الولاياتالمتحدة في عام 1945 وتزوج زوجته الأولى جلينيس، التي أطلق عليها أسماء العديد من طائراته المقاتلة. بعد الحرب ، أصبح ييجر مدرب طيران، وعمل كمساعد ضابط صيانة في قسم المقاتلات بقسم اختبار الطيران في رايت فيلد في أوهايو. وعُرِفت مهارات ييجر الاستثنائية بسرعة، وطُلب منه الأداء في العروض الجوية بالإضافة إلى تجارب الخدمة لطائرات جديدة. بعد مهمته إطلاق طائرته من طراز "بل إكس 1" من قاذفة "بي-29" على ارتفاع 13700 متر، واختراق حاجز الصوت، قضى ييجر السنوات التالية في مواصلة اختبار الطائرات، مسجلًا الرقم القياسي لسرعة طائرة ذات جناح مستقيم يبلغ 2.44 ماخ في ديسمبر 1953. حصل ييجر على جائزة هارمون الدولية لعام 1953 من قبل الرئيس دوايت أيزنهاور لتحطيم الرقم القياسي، وبعد ذلك عاد إلى الطيران في عام 1954، وتولى قيادة سرب قاذفة القنابل 417، وتمركز في قاعدة هان الجوية في ألمانيا، ثم في قاعدة تول روزيير الجوية في فرنسا. وفي 1962، أصبح قائد المدرسة التجريبية لبحوث الفضاء برتبة عقيد، وفيها أشرف على تطوير أول مؤسسة من نوعها مصممة لإعداد طيارين تجريبيين عسكريين أمريكيين لرحلات الفضاء. تقاعد ييغر من سلاح الجو وكان برتبة عميد وذلك في عام 1975، بعد أن قاد حوالي 361 نوعًا وطرازًا مختلفًا من الطائرات العسكرية على مدار مسيرته المهنية. وقال موقعه إنه بعد انتهاء خدمته الرسمية، واصل ييجر عمله كمستشار للحكومة وصناعة الطيران.