كانت توضب "أميرة" حقائبها، للتحليق نحو بداية جديدة وحياة مع رفيق دربها، الذي اختارته من بين كل الرجال الذين تقدّموا إليها، وفي أوج فرحتها انطفأت بإمضاء على قائمة المفروشات الذي أبى العريس التوقيع عليها قائلا: "مش بشتري بضاعة ولازم أمضي عليها"، ليلغى العرس وتبقى طائرة أميرة دون إقلاع إلى عش الزوجية. "أميرة" الفتاة العشرينية هي قصة من قصص وحكايات لزيجات تنتهي قبل أن تبدأ بسبب القايمة، المسمار التقلدي في نعش الزواج في مصر، فمنذ زمن بعيد غير محدد أصله أو بدايته فرضت القايمة وهي ورقة تشتمل على كل ما تحتويه شقة العروس من عفش وأدوات منزلية وأجهزة كهربائية ، وتختلف المحتويات من عائلة لأخرى ومن محافظة للثانية ولكن تبقى القايمة واحدة من الثوابت عند الزواج في مصر يمضي عليها العريس لضمان حق الزوجة في المستقبل. على بند الذهب تعرقلت إمضاء "محمد" على قايمة المنقولات، بعدما فرض أهل العروس جرامات من الذهب لم تكن موجودة على الحقيقة، "فوجئت بأن والدها كتب ذهب أنا لم اشتريه وغير موجود معها، حاولت أقنعه بكتابة الجرامات اللي اشتريتها فقط، ولكن الجوازة وصلت لطريق مسدود"، نزل تتر النهاية على الزيجة وانفصل الثنائي عن بعضهم قبل أسبوع واحد من موعد الزفاف. اقرأ أيضًا| قصر مصغر.. شاهد جناح إقامة ترامب للعلاج من كوفيد- 19 تقول "أسماء الفخراني" استشاري العلاقات الأسرية، ل "صدى البلد": القائمة هى عرف وتقليد مصري للزواج وضمان حق العروسة، تبدأ تحدث مشاكل عندما يتم عملها بشكل استغلالى أو خاطئ، في هذا الوقت تصبح مشكلة وليست حق، لما تكون بالتراضي وتكون منصفة للزوجين هنا هو المقصود بالقائمة. وفي قصة أخرى انتهت قبل أن تبدأ ، انكسرت فرحة "مروة" قبل زفافها بشهر، وتعكرت الأجواء بينها وبين زوجها بسبب رفضه التوقيع على القائمة، وأصبحت الزيجة على المحك لولا تدخل شديد من قبل الأقارب على إصلاح الأمر، فتحكي "مروة":" كانت الجوازة هتتفشكل وبالفعل أخدت حاجتي من بيت الزوجية، لإنه كان رافض وبيقولي إنه القايمة مش مقياس على حبي ليكي أو على اخلاقي". وتكمل "الفخراني" القائمة ليست دليل على أن العريس يقدر العروس أو شاريها ولكنها دليل على نيته وأخلاقه في الحفاظ على حقوقها، ففي وقت الإنفصال أحيانًا بيقوم الأزواج بطلب إبراء أو تنازل ويساوم الزوجة. وفي قصة ثالثة، مرت قصة "صفا" بسلام من مطب القائمة، بعد أن تفهمت عائلتها والعريس ما لهم وما عليهم، ليمر الأمر بمفاوضات بسيطة على مشتملات القائمة، فتقول:" قرر يمضي على القائمة بعد ما تمت كتابة ما قمت بشرائه فقط، من أثاث دون كتابة أدوات قابلة للكسر، حيث دخل في أزمة مع والدي لأن ما قمت بشرائه أكبر قيمة من اللي كتبناه ولكن كان في تفاوضات وعدينا من المطب". في هذه الحالة تؤكد الفخراني: "الاتنين لا بد من إنهم يرخوا الحبل لأن الزواج بالاتفاق ويجب ألا يكون شيء مادى وكأننا نبيع ابنتنا"،وشددت على أن في حالة رفض العريس التوقيع على القايمة احرصي على عدم إرضائه على حساب نفسك وحبك أو تقللى من ولي أمرك خصوصا الأب، لإنه عندما يحترم وجود راجل فى حياتك هيحترمك، وهذا حقك ولابد أن تحصلي عليه بالذوق والتفاهم. وفي واقعة رابعة ، نشب شجار عنيف بين "هبة" التي أقدمت على منتصف الثلاثينيات من عمرها وزوجها، وآلت الأمور إلى طريق الطلاق، ولكن في هذه اللحظة ظهرت المشكلات الكبرى، وهي رفض الزوج إعطاء "هبة" مستحقاتها وما تشتمل عليه قايمتها ، قائلة : "كانت مشاكل القايمة هي المعضلة في الطلاق، وبدأنا في مشوار المحاكم للحصول على حكم بممتلكاتي". وأوضحت "الفخراني" قائلة: القايمة واحدة من حقوق الزوجة ، كما أن الزواج له شروط مهر ومؤخر والقايمة تشمل كل ما سبق، ومن المؤسف أنه ليس هناك رجل يقدر زوجته إلا إذا كان يدفع لها، وإذا لم يكن هناك ضمان لحقها قبل الزواج لن يكون لها حقوق أثناء الزواج نفسه. وفي كل قصة من هذه القصص كانت السيدات تحتاج إلى مجهود مضاعف لتجاوز مثل هذه العقبات في حياتهن، ولكن تنصحهن "أسماء" قائلة: "بنصح أي بنت أنها تقول لنفسها انها متقدرتش من شخص بيبع ويشترى فيها، وأنها تشترى نفسها وكرامتها، والحمد لله انها على البر، وبدون أطفال هيكونوا ضحايا"، واختتمت أنه حتى يتم تخطي هذا المطب يتم الاتفاق على القايمة فور الموافقة على الخطوبة.