عرض برنامج "تريند الزمن الجميل" الذي يقدمه خالد جمال على القناة الرسمية لموقع صدى البلد على اليوتيوب، فقرة عن الفنان عبد السلام النابلسي. استمد عبد السلام النابلسي لقبه من مدينة نابلس في فلسطين، التي ولد فيها سنة 1899. كان عبد السلام النابلسي سليل عائلة محافظة جدا من المشايخ والعلماء، جده كان عالم دين إسلامي، وأبوه كان قاضيا فلسطينا. نشأ النابلسي حافظا للقرآن الكريم وتعلم اللغة العربية والإنجليزية والفرنسية، وعندما وصلت سنه ل 20 سنة أرسله والده للقاهرة كي يدرس في الأزهر الشريف، لكنه لم يجد نفسه في هذا المجال وقرر أن يتجه للفن كي تبدأ رحلته مع المعاناة والشهرة. قرر عبد السلام النابلسي دخول عالم الفن من خلال الصحافة الفنية التي عمل فيها فترة، وبعدها تركها والتحق بفرقة جورج أبيض المسرحية، وهي الخطوة التي عارضها أهله جدا وقرروا مقاطعته وعدم دعمه ماديا، ولكن دون جدوى. بعد فترة اختلف عبد السلام النابلسي مع فرقة جورج أبيض وتركها والتحق بفرقة يوسف وهبي، لكنه طرد من الفرقة بعد شهرين. بدأ النابلسي يجرب حظه في السينما من خلال دور صغير في فيلم "وخز الضمير"، وبعدها قدم أول دور كوميدي في حياته في فيلم "القناع الأحمر"، والذي انطلقت منه شهرته كممثل كوميدي. بعدها عمل عبد السلام النابلسي مع ممثلين كبار، أمثال عبدالحليم حافظ واسماعيل يس وفريد الأطرش وكان أشهر صديق للبطل أو بلغة السينما أشهر سنيد في الأفلام المصرية. على المستوى الشخصي امتنع عبد السلام النابلسي عن الزواج حتى سن الستين، قبل أن يقع في حب إحدى معجباته وكان اسمها جورجيت سابات، التي تزوجها بالرغم من رفض أهلها، وواجه دعاوى قضائية بالطلاق لكن المحكمة أقرت في النهاية بصحة الزواج. هرب عبد السلام النابلسي من مصر بعد أزمة مع مصلحة الضرائب وتفاقم المبالغ عليه والتي وصلت ل 13 ألف جنيه وكان مبلغا كبيرا جدا وقتها. استطاع النابلسي أن يهرب أمواله خارج مصر عن طريق دمية على شكل دب كبير، وبالفعل سافر واستقر في بيروت وعاش حياة مرفهة هناك، لكن من سوء حظه إن البنك الذي أودع فيه أمواله أعلن إفلاسه وراحت عليه ثروته، وبعدها دخل في حالة نفسية سيئة وشعر بآلام في المعدة وبدأت معاناته مع الفقر والمرض. كان عبد السلام النابلسي يترك مفتاح الغرفة التي ينام فيها أمام الباب من خوفه من الموت وحيدا وعدم قدرة الناس على الدخول لدفن الجثمان. وفعلا مات عبد السلام النابلسي بسبب مرض في القلب، يوم 5 يوليو سنة 1968، ولم يكن معه مصاريف دفنته وجنازته، فقام الفنان فريد الأطرش الذي شاركه بطولة كثير من أفلامه بدفع كل المصاريف.