ولد في مثل هذا اليوم من عام 1899 الفنان الكوميدي عبد السلام النابلسي، في لبنان وعاش وعمل في مصر، ولكنه ممثل فلسطيني الأصل، حيث كان كان جده قاضي نابلس الأول وكذلك والده، ونشأ في وسط عائلة متدينة، وعندما بلغ عبد السلام العشرين من عمره أرسله والده إلي القاهرة ليلتحق في الأزهر الشريف، في عام 1925 عمل النابلسي بالصحافة الفنية والأدبية في أكثر من مجلة. بدأ النابلسي رحلته الفنية في السينما عام 1929علي يد السيدة آسيا في فيلم 'غادة الصحراء'، بينما فيلم 'وخز الضمير' عام 1931 هو الذي فتح له أبواب السينما في الثلاثينيات في تلك الفترة بعدد من رموز الفن في ذلك الوقت منهم الأخوان لاما وتوجو مزراحي ويوسف وهبي وآسيا وأحمد جلال. وعمل النابلسي أيضا كمساعد مخرج في العديد من الأفلام وخاصة أفلام يوسف وهبي ولكنه في عام 1947 اضطر للتفرغ التام للتمثيل بعد فيلم 'القناع الأحمر' وخاصة بعد ازدياد الطلب عليه بعد انتشار موجة أفلام الكوميديا ذلك الوقت، وقد كانت بدايات النابلسي في أدوار الشاب المستهتر ابن الذوات ولم يكن مضحكا في أفلام عديدة منها 'العزيمة' لكمال سليم، ليلي بنت الريف، الطريق المستقيم' وغيرها. و ظهر مع عبد الحليم حافظ في عدة أفلام منها 'ليالي الحب، فتي أحلامي، شارع الحب، يوم من عمري'، ولعب البطولة في فيلم حلاق السيدات، أما آخر أفلامه مع فريد الأطرش 'إزاي أنساك' كما شارك فاتن حمامة وعمر الشريف في فيلم 'أرض السلام'، كما تقاسم عبد السلام النابلسي بطولة العديد من الأفلام مع الفنان إسماعيل ياسين. رحل إلي لبنان بعدما تفاقمت مشاكله مع الضرائب، فقررت مصلحة الضرائب بعد ثلاث سنوات من رحيله الحجر علي أثاث شقته المستأجرة في الزمالك والتي لم تكن بقيمة المبلغ المطلوب، وظلت القضية معلقة حتي وفاته في عام 1968، وفي بيروت عاش النابلسي ملكاً وأصبح عام 1963 مديراً للشركة المتحدة للأفلام وساهم في زيادة عدد الأفلام المنتجة كل عام في لبنان ومثل في أفلام 'فاتنة الجماهير' و'باريس والحب'. حقق النابلسي رغبته القديمة في الاستقرار الأسري بعد أن ظل متمتعاً بلقب أشهر عازب في الوسط الفني وحتي وصل إلي الستين من عمره وذلك عندما تزوج من إحدي معجباته 'جورجيت سبات' وقام بإتمام إجراءات الزواج بفيلا صديقه فيلمون وهبي دون علم أسرة الفتاة والتي دخلت معه في صراع مرير أرغمته خلاله علي تطليقها قبل أن تحكم المحكمة بصحة الزواج ويتم الصلح بينهم. وتوفي النابلسي 5 يوليو 1968 بعد امتناعه عن الطعام لأيام، ولفظ أنفاسه قبل وصوله إلي المستشفي ولم تجد زوجته مصاريف الجنازة، وأعلنت بعد ذلك الفنانة زمردة حقيقة مرضه حيث أكدت أنه لم يكن يعاني من مرض بالمعدة كما أشاع ولكنه كان مريضا بالقلب منذ عشر سنوات وأنه تعمد إخفاء ذلك حتي لايتهرب منه المخرجون والمنتجون ويبعدوه عن أفلامهم.