قال الماكير محمد عشوب، إن عبد السلام النابلسي لديه خفة ظل وكاريزما لا يملكها غيره، ومر بفترة سينمائية ناجحة، فهذا الشاب الذي أرسله والده إلى الازهر لحفظ القرآن الكريم ليعود إلى بيروت واعظا أو شيخ مسجد، خطفته السينما فبقي في مصر وعمل في التمثيل على غير رغبة والده الذي منع عنه المصروف. وأضاف عشوب، خلال استضافته فى حلقة من برنامج "ممنوع من العرض" أمس الأحد على قناة الحياة، "كان النابلسي يقوم بأكثر المشاهد المضحكة دون أن يضحك، وكان أشهر عازب في السينما لمدة طويلة، وفي إحد البرامج الإذاعية سألته المذيعة لماذا لم تتزوج حتى الآن؟ فأجابها "لا توجد من تستحقني"، وفي اليوم التالي جاءته مكالمه هاتفيه من فتاة تقول له "بالأمس قد قلت إنه لا توجد من تستحقك لا يااستاذ الستات كثيرات جدا بينما أنت لا تستحق أيا منهن وأغلقت الخط". وأضاف عشوب "تدور الايام والسنين ويلتقي النابلسي مع جورجيت ثابت اللبنانية صاحبة المكالمة المجهولة، وكان حينها يبلغ الأربعين عاما، وهي في الثامنة عشرة، ورغم فارق السن أحبها بجنون وتزوجها، ولم يكن ممكنا إلا أن يتزوجا مدنيا، لأنها مسيحية وهو مسلم، فقام باختطافها إلى مكان لا يعرفه أحد لمدة ثلاث سنوات إلى أن تصالح مع أهلها". وتابع "تزايدت ديونه، ومر بظروف مادية صعبة للغاية وبدأت الضرائب تطالبه بمبالغ طائله، فقرر الهروب من مصر بأمواله، وقتها التقى صديقه محمد سلمان زوج الفنانة الراحله نجاح سلام في سهرة، واتفقوا على السفر سويا إلى لبنان، وأراد تهريب أمواله داخل "دبدوب" وأعطاه لابنة نجاح سلام حتى لا يشك به أحد في المطار، وعاش في بيروت ليهرب من الضرائب في مصر، ولسوء حظه وضع أمواله في بنك وبعد فترة قليلة أعلن البنك إفلاسه". واستطرد: "أصيب بمرض شديد جدا في المعدة وظل أربعين يوما في أحد المستشفيات، وعند شفائه لم يكن لديه ما يكفي لتسديد فاتورة المستشفى، حتى أنه طلب المساعدة من صديقه فريد الأطرش، وبرغم أن فريد كان يمر بأزمة مالية طاحنة إلا أنه بعلاقاته في لبنان استطاع أن يجمع المال لسداد فاتورة المستشفى، وكانت الصداقه بينهما كبيرة جدا". واستكمل عشوب: "في أواخر أيامه سافر إلى تونس مع الراحله صباح لتصوير فيلم وازداد عليه المرض، وكان يعيش على المسكنات واكتشفت مرضه صباح ورفض الذهاب للمستشفى وطلب منها أخد مفتاح الغرفة للاطمئنان عليه، وأوصاها قائلا "جثتي أمانه برقبتك ترجعيها إلى زوجتي جورجيت". وواصل عشوب : "مشهد درامي حزين لرجل أمتع الناس وأضحكهم كثيرا، ولم يمت في تونس بل توفي بعد أسبوع من عودته إلى بيروت، ودفن بها رغم أن أمنيته كانت أن يدفن بمصر".