بدأت الصين فعاليات أهم حدث سياسي هذا العام- " الدورتان السنويتان "، والذي يتمثل في افتتاح " المؤتمر الاستشاري السياسي للشعب الصيني" في يوم 21 مايو، وذلك بعد تأجيل دام شهرين بسبب وباء كوفيد-19. "الدورتان السنويتان" هي عبارة مختصرة للجلسات العامة التي يعقدها اثنان من أهم الأجهزة الوطنية في الصين – المجلس الوطني لنواب الشعب الصيني والمؤتمر الاستشاري السياسي للشعب الصيني. يمثل بدء "الدورتين السنويتين" افتتاح " الموسم السياسي الصيني" الذي استمر قرابة نصف شهر. وتعد " الدورتان السنويتان " نافذة مهمة للعالم لمراقبة الصين. وفي المؤتمر الصحفي الذي عقد يوم 24 مايو، أجاب عضو مجلس الدولة الصيني وزير الخارجية وانغ يي عن العديد من الأسئلة، بما يبدي استعداد الصين لتعزيز التعاون المتعدد الأطراف في ظل أزمة الصحة العامة العالمية، ويظهر تصميمها على حماية السيادة الوطنية وتفكيرها في التنمية المستقبلية للعالم، وما يعكس بشكل كامل مفهوم مجتمع المصير المشترك الذي تدعو إليه القيادة العليا الصينية. منذ اندلاع وباء كوفيد-19، أطلق بعض السياسيين في الولاياتالمتحدة والغرب باستمرار "فيروسا سياسيا" ضد الصين في محاولة لتشويش وتدمير العلاقات الصينيةالأمريكية التي تتميز بأهمية كبرى للاستقرار العالمي. وكان رد وزير الخارجية الصيني على ذلك مباشرا وصريحا. مثلًا حول مسألة تعقب مصدر فيروس كوفيد-19، أشار وزير الخارجية وانغ يي إلى أن الخلاف بين الجانب الصيني وبعض الساسة الأمريكيين يعد " المسافة بين الحقائق والأكاذيب "، مؤكدًا أن الصين تتمسك بمبدأ الانفتاح تجاه التعاون الدولي في تعقب مصدر الفيروس. وحول الاتهامات الباطلة التي وجهها بعض الساسة الأمريكيين ضد الصين بشأن كوفيد-19، وصف الوزير هذه الاتهامات بأنها لا تستند على أي حقيقة أو قانون أو سابقة دولية، منبهًا إلى أن محاولات انتهاك سيادة الصين وكرامتها ليست إلا "حلم يقظة". وإزاء المفارقات الأمريكية والغربية بشأن المساعدات الصينية المقدمة لدول العالم في مكافحة كوفيد-19، أكد الوزير أن الصين تعمل دائمًا على إنقاذ المزيد من الأبرياء، ولا تسعى وراء أي أهداف جيوسياسية أو أي ربح اقتصادي، كما لا تفرض أي شروط سياسية. تجدر الإشارة إلى أنه بسبب تسييس الوباء من قبل بعض القوى السياسية الأمريكية، فإن العلاقات الصينيةالأمريكية تدهورت. وفي هذا الصدد، قال وانغ يي بصراحة في المؤتمر الصحفي إن الصينوالولاياتالمتحدة يجب عليهما بل ولا بد لهما من إيجاد طريقة للتعايش السلمي والمنفعة المتبادلة والفوز المشترك بين دول تختلف في النظم الاجتماعية والخلفيات الثقافية. وإزاء محاولات البعض في الولاياتالمتحدة التخلص من أزمة الوباء واستغلال قضيتي تايوان وهونغ كونغ وقضايا أخرى لخلق مشاكل للصين، حذر وانغ يي من محاولة تحدي الخطوط الحمراء للصين والاستخفاف بعزم الشعب الصيني البالغ 1.4 مليار نسمة على الدفاع عن الوحدة الوطنية. وبالإضافة إلى ذلك، طرح أيضا الخطط الصينية حول تحسين نظام الحوكمة العالمية، حيث أكد وانغ يي أن رفض العولمة وإعادة نمط الحمائية محاولة لا مستقبل لها، معتبرا أن العولمة محتاجة إلى تنمية أكثر تسامحا وإفادة للجميع وأن تعددية الأطراف محتاجة إلى عزم أكبر على حمايتها وتدعيمها وأن الحوكمة العالمية محتاجة إلى إصلاحات أكثر دقة، مضيفا أن تأييد منظمة الصحة العالمية يعني تأييد إنقاذ الأرواح. بصفتها دولة مسؤولة كبرى ستواصل الصين تقديم مساهماتها حسب قدرتها لمكافحة وباء كوفيد-19 في العالم وستقف دائما إلى جانب المصالح المشتركة لدول العالم وإلى جانب التيار التنموي التاريخي الصحيح.