انتشرت على الإنترنت صور للرئيس مرسي أثناء منحه الدكتوراة الفخرية في الفلسفة من إحدى جامعات باكستان، كان المشهد مهيباً، علماء يجلسون في قاعة مهيبة أثناء كلمة حاكم مصري طالما انتظروا زيارته لأكثر من أربعين عاما، الكل في ترقب وسرور بهذه الزيارة، والعالم ينظر إلى رئيس شعب صنع أعظم ثورة في التاريخ. لكن في المقابل لقيت هذه الصور سيلا من التعليقات الساخرة من رواد شبكات التواصل الاجتماعي، الذين رأوا "السلطانية" التي ارتداها الرئيس خلال منحه درجة الدكتوراة، والتي يبدو أنها كانت واسعة عليه بعض الشيء، تلخص المشهد السياسي والاجتماعي في مصر حاليا، والذي أصبح "مبهوق" في كل شيء. وبغض النظر عن الزي و"السلطانية" وبغض النظر عن اختلافنا مع الرئيس أو اتفاقنا معه فإن السخرية من "رئيس مصر" أصبحت ظاهرة في غاية السوء تنذر بسقوط مكانة مصر في نظر شعوب العالم إن لم تكن قد سقطت بالفعل خلال الأشهر القليلة الماضية التي تولت فيها جماعة الإخوان المسلمين الحكم، وهو ما قالته المستشارة الألمانية أنجيلا ميركل بأن حكم الإخوان لمصر يهدد بإنهاء أعظم حضارة في التاريخ. الجماعة بمنهجها القائم على "الرؤية الواحدة" وتهميش - بل إقصاء – الآخر، هو ما أوصل مكانة مصر إلى هذا الوضع داخلياً وخارجياً، فأصبحت مصر "مبهوقة" على الإخوان كفصيل شارك في الثورة مع كثير من الحركات السياسية والائتلافات الشبابية الحالية التي تصفها الجماعة بأنها "شيطان رجيم"، حيث رأت الجماعة أنه من الأجدى إزاحة المعارضين "شركاء الثورة" ووصفهم بأنهم فلول أو مأجورون أو عملاء لمجرد أنهم عارضوا سياساتها أو بعض مواد في الدستور أو حتى احتجوا على ماكينة الأخونة التي لا تتوقف في كافة المحافظات دون استثناء لأي قطاع، وكذلك تردي الأوضاع المعيشية والسياسية وغياب العدالة الاجتماعية، بما يؤكد حقا أن مصر "مبهوقة" على الإخوان كفصيل أوحد غير قادر على تحقيق أهداف الثورة ويؤكد أن "الحرية والعدالة" ما هي إلا شعار، لأنه ببساطة الحرية أصبحت تتآكل يوماً بعد آخر، والعدالة يبدو أن لها مفهوماً آخر لدى هذا الحزب. المزيد من أعمدة عبد الفتاح بدوي