اختطفه فيروس كورونا وغسله زملاؤه.. القصة الكاملة لوفاة أول حالة من العاملين ب عزل مطروح

اشتهر بين زملائه بطيب الخلق والالتزام الديني وابتسامته التي كانت لا تفارقه وكان يلجأ إليه زملاؤه لحل مشاكلهم ويرضي بحكمه الجميع، وبعد تحويل مستشفى النجيلة إلى أول مستشفى لعزل مرضى فيروس كورونا، قرر ناجي فرج صالح أن يظل فيها بجانب زملائه ليساندهم ويقوم بدوره لخدمة وطنه.
- أحد أكبر قبائل محافظة مطروح
ويعتبر "ناجي فرج صالح" والذي يعمل أمين مخازن في مستشفى النجيلة، ويبلغ من العمر 54 عاما، أول شهيد من العاملين بمستشفى العزل بالنجيلة وابن قبيلة الجراري، وهي إحدى أكبر قبائل محافظة مطروح، بعد أن توفي متأثرا بإصابته بفيروس كورونا.

وحظيت وفاته أمس الجمعة بردود فعل كبيرة وحزينة سواء بين زملائه في الحجر الصحي او بين الأهالي الذين يقدرونه ويحبونه.
- لم يتأخر لحظة
ويقول الدكتور محمد علي مدير مستشفى النجيلة: "رحم الله زميلنا واخينا ناجي الذي ما عرفنا عنه إلا طيب القلب وحبه لعمله"، لافتا إلى أنه لم يتأخر لحظة في أداء عمله.
وأضاف أن العلاقة لم تكن علاقة عمل فقط ولكنها علاقة إخوة وحب وتقدير، مشيرا إلى أن زملائه هم من قاموا بتغسيله بالمستشفي بعد أخذ كافة الإجراءات الاحترازية لتجهيز الجثمان وتكفينه.

- عم ناجي
وأضاف الدكتور محمد ابو طالب وكيل مستشفى العزل بالنجيلة ان عم ناجي كما يطلق عليه جميع الطاقم الطبي بالمستشفى يبلغ من العمر 54 عاما، وتم تشخيصه إيجابي كورونا في 9 أبريل 2020 وعزله في الغرف المخصصة والمعقمة لكي يتلقى الرعاية الطبية.
وتابع:" الله يرحمك يا عم ناجي ويغفر لك ويجعل مثواك الفردوس الأعلى .. سلام من الله عليك يا صديقي .. أسأل الله أن يجعل لك من اسمك نصيب بأن يرزقك الله " النجاة " من النار ".. انا عمري ما هنساك يا عم ناجي لحد ما اموت ان شاء الله".
من جانبه ناشد الدكتور محمد علام، نائب مدير مستشفى العزل بالنجيلة، محافظ مطروح، وجميع المسئولين، تكريم البطل والشهيد، ناجى صالح فرج الجرارى، أمين المخازن بالمستشفى، واعتباره من شهداء الوطن وتخليد اسمه بعد وفاته جراء فيروس كورونا المستجد.
واضاف: "الواحد لسه بادئ يفوق من الصدمة، أنا كنت بستمد قوتى وضحكتى وتفاؤلى من الناس دول، يا رب القوة".
وقام زملاؤه بالمستشفى بنشر صور تجمعهم بشهيد كورونا قبل لحظة الوداع الاخيرة ، وأدي الفريق الطبي بالمستشفى صلاة الجنازة على زميلهم بالمستشفي.

وتم وضع جثمان المتوفي ناجي الجراري داخل سيارة إسعاف لنقله ودفنه بمحل إقامته واسرته بمدينة مرسي مطروح بعد ان تم تجهيز الجثمان بواسطة العاملين بالمستشفي مع اتخاذ جميع الإجراءات الاحترازية في لف الجثمان طبقا لتعليمات وزارة الصحة.
- تطهير السيارة والمشاركين
وأكد الدكتور محمد ابو سعدة مدير مرفق اسعاف مطروح انه تم نقل جثة المتوفي من مستشفي العزل بالنجيلة الي المقابر بإشراف الطب الوقائي بمديرية الصحة.
وأضاف أنه تم القيام بتطهير السيارة والمشاركين في دفن الجثمان كإجراء احترازي.
وكشف الدكتور محمد ابو طالب وكيل مستشفي العزل بالنجيلة، عن آخر لقاء جمع بينه وبين ناجي الجراري اول حالة وفاة للعاملين بمستشفي العزل بالنجيلة بسبب فيروس كورونا.
وقال: "قبل وفاته بساعة ونص وانا واقف بره الاوضة بتاعته بعتلي مع التمريض ولقيته نده عليا وكان عايزني البس وادخل له وفعلا عملت كدا ولبست الزي الوقائي كامل ودخلت له".
- كتبلي بخط ايده
وأضاف لقيته طلب ورقة وقلم وكتبلي بخط ايده: "عزيزي الدكتور طالب " فقط لم يكتب شي آخر وهذه الورقة هبروزها يا عم ناجي يا اغلي الناس".
وتابع أن :"عم ناجي كان لي بمثابة والد فهو كان قريب جدا من جميع زملائه العاملين بالمستشفى".
وتذكر موقف لشهيد كورونا، قائلا: "عم ناجي في شهر مارس كنت بقوله أنا مش بصوم غير رمضان ويوم عرفة فقط ، قالي لا مينفعش انت من النهاردة هتصوم معايا الاثنين والخميس ولقيته ليلة كل يوم اثنين وخميس يفكرني ونتسحر ونصوم واول مرة في حياتي اعملها واصوم غير شهر رمضان" .
- لحظات الوداع
وقال إن توديع الجثمان كان بمثابة مظاهرة حب لزميل واخ ووالد لجميع العاملين بالمستشفي حيث ودعه الجميع بالدموع والدعاء له.