أعلنها الشيخ ياسر برهامى صريحة مدوية : " الإخوان يسعون لأخونة الدولة، واقصاء كل القوى، ويشوهون التيار السلفى، وأنه يجب معارضة الرئيس محمد مرسى وانتقاده، لأنه يربطه تعاقد محدد بمدة وصلاحيات مع الناس". وأردف قائلا: " لقد فاض بنا الكيل من أفعال الإخوان. فالسلفيون بلغ بهم السيل الزبى، ولم يعد فى جعبتهم مقدرة على الكتمان والصبر من كثرة ما وجه إليهم من ضربات وطعنات إخوانية جعلتهم ينسلخون عن جماعة الإخوان، بعد أن كانا يقفان فى خندق واحد. على كل فإن شهادة برهامى لها دلالاتها ومغزاها فى هذا الظرف الدقيق الحرج الذى تمر به البلاد بكل ما فيه من تشوهات وعثرات وسفك للدماء، بسبب سوء إدارة الإخوان لشئون الحكم، وتراجعهم عن تعهداتهم السابقة بالحكم بالمشاركة لا المغالبة. غير أن هذه الشهادة خرجت ناقصة وكان ينبغى استكمالها ببيان أن الخلاف بين السلفيين والإخوان ليس مؤقتا، وانهما سيرجعان لأحضان بعضهما البعض فور تسوية ما تسبب فى تكدير علاقة حليفى الأمس مع اقتراب موعد انتخابات مجلس النواب. فالخلاف بين الجانبين كان يجب إبرازه على أنه ليس بسيطاً لارتباطه بمستقبل دولة تنهار ويتم تجريفها لتصبح أخوانية قلبا وقالبا، وأن ما فرق بينهما غير متصل بالدين الحنيف، وإنما ببرنامج سياسى يسعى كل طرف لتحقيقه، ولا عيب فى الاقرار بأنهما لم يتوافقا وأن مصالحهما السياسية متعارضة، حتى لا يبدو السلفيين فى موضع يظهرون فيه وكأنهم يكررون خطيئة الإخوان بتوظيف الدين السامى لأهداف سياسية تتنافى مع مقاصده لما تتضمنه من كذب وخداع. فالقصة كلها متصلة بالسياسية ومكائدها وخباياها، إذ أن السلفيين بمواقفهم الأخيرة يبعدون أنفسهم تماما عن سفينة الإخوان المسرعة إلى الهاوية، ويريدون استمالة الشارع لصفهم، حتى ينجحوا فى الفوز بأكبر عدد ستطاع من مقاعد مجلس النواب المقبل، ويعلمون أن شعبية الإخوان فى الحضيض، وأن مَنْ يتعلق بهم سيجد نفسه فى القاع . وكنت أتوقع استداركاً من الشيخ برهامى يعترف فيه بوقوع عدد من دعاة السلفيين فى خطأ جسيم بتشكيكهم فى دين الذين هاجموا مرسى والإخوان وتكلموا عن مخطط أخوانة مؤسسات الدولة مبكرا قبل انتهاء شهر العسل بين الإخوان وحزب النور الذراع السياسية للسلفيين وقولهم إن منتقدى الرئيس الإخوانى يقفون على يسار الدين ويعرقلون تطبيق الشريعة بمعارضتهم له. وأثبتت مجريات الأحداث أن هؤلاء كانوا على صواب، وأنهم لم يكونوا يستحقون هذه المعاملة القاسية من السلفيين الذين يشتكون حاليا مما حذروا منه من مدة طويلة. المزيد من أعمدة محمد إبراهيم الدسوقي