بث التلفزيون التونسي أمس، على الهواء مباشرة أول مناظرة تلفزيونية بين المرشحين للجولة الثانية من الانتخابات الرئاسية، قيس سعيد ونبيل القروي، في حدث غير مسبوق تابعه المراقبون باهتمام بالغ. واستقبلت الصحافة التونسية المناظرة بردود فعل وتعليقات متباينة، فأفردت صحيفة "الشروق" أكثر من نصف مساحة صفحتها الأولى من العدد الصادر اليوم لصورة تجمع قيس سعيد ونبيل القروي، معنونة بعبارة "المناظرة أوفت بوعودها وغدا الكلمة للصندوق"، في إشارة إلى نجاح المناظرة بتوصيل وجهات نظر المرشحين وبرامجهما الانتخابية ووعودهما إلى جمهور الناخبين. "قيس سعيّد.. الرجل الغامض الطامح إلى قصر قرطاج"، تحت هذا العنوان كتبت صحيفة "الصباح" عن سعيد "رغم أن الرجل بعيد عن الاحزاب السياسية والجمعيات المتنفذة فقد استطاع أن يفوز بثقة شريحة مهمة من الناخبين لا سيما من الشباب الذين راهنوا على نزاهته ورصيد الثقة والاحترام ونظافة اليد الذي عبد له الطريق للفوز في الدور الأول من الانتخابات الرئاسية". وأضافت الصحيفة "لم يستسغ كثيرون فكرة صعود الرجل الى الدور الثاني من الرئاسية- وهو المتعفف الذي خاض حملته الانتخابية بإمكانيات تكاد تكون منعدمة بعد أن رفض التمويل العمومي- دون وجود ماكينات اشتغلت في الكواليس وهو ما جعل كثيرين أيضا يصفونه بالرجل الغامض بالنظر إلى أن صعوده الصاروخي وتفوّقه في انتخابات الدور الاول من الرئاسية على شخصيات سياسية لها وزنها على الساحة جعلت من الرجل بمثابة اللغز الذي يصعب فك شفراته وظل السؤال الذي يطرح بإلحاح: من يقف وراء سعيد؟ رغم أنه أستاذ القانون الدستوري فقد أكد في معرض تصريحاته الإعلامية أن وحده الشباب المتطوع كان زاده في حملته الانتخابية". أما عن القروي، فتحت عنوان "نبيل القروي.. من كواليس السياسة إلى البحث عن السلطة"، قالت صحيفة "الصباح" إن الرجل "وصف بصانع الرؤساء فقد كان جزءا من المنظومة التي اشتغلت على وصول الرئيس الراحل الباجي قائد السبسي إلى قصر قرطاج في انتخابات 2014.. نبيل القروي القادم من عالم التدريب في التسويق والمبيعات بشركات متعددة الجنسيات إلى باحث عن السلطة في ربوع تونس المحرومة بعد أن حوّل نفسه إلى نصير الفقراء الذين نجحوا في إيصاله الى الدور الثاني من الانتخابات الرئاسية وهو في سجن المرناقية أمام منافسين من حجم الثقيل". وأضافت الصحيفة "إن استجلاء عطف الناس في المناطق المحرومة عبر تسخير جمعية خيرية أطلق عليها اسم "خليل تونس" نسبة الى ابنه الذي توفي في حادث مرور سنة 2016 مازال الحصن المنيع الذي يحتمي به القروي، فكان الاستثمار في الفقر شعاره الذي يحمله وهو يجوب ربوع تونس بقوافل الخير كما يسميها هو وقناته".