افتتحت وزارة الأوقاف الدورة التثقيفية الرابعة والعشرين في التوعية بقضايا الأسرة والسكان والصحة الإنجابية لأئمة وزارة الأوقاف بمديرية أوقاف القاهرة بمسجد النور بحضور عدد من قيادات وأئمة الأوقاف بالمديرية وحاضر فيها كل من : إيمان إبراهيم مدير تنظيم الأسرة بالقاهرة، وياسر جمال الخبير بالمجلس القومي للسكان ، والمستشار محمد الأدهم عضو هيئة النيابة الإدارية ، والشيخ محمد عثمان البسطويسي المنسق بين وزارة الأوقاف والمجلس القومي للسكان. وفي بداية كلمته أكد المستشار محمد الأدهم أن المشكلة السكانية في مصر مشكلة ثقافية ذات آثار اقتصادية واجتماعية وبيئية وسياسية ، فهي مشكلة تتعلق بالارتقاء بالخصائص السكانية لدى المواطنين، وهي أصل وسبب عدد كبير من المشاكل ، فقيام المصريين بعدد من الممارسات الثقافية والاجتماعية الخاطئة مرده سوء تخطيط وإدراك لطبيعة مشاكل مصر، فعدم التخطيط الجيد لمشروع الزواج ينتج عنه ارتفاع نسبة الطلاق، ووجود موروثات تتعلق بزواج الأقارب أو نمط التغذية ينتج عنها ارتفاع نسبة الإعاقة ، وكل هذه الممارسات الثقافية والاجتماعية الخاطئة تمثل ضغطًا كبيرًا على الدولة المصرية ، ومن هنا يجب علينا التصدي لهذه المشاكل المتفرعة عن المشكلة السكانية والتي تشكل ضغطًا على موارد الدولة وتهدد الأجيال القادمة إذا لم يغير الجيل الحالي من تعامله مع المشكلة السكانية ويقبل التطور الطبيعي للارتقاء بالخصائص السكانية. وفي ختام كلمته أشار إلى أن الدستور المصري استهدف في تنظيمه للمواطنة المبادئ التي قررها الرسول الكريم (صلى الله عليه وسلم) في وثيقه المدينة ، من حيث المساواة بين جميع المواطنين في الحقوق والواجبات ، دون تمييز بسبب الدين ، أو الجنس ، أو اللون ، مع الاعتراف بحقوق أصحاب الديانات الأخرى في ممارسة شعائرهم الدينية بكل حريه، واحترام الروافد الثقافية المتنوعة لأبناء الوطن الواحد ، استلهامًا لما ورد في القرآن الكريم والسنة النبوية الشريفة من ضرورة التعايش السلمي والتعارف بين أبناء الجنس البشري. وفي بداية كلمتها أكدت دإيمان إبراهيم أن الدين دعا إلى تنظيم النسل حيث قال تعالى:" وَحَمْلُهُ وَفِصَالُهُ ثَلَاثُونَ شَهْرًا " ، وأن المباعدة بين الحمل والآخر للحفاظ على الأم وصحتها من ناحية، وإعطاء فرصة للطفل أن ينشأ نشأة صحيحة وسليمة من ناحية أخرى ، مشيرة إلى خطورة الزواج المبكر والحمل المبكر، وأن أخطر أنواع الحمل على الأم في السن أقل من 18 سنة، وأن أفضل سن مناسب للحمل والإنجاب من 20 إلى 30 سنة، وأن المباعدة بين فترات الحمل لها فوائد من أهمها: التنشئة الصحيحة والصحية لكل مولود ، كما أنه يسهم في تلافي وفيات الرضع، وخفض وفيات الأمهات بنسبة 30 %، وتمكين الأم من مواصلة الحصول على فرص أكبر في التعليم والعمل، مؤكدة أنه لا بد من تنظيم الأسرة و أن جميع الوسائل المستخدمة في تنظيم الأسرة آمنة ومتاحة . وفي كلمته أكد ياسر جمال أن المجلس القومي للسكان يضع السياسات القومية للبرامج السكانية ، وهو المنوط بمتابعة وتقييم المشكلة السكانية ، وأن علم السكان أحد العلوم الإنسانية التي تهتم بالظواهر السكانية والمواليد والوفيات و بالتركيب النوعي للإنسان ، وأن مصر تعاني من المشكلة السكانية وهي عدم التوازن بين عدد السكان والموارد المتاحة، مشيرًا إلى أن تعداد سكان مصر وصل في أواخر القرن التاسع عشر إلى 9 ملايين ونصف مليون نسمة، وبعد خمسين سنة بلغ عدد السكان 19 مليونًا ، ثم في عام 1950 وصل إلى 38 مليون نسمة ، وفي عام 2017 كان العدد 94 مليون نسمة ، وفي عام 2006 كان العدد 72 مليونًا ونصف المليون نسمة ، وأمس الجمعة كان عدد السكان 99 مليونا و394 ألفا و409 نسمة، واليوم السبت وصل التعداد 99 مليونًا و 399 ألفًا و 159 نسمة , مما يجعل من عملية تنظيم النسل ضرورة وطنية ومجتمعية.