حالة من الغضب والاستنكار سيطرت على الاوساط الثقافية بعد التعدى على تمثال ابو العلاء المعرى بسوريا وقطع رأسه . واستنكر الكاتب الصحفى حمدي قنديل قطع رأس تمثال أبو العلاء المعرى بسوريا ، لافتاً إلى أن هذا يؤكد أن الثورة السورية فى خطر . وقال "قنديل" فى تغريدة له عبر "تويتر" :" الأنباء عن قطع رأس تمثال أبوالعلاء المعرى تزيد من الشكوك فى الاتجاه الذى تأخذه ثورة الشعب السورى العظيم". من جانبه أكد الشاعر حزين عمر مؤسس حزب "المساواة" ومؤسس جماعة "الجيل الفكرية" الجديدة ان ما حدث بشأن قيام مجموعة مسلحة بقطع رأس تمثال الشاعر والفيلسوف أبو العلاء المعري يعد جريمة انسانية مؤكدا أن تلك الواقعة أخطر من هدم تمثال بوذا بأفغانستان . وأضاف "حزين": فى تصريحات خاصة ل"صدى البلد" أن هؤلاء الجهلاء بفعلتهم هذه لا يقطعون رأس تمثال ولكنهم يقطعون رأس الحضارة الاسلامية نفسها لافتا إلى ان هؤلاء هم أعداء للتاريخ ووصلت بهم الكراهية لأن يدمروا الحضارة الاسلامية نفسها . وأكد أن من قطع رأس تمثال أبو العلاء المعرى يجب أن تقطع رأسه. وأبوالعلاء هو أحمد بن عبد الله بن سليمان، ولد في معرة النعمان في عام 973، وفقد بصره في سن مبكرة بعد إصابته بالجدري، لكن ذلك لم يمنعه من طلب العلم. وعرف هذا الشاعر الذي يعد من الأبرز بين أقرانه العرب، بالزهد والتقشف وكونه نباتيا، وأطلق عليه لقب "رهين المحبسين"، نظرًا الى فقدانه البصر وابتعاده عن الناس أعواما طويلة. ويعد المعري من أبرز الشعراء العباسيين انتقادًا للدين الإسلامي، ومن أشهر قصائده "هذا جناه علي أبي"، وفيها يقول "اثنان أهل الارض، ذو عقل بلا دين، وآخر دين لا عقل له". كان مجموعة من الافراد المسلحين قاموا بقطع رأس تمثال للشاعر أبوالعلاء المعري في مسقط رأسه مدينة معرة النعمان في محافظة إدلب بشمال غرب سوريا، التي يسيطر عليها مقاتلو المعارضة، بحسب ما أفاد المرصد السوري لحقوق الإنسان . وقال المرصد في بيان: "أقدمت مجموعة مسلحة في مدينة معرة النعمان على قطع رأس النصب التذكاري للشاعر والفيلسوف والأديب العربي أبوالعلاء المعري الذي ولد في معرة النعمان". وسيطر مقاتلون معارضون لنظام الرئيس السوري بشار الأسد على مدينة معرة النعمان الإستراتيجية في التاسع من أكتوبر الماضي. واتهم ناشطون على مواقع التواصل الاجتماعي على شبكة الإنترنت جبهة النصرة الإسلامية المتطرفة بقطع رأس التمثال، وعرضوا صورا لما قالوا إنه التمثال بعد التعدي عليه. وتظهر الصور تمثالا نصفيا بني اللون مقطوع الرأس وعليه آثار طلقات نارية، مرميًا على الأرض إلى جانب قاعدة حجرية مرتفعة. كما تداول الناشطون على المواقع نفسها صورًا للتمثال قبل الاعتداء، ويبدو فيها موضوعا على القاعدة التي كتب عليها "أبوالعلاء المعري، شاعر الفلاسفة وفيلسوف الشعراء"، وهي العبارة شوهها المعتدون على التمثال.