قال الدكتور هاني تمام، مدرس الفقه بكلية الدراسات الإسلامية والعربية، إن الشريعة المحمدية جاءت لتُعلي قيمة الأخلاق، وتبين أن فضلها عظيم، وثوابها كبير، حيث يقول نبينا -صلى الله عليه وسلم-: «الخُلُقُ الْحَسَنُ يُذِيبُ الْخَطَايَا كَمَا يُذِيبُ الْمَاءُ الْجَلِيدَ»، ويقول: «إِنَّ المؤمنَ لَيُدْرِكُ بِحُسْنِ خُلُقهِ دَرَجَةَ الصَّائِمِ القَائِمِ»، وذلك لينعكس الأمر على المجتمع، وتسود قواعد الحفاظ على استقراره، والعمل على رقيه. وأضاف «تمام» خلال ندوة دينية لوزارة الأوقاف بمسجد سيدنا الحسين -رضي الله عنه-، أن أحكام الشريعة الإسلامية جاءت لتحقيق مصالح البلاد والعباد، والسُّمُوّ بالنفس البشرية إلى أعلى درجات الكمال. وأشار إلى أن الإسلام حث على النفع العام، وعدم قصر الإنسان نفعه على نفسه، فالمؤمن الحق من يراعي مصالح غيره كما يراعي مصالح نفسه، يقول -صلى الله عليه وسلم-: «لَا يُؤْمِنُ أَحَدُكُمْ حَتَّى يُحِبَّ لِأَخِيهِ مَا يُحِبُّ لِنَفْسِهِ». وتابع: ويقول -صلى الله عليه وسلم-: «أحَبُّ الناسِ إلى اللهِ أنفعُهم للناسِ، وأَحَبُّ الأعمالِ إلى اللهِ عزَّ وجلَّ سرورٌ تُدخِلُه على مسلمٍ، تَكشِفُ عنه كُربةً، أو تقضِي عنه دَيْنًا، أو تَطرُدُ عنه جوعًا، ولأَنْ أمشيَ مع أخٍ في حاجةٍ؛ أَحَبُّ إليَّ من أن أعتكِفَ في هذا المسجدِ يعني مسجدَ المدينةِ شهرًا، ومن كظم غيظَه ولو شاء أن يُمضِيَه أمضاه ؛ ملأ اللهُ قلبَه يومَ القيامةِ رِضًا، ومن مشى مع أخيه في حاجةٍ حتى يَقضِيَها له؛ ثبَّتَ اللهُ قدمَيه يومَ تزولُ الأقدامُ». وبيّن أن الفهم الصحيح للدين يقتضي مراعاة حال الناس وواقعهم، وترتيب الأولويات تلبية لحاجات المجتمع الضرورية والملحة، فإن كانت حاجة المجتمع إلى بناء المستشفيات وتجهيزها لعلاج الفقراء ورعايتهم فالأولوية لذلك، وإن كانت حاجة المجتمع لبناء المدارس والمعاهد وصيانتها وتجهيزها والإنفاق على طلاب العلم ورعايتهم فالأولوية لذلك، وإن كانت الحاجة ماسة لتيسير زواج المعسرين وسدِّ الدَّين عن المدينين وتفريج كروب الغارمين فالأولوية لذلك.