ثبت في الصحيحين عن أنس رضي الله تعالى عنه، أن رسول الله صلى الله عليه وسلم كان يقول عند دخول الخلاء : اللهم إني أعوذ بك من الخبث والخبائث". و قال الفقهاء إنه مما ورد في الأثر من الكتاب والسُنة النبوية الشريفة، إن الجن والشياطين يمكنهم رؤية بني آدم والاطلاع على عوراتهم، فيما لا يستطيع الإنسان أن يرى أحدًا منهم، على هيئته الحقيقية، ولذا أرشدنا رسول الله –صلى الله عليه وسلم- إلى طريقة الحماية والتستر من عيون الجن. وأفاد الإمام أحمد بن على الرازى الجصاص الحنفي الشهير ب«الجصاص»، بأن التسمية « البسملة» تستر الإنسان عن أعين الجن بنصوص وردت في الكتاب والسُنة النبوية. وأوضح في كتابه « أحكام القرآن»، أنه ينبغي على الإنسان إذا تعرى لدخوله الخلاء « الحمام»، أو لتغيير ملابسه ونحو ذلك ، فليقل «بسم الله»، فإنها ستر ما بين الجن وعورات بني آدم، مستدلًا بما ورد عَنْ عَلِيِّ بْنِ أَبِي طَالِبٍ - رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ - أَنَّ رَسُولَ اللَّهِ - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- قَالَ: « سَتْرُ مَا بَيْنَ أَعْيُنِ الْجِنِّ وَعَوْرَاتِ بَنِي آدَمَ إِذَا دَخَلَ أَحَدُهُمْ الْخَلاءَ أَنْ يَقُولَ بِسْمِ اللَّهِ». وأضاف أن العصمة منهم ومن شرورهم تكون بذكر الله تبارك وتعالى، فاسم الله هو خير ما يحفظ الإنسان ويعتصم به، مستندًا إلى قوله تعالى: «إنه يراكم هو وقبيله من حيث لا ترونهم».