استعرض برنامج "صباح البلد" والمذاع عبر فضائية "صدى البلد"، صباح اليوم، الأحد، مقال الإعلامية إلهام أبو الفتح: "قمة السيسي.. ترامب والتوقيت الصعب". وجاء نص المقال كما يلى:- في توقيت صعب يبدأ الرئيس السيسي زيارة واشنطن غدا، الاثنين، ليلتقي الرئيس ترامب في البيت الأبيض في قمة "مصرية - أمريكية" بدعوة رسمية من الرئيس الأمريكي الذي يحرص على الاستماع لرأي الرئيس السيسي في قضايا المنطقة، وجميعنا نعلم كم الثقة والاحترام والمصداقية والتقدير الذي يحظى به رئيسنا هناك، وقد شرفت بأنني كنت ضمن الوفد الإعلامي العديد من المرات في زيارات الرئيس إلى الولاياتالمتحدةالأمريكية، وشاهدت بنفسي كيف يتم استقباله بكل الحفاوة والترحاب، فعلاقة مصر بالولاياتالمتحدة علاقة مشاركة في الآراء وتعاون وندية، وشاهدنا ذلك حتى قبل أن يصبح ترامب رئيسا في اجتماعات الجمعية العامة للأمم المتحدة ال71، في سبتمبر 2016، وكان أول لقاء بين الرئيسين عندما زار ترامب - المرشح الرئاسي عن الحزب الجمهوري وقتها - الرئيس السيسي الذي استقبله بمقر إقامته، وكانت هذه هي الزيارة الثالثة للرئيس السيسي إلى أمريكا، أما الأولى فكانت في سبتمبر 2014، وشارك خلالها بالدورة ال69 للأمم المتحدةبنيويورك، وألقى خطابا رسميا، وعقد عددا كبيرا من اللقاءات حرص خلالها على شرح حقيقة ما حدث في مصر من تطورات، وفي سبتمبر 2015 كانت الزيارة الثانية في الدورة ال70 للأمم المتحدة، و"قمة اعتماد أجندة التنمية لما بعد 2015" و"قمة مكافحة تنظيم داعش والتطرف العنيف، والرابعة في أبريل 2017، وكانت الأولى رسميا للبيت الأبيض، عقب تولي دونالد ترامب، رئاسة أمريكا، وعقد خلالها قمة "مصرية - أمريكية" في البيت الأبيض. وفي مايو 2017، كان اللقاء الثالث بينهما، بالرياض على هامش القمة الإسلامية التي استضافتها السعودية، وحرص كل من الرئيسين على عقد قمة مصغرة، والتقيا في جلسة مباحثات قصيرة في مركز الملك عبد العزيز. وفي سبتمبر من نفس العام التقيا مرة أخرى، في نيويورك، على هامش اجتماعات الجمعية العامة للأمم المتحدة في دورتها رقم 72، وكانت الزيارة الخامسة للرئيس السيسي واللقاء الرابع بترامب. وفي سبتمبر 2018 كانت الزيارة السادسة، والقمة الخامسة بين الرئيسين على هامش أعمال الدورة 73 للجمعية العامة للأمم المتحدة، كلها زيارات تؤكد قوة العلاقات المصرية الأمريكية وأنها علاقات تعاون وشراكية. وهذه المرة تأتي الزيارة مختلفة، فالرئيس عبد الفتاح السيسي يذهب إلى أمريكا وهو يمتلك كل عناصر القوة والنجاح، ليس له مطالب بمساعدات أو أجندة خاصة، بل يذهب ندا لهم وشريكا استراتيجيا للولايات المتحدةالأمريكية التي تعرف قدر السيسي وقدر مصر جيدا، وهو ما أكده البيت الأبيض في إعلانه عن الزيارة، قائلا إن القمة تتناول ملفات عديدة منها؛ تعزيز العلاقات الإستراتيجية بين البلدين، بالإضافة إلى بحث القضايا الإقليمية والدولية وتطورات الأوضاع في الشرق الأوسط ومناقشة أهمية تضافر الجهود الدولية من أجل التصدي لخطر الإرهاب والتطرف الذي أصبح يهدد العالم بأكمله، وتأكيد أهمية دور مصر في المنطقة بوصفها دعامة رئيسية للأمن والاستقرار، بجانب الخطوات التنموية المهمة التي اتخذتها الحكومة المصرية خلال الفترة الماضية، بالإضافة إلى تنفيذ برنامج متكامل للإصلاح الاقتصادي. الرئيس السيسي يذهب إلى أمريكا هذه المرة وقد خطونا خطوات كبيرة وحققنا نجاحا اقتصاديا بشهادة الأممالمتحدة ومؤسساتها وهيئاتها المتخصصة في مجال التمويل والتصنيف الاقتصادي والمالي والتجاري، وكما نجحنا سياسيا بدليل أن مصر استعادت وضعها في إقليمها ومنطقتها العربية وقارتها الأفريقية وأصبحت فرس الرهان، فهي الوحيدة التي بيدها مفاتيح حل أزمات المنطقة. هذا النجاح والاستقرار والمشروعات القومية الكبرى التي أوشكنا على الانتهاء منها هي كلمة السر في أي مفاوضات مصرية، وأعتقد أن قبول رئيسنا للدعوة الأمريكية هو عين العقل، فذهابه إلى واشنطن سيخلق مجالات جديدة في ظل الشراكة الاستراتيجية المصرية الأمريكية، وآليات تعاون لإنهاء أزمات الشرق الأوسط، خاصة الدمار والخراب الناجمين عن الصراع في المنطقة والذي تكون نتيجته الحتمية إرهابا يهز كيان العالم كله وحربا تقودها مصر لمواجهة أكبر خطر يهدد البشرية. من وجهة نظري هذه الزيارة هي واحدة من أهم زيارات الرئيس للبيت الأبيض، وأثق أن الرئيس عبد الفتاح السيسي لديه الكثير ليقوله لترامب عن الأوضاع في المنطقة، أدعو الله أن يوفق رئيسنا الذي عهدنا منه الإصرار على التحدي والنجاح في كل مهمة تعهد بها، فالعالم كله يترقب نتائج هذه الزيارة التي تتواكب مع مرور 40 عاما على توقيع اتفاقية كامب ديفيد التي لولاها ما كانت مصر استردت كامل أراضيها، وكنا فقدنا أغلى جزءا من أراضينا سيناء الغالية على قلب كل مصري.