أكدت الدكتورة زبيدة عطا أستاذ التاريخ وعميد كلية الآداب بجامعة حلوان، أن نجاح أى ثورة مرتبط بما يترتب عليها من نتائج، وثورة 1919 من أكثر الثورات فى العصر الحديث التى ترتب عليها نتائج مهمة فى المجتمع المصرى، فقد كانت مصر فى هذه الفترة تحت تبعية الدولة العثمانية وأيضا سيطرة الاحتلال الإنجليزى على مقدرات الإقتصاد المصرى، وقد كان هناك سيطرة واحتكار من قبل اليهود على مفاصل الإقتصاد فى الدولة المصرية حيث كان يعيش فى مصر ما يقرب من 60 ألف يهودى . وأضافت خلال ندوة بمعرض القاهرة الدولى للكتاب، أن ثورة 1919 شهدت نتائج على مستوى كبير من الأهمية فى مجال رفع مكانة المرأة، كما شهدت الحركة الثقافية والفكرية أزدهارا كبيرا فى هذه الفترة، وعلى الرغم من أن الطبقة العليا هى التى حركت الأحداث قبل الثورة، إلا أننا نجد أن الطبقة الوسطى والدنيا فى المجتمع المصرى أنضمت وشاركت بقوة فى ثورة 1919 وكان أكثر من قتلوا خلال ثورة 1919 على يد قوات الإحتلال الإنجليزى كانوا من الطبقى الوسطى ومن طبقة العمال والفلاحين . وأشارت إلى أن سعد زغلول حينما طلب الذهاب للمندوب السامى البريطانى للذهاب لباريس لعرض القضية المصرية بعد تصريحات الرئيس الأمريكى ويلسون بعد أنتهاء الحرب العالمية الأولى 1918 حول حق الدول فى تقرير مصيرها، وهو الأمر الذى صدقه سعد زغلول ورفاقة وسعوا بكل السبل للسفر لعرض القضية المصرية فى مؤتمر الصلح بباريس إلا أن المندوب السامى البريطانى رفض سفر الوفد، وتم نفى سعد زغلول وعدد من رفاقه إلى جزيرة مالطة وهو ما جعل الطلبة المصريين من الشباب يبدأون فى الخروج للتظاهرات للمطالبة بعودة سعد زغلول حتى أنضم لهم العمال والفلاحين والنساء من السيدات المصريات، حيث سطرت السيدات المصريات أسمائهن بأحرف من نور فى التاريخ بعد أن خرجن لأول مرة وشاركن فى الثورة للمطالبة بعودة سعد زغلو ورفاقة من منفاه، والمطالبة بجلاء الإحتلال الإنجليزى . وأوضحت أن فكرة نزول المرأة للمشاركة فى ثورة 1919 ترجع إلى صفية زغلول زوجة الزعيم سعد زغلول، بعد تأكيدها أن دور النساء المصريات لا يقل أهمية عن دور الرجل وأنها لا تقل وطنية عن الرجل، ورغم أعتراض الكثيرين من المشاركين فى اجتماعات الحركة الوطنية على نزول المراة المصرية فى المظاهرات بحجة أن هذا الأمر يعتبر عيبا، إلا أن صفية زغلول استطاعت ان تقنعهم بمشاركة المرأة فى الثورة بعد ان قالت لهم أن العيب الحقيقى هو تواجد الاحتلال الإنجليزى على أرض مصر، وعلى الرغم من ان بداية نزول المرأة كان من الطبقة العليا فى المجتمع المصرى إلا أن السيدات من الطبقات الوسطى وطبقة العمال والفلاحين شاركوا أيضا فى الثورة ، وقد كانت ثورة 1919 بداية التغير الحقيقى لوضع المرأة فى المجتمع وتحررها وخروجها للحياة العامة . وأوضحت أن ثورة 1919 كانت أكثر فترة ظهرت فيها عدم التفرقة بين المسلمين والأقباط حيث تم أكتشاف أن القائمة التى شكلت للوفد المصرى المسافر لباريس أنها لا يوجد بها أى قبطى فتم أختيار فخرى عبد النور وواصف بطرس غالى للمشاركة فى الوفد المصرى المشارك فى مؤتمر الصلح بباريس وذلك بعدما أكد الزعيم سعد زغلول أن الأمة المصرية ليس دولة للمسلمين، ولكنها وطن يتسع للمسلمين والأقباط، كما شارك فى هذا الوفد كل من الأقباط ويصا واصف وعزيز متى واللذان كانا يقومان بأعمال الترجمة للوفد المصرى بباريس بعد أن تمكن الوفد من جمع توكيلات تعبر عن تمثيلهم للشعب المصرى بعد أن كانت حجة المندوب السامى البريطانى بأن الوفد لا صفة له، لكى يسافر إلى باريس لحضور مؤتمر الصلح وعرض القضية المصرية . وأوضحت أن وزارة يوسف وهبة باشا التى سوقها الإحتلال الإنجليزى على أنها محاولة منهم لحماية حقوق الأقباط، شهدت مفاجأة كبرى أن الأقباط أنفسهم هم أول من رفضها ووصفها بأنها حكومة غير وطنية تقبل بالإحتلال، رغم أن رئيس الحكومة فيها قبطى، وذهبوا للاعتراض فى الكاتدرائية بالعباسية معلنين رفضهم لهذه الوزارة، حتى أن من حاول اغتيال يوسف وهبة باشا طالب قبطي كان يدرس فى كلية الطب بجامعة القاهرة.