أكد الدكتور محمد عزت مدير عام شئون القرآن الكريم بوزارة الأوقاف، أن الطريقة المثلى في عرض سيرته - صلى الله عليه وسلم - هي إبراز جوانب العظمة في شخصيته وأخلاقه ومواقفه في تعامله مع جميع الناس، ليتحقق بذلك الاقتداء برسول الله - صلى الله عليه وسلم - ، فيجد الرجل القدوة ، وتجد المرأة الأسوة ، ويجد الشاب ما يريد ، وتجد الفتاة ما تريد ، ويجد الزوج ما يصلح شأنه وزوجه ، عند ذلك تتحقق القدوة والأسوة . وأضاف «عزت» في كلمته بندوة الأوقاف وصحيفة عقيدتي، المنعقدة تحت عنوان : "سيدنا محمد - صلى الله عليه وسلم - نبي الرحمة "، أن رسولنا - صلى الله عليه وسلم - هو رسول الإنسانية والإنسان الكامل ، الذي تجسدت في شخصه كل معاني الرحمة والإنسانية ، وصدق الله العظيم حيث قال: «وَمَا أَرْسَلْنَاكَ إِلَّا رَحْمَةً لِّلْعَالَمِينَ» ، فكان - صلى الله عليه وسلم - رحمة للإنس والجن والمؤمن والكافر ، بل ولكل المخلوقات جميعا ، ولم تقف مظاهر رحمته - صلى الله عليه وسلم - عند حدود البشر على اختلاف عقائدهم فحسب ؛ بل اتسعت لتشمل الحيوان والطير . وواصل: حيث دخل - صلى الله عليه وسلم - حائطًا لرجل من الأنصار، فإذا فيه جمل ، فلما رأى النبيَّ - صلى الله عليه وسلم - حَنّ وذرفت عيناه ، فأتاه - صلى الله عليه وسلم - فمسح ذفراه فسكت، فقال - صلى الله عليه وسلم - : « مَنْ رَبُّ هَذَا الْجَمَلِ؟ »، فجاء فتى من الأنصار فقال: لي يا رسول الله، فقال له: « أَفَلَا تَتَّقِي اللَّهَ فِي هَذِهِ الْبَهِيمَةِ الَّتِي مَلَّكَكَ اللَّهُ إِيَّاهَا فَإِنَّهُ شَكَا إِلَيَّ أَنَّكَ تُجِيعُهُ وَتُدْئِبُهُ » . ونبه الشيخ إسلام النواوي عضو الإدارة العامة للفتوى وبحوث الدعوة، أن وزارة الأوقاف عبر منابرها ومساجدها تسعى في كل اتجاه لتجفيف الفكر المتطرف ، وها هي تطلق المبادرات والحملات الدعوية والتي منها ما نحن بصدده اليوم ، وهي حملة - رسول الإنسانية صلى الله عليه وسلم - ، وذلك لإدراكها أن مدارسة ومعرفة سيرة وأخلاق الرسول - صلى الله عليه وسلم - وقاية وعلاج لكل خلل أخلاقي أو سلوكي ، وامتلاء القلب بالحب لرسول الله - صلى الله عليه وسلم - أمان لصاحبه في الدنيا ، حيث يسوقه إلى السلوك الطيب والأخلاق فاضلة ، وفى الآخرة يأمن وينعم برفقته وشفاعته - صلى الله عليه وسلم - . وتابع: كما أكد أن النبي - صلى الله عليه وسلم - ضرب أعظم الأمثلة في الإنسانية على مرِّ التاريخ ، وهذه الإنسانية التي أسكنها الله - عز وجل - قلب نبيه - صلى الله عليه وسلم - أكبر دليل على سماحة الإسلام ، ورحمته ويسره ، فشريعة الإسلام هي شريعة السلام ، واليسر ، والرحمة بكل معانيها، فلنتراحم فيما بيننا ، ولنرحم من في الأرض ليرحمنا من في السماء ، فقد قال - صلى الله عليه وسلم - : - الرَّاحِمُونَ يَرْحَمُهُمُ الرَّحْمَنُ، ارْحَمُوا أَهْلَ الْأَرْضِ يَرْحَمْكُمْ أَهْلُ السَّمَاءِ - . وأشار الشيخ يحيى السباعي إمام مسجد الحامدية الشاذلية بالجيزة، إلى أنه ينبغي علينا أن نُعْلِمَ العالمَ كلَّه بأن الاحتفال الأمثل يكون بالتزام ما يحبه الرسول الأعظم - صلى الله عليه وسلم - ، وعلينا أن نزين أنفسنا وقلوبنا بِامْتِثَالِ أخلاقه - صلى الله عليه وسلم - كما تتزين بيوتنا وتتلألأ أنوارها ابتهاجا بميلاده - صلى الله عليه وسلم - ، فبعثته - صلى الله عليه وسلم - رحمة للعالمين؛ حيث رفع الله تعالى عذابه عن المكذبين المعاندين له - صلى الله عليه وسلم - ، وعن العصاة من أمته ما دام استغفارهم. واستشهد بقوله تبارك تعالى: «وَمَا كَانَ اللَّهُ لِيُعَذِّبَهُمْ وَأَنْتَ فِيهِمْ وَمَا كَانَ اللَّهُ مُعَذِّبَهُمْ وَهُمْ يَسْتَغْفِرُونَ» ، وما أحوجنا إلى أن نقتدي بأخلاق سيدنا رسول الله - صلى الله عليه وسلم - في سلوكنا ، ومعاملاتنا ، فنتحلى بالرحمة والرأفة واللين والسماحة ، وأن نعامل الناس بما كان يعاملهم به - صلى الله عليه وسلم - ؛ نشرًا لرسالته ، وبيانًا لهديه وسنته، فتتحول الرحمة إلى سلوك عمليّ في حياتنا. وقدم إبراهيم نصر الشكر لوزير الأوقاف على الجهود الدعوية الملحوظة لمعاليه في إحكام السيطرة على المساجد وسد الطرق أمام أصحاب الأفكار الظلامية أو غير المتخصصين في اعتلاء المنابر ، وكذلك جهده الملحوظ في تمكين الشباب في العمل بالمواقع القيادية والمساجد الكبرى بوزارة الأوقاف وتمكينهم من تصدر المشهد الدعوى بجدارة وتميز . وكانت وزارة الأوقاف قد أقامت بالتعاون مع صحيفة عقيدتي ندوة علمية كبرى تحت عنوان : "سيدنا محمد - صلى الله عليه وسلم - نبي الرحمة " بمسجد الحامدية الشاذلية بالجيزة ، برعاية الدكتور محمد مختار جمعة وزير الأوقاف ، في إطار الحملة الدعوية التي أطلقتها وزارة الأوقاف خلال شهر ربيع الأول تحت عنوان " رسول الإنسانية " مستهدفة بذلك التعريف بسيدنا محمد - صلى الله عليه وسلم - ورسالته السمحة. وحاضر فيها كل من : الدكتور محمد عزت – مدير عام شئون القرآن الكريم بوزارة الأوقاف ، والشيخ إسلام النواوي – عضو الإدارة العامة للفتوى وبحوث الدعوة ، والشيخ يحيى السباعي إمام المسجد ، وذلك بحضور الشيخ محمد حسين مدير الدعوة بأوقاف الجيزة وعدد من قيادات الدعوة بالجيزة ، وقد أدار الندوة وقدم لها الكاتب الصحفي إبراهيم نصر مدير تحرير جريدة عقيدتي .