سيتم حجب هذه الصورة تلقائيا عندما يتم الإبلاغ عنها من طرف عدة أشخاص.
كواليس الزيارات التاريخية لرؤساء الولايات المتحدة إلى الاتحاد السوفيتي سابقا وروسيا حاليا.. هكذا تدخلت واشنطن في الانتخابات الروسية في عهد كلينتون.. تفاصيل مناظرة المطبخ الشهيرة بين نيكسون وخروتشوف
- بوش الابن أكثر رئيس أمريكي يتردد على روسيا بمعدل 7 زيارات و29 لقاء شخصيًا مع بوتين - خبايا زيارة رونالد ريجان الأولى والأخيرة للاتحاد السوفيتي ووصفه له ب "إمبراطورية الشر" - بوش الأب وجورباتشوف يوقعان على اتفاقية الحد من الأسلحة الهجومية بأقلام مصنوعة من بقايا الصواريخ بعد دعوة الرئيس الروسي، فلاديمير بوتين، لنظيره الأمريكي، دونالد ترامب لزيارة موسكو، أعدت وكالة "تاس" الروسية تقريرًا حول الزيارات التاريخية التي قام بها الرؤساء الأمريكيين إلى الاتحاد السوفيتي سابقًا وروسيا الاتحادية، حيث كان آخر رئيس أمريكي قام بزيارة روسيا هو الرئيس السابق، باراك أوباما عام 2013. - فرانكلين روزفلت وريتشارد نيكسون ومناظرة المطبخ الشهيرة يعد الرئيس الأمريكي، فرانكلين روزفلت أول رئيس أمريكي يزور الاتحاد السوفيتي، حيث جرت زيارته من 4 إلى 11 فبراير عام 1945 للمشاركة في مؤتمر يالطا، ومنذ ذلك الحين لم يقم أي رئيس أمريكي بزيارة الإتحاد السوفيتي لمدة 30 عاما. وزار الرئيس الأمريكي، ريتشارد نيكسون الاتحاد السوفيتي يوم 22 مايو عام 1972 واستغرقت الزيارة 9 أيام. وخلال 13 عاما قبل تلك الزيارة، تردد نيكسون على الاتحاد السوفيتي عندما كان نائبًا لرئيس الولاياتالمتحدة، ففي عام 1959 حضر نيكسون افتتاح معرض "المنتجات الصناعية الأمريكية" في الاتحاد السوفيتي، حيث وقعت حينها "مناظرة المطبخ" الشهيرة بين نيكسون وممثل مجلس وزراء الاتحاد السوفيتي، نيكيتا خروتشوف، وتجادل الطرفان وقتها حول مزايا الشيوعية والرأسمالية في فناء معرض المطبخ الأمريكي، وقد انتهى الجدال بكلمات خروتشوف الشهيرة التي قالها لنيكسون: "سيعيش أحفادك في ظل الشيوعية"، ليرد عليه نيكسون قائلًا: "سيعيش أحفادك في ظل الحرية". وقد سبق لقاء نيكسون بالأمين العام للجنة المركزية بالحزب الشيوعي، ليونيد بريجنيف، عام 1972 عشر سنوات من جمود العلاقات نتيجة أزمتي برلين ومنطقة البحر الكاريبي وهي أكثر مرحلة حادة في الحرب الباردة. ولم تكن بداية قمة موسكو سلسة، وذلك لأن نيكسون تفاجئ بأن بريجنيف لم يكن في استقباله بالمطار، إلا أن الطرفان وقعا خلال اللقاء عدد من الاتفاقيات الهامة منها معاهدة أنظمة الدفاع المضادة للصواريخ، ومعاهدة الأسلحة الاستراتيجية. ووفقا لما قالته صحيفة "نيويورك تايمز" وقتها، فإن نيكسون وبريجنيف لم يكتفيا بما أنجزاه خلال القمة فقط، ولكنهم عملوا على تكوين علاقات صداقة جيدة وشاركوا انطباعاتهم عن المحادثات وتحدثوا عن الكلمات التي قاموا بتعليمها لبعضهم البعض، حيث تعلم الرئيس الأمريكي التحدث بالروسية وقول كلمة "خراشو" وكذلك أخذ بريجنيف يكرر كلمة "أوكيه". - رونالد ريجان: زيارة إلى "إمبراطورية الشر" السابقة شكل إدخال الجيوش السوفيتية إلى أفغانستان عام 1979 مرحلة أخرى من برود العلاقات السوفيتية الأمريكية، إلا أنه بوصول الرئيس السوفيتي السابق، ميخائيل جورباتشوف، إلى السلطة ومحادثاته مع الرئيس الأمريكي، رونالد ريجان في جينيف عام 1985، وريكجافيك عام 1986 وواشنطن عام 1987 عاد الاتحاد السوفيتي والولاياتالمتحدة إلى طريق فض الاشتباك. وقام ريحان بإجراء الزيارة الأولى له والأخيرة إلى روسيا في 29 مايو عام 1988 للمشاركة في مراسم تبادل أوراق التصديق على معاهدة الحد من الأسلحة النووية التي جرت في صالة فلاديمير في قصر الكرملين، إلا أن الرئيس الأمريكي ترك جورباتشوف غاضبا وذلك لانتقاده المتكرر لوضع حقوق الانسان في الاتحاد السوفيتي امام الطلبة في جامعة موسكو لينهي حديثه امام الطلبة الجامعيين "بارك الله فيكم" باللغة الروسية. وكان ريجان ينتقد الاتحاد السوفيتي في بداية ولايته واصفًا بأن الاتحاد يمثل "إمبراطورية الشر". - جورج بوش الأب: الأقلام الصاروخية وبابا نويل أجرى الرئيس الأمريكي، جورج بوش الأب، زيارتين لموسكو في 29 يوليو 1991 و 2 يناير 1993، حيث عقد مع الرئيس جورباتشوف معاهدة الحد من الأسلحة الهجومية الاستراتيجية، والتي وضعت النقطة الأخيرة في الحرب الباردة ومثلت مستوى من الثقة لا مثيل له بين موسكو وواشنطن. ووقع السياسيون على وثيقة المعاهدة باستخدام أقلام مصنوعة من بقايا الصواريخ المتوسطة المدى، وبعد ذلك ذهب الرئيسان إلى منطقة نوفو أوجاريفو بموسكو لعقد محادثات غير رسمية. وقام بوش بعدها بزيارة العاصمة الأوكرانية كييف عندما كانت لا تزال تابعة للاتحاد السوفيتي وقال وقتها إن تفكيك الاتحاد السوفيتي لا يتماشى مع مصالح الولاياتالمتحدة مضيفًا: "الأفضل ان يكون هناك دولة موحدة بدلا من عدة دول مستقلة لا يمكن التنبؤ بها"، حيث أثارت كلمات بوش غضب مناصري تفكيك الاتحاد السوفيتي في الاعلام الليبرالي الأمريكي. وكانت الزيارة الثانية لبوش إلى روسيا بعد تفكك الاتحاد السوفيتي، حيث التقى وقتها بأول رئيس لروسيا الاتحادية، بوريس يلتسين، ووقعا على معاهدة الحد من الأسلحة الهجومية الاستراتيجية 2 التي تحظر استخدام الصواريخ الباليستية مع الرؤوس الحربية القابلة للانفصال. وعقد لقاء بوش ويلتسين عشية عيد ميلاد السيد المسيح، لذلك استقبلهم بابا نويل في قصر الكرملين قائلًا: "اليوم يا أطفال سيتم توقيع معاهدة رائعة ستجعل حياتنا أسهل"، ولكن لسوء الحظ لم تتحقق كلمات بابا نويل لأن المعاهدة لم تدخل حيز التنفيذ. - بيل كلينتون ودعمه ليلتسين لرئاسة روسيا الاتحادية قام الرئيس الأمريكي، بيل كلينتون، خلال فترة رئاسته بخمس زيارات إلى روسيا، حيث كانت زيارته الأولى في يناير عام 1994، ووقع مع يلتسين ورئيس أوكرانيا آنذاك، ليونيد كرافتشوك، على بيانًا ثلاثيًا ينص على تدمير الأسلحة النووية في أوكرانيا، كما تم التوقيع على إعلان الشراكة الاستراتيجية بين الولاياتالمتحدةوروسيا. وحرص كلينتون على تكوين علاقات صداقة مع يلتسين، حيث يقال إن كلينتون ساعد يلتسن على الفوز في الانتخابات الرئاسية بروسيا عام 1996، وخرجت بعدها صحيفة "التايمز" البريطانية بغلاف وضعت عليه صورة يلتسن حاملًا علم أمريكا وكتبت "القصة السرية حول مساعدة المستشارين الأمريكيين يلتسن على الفوز". ووفقًا لصحيفة "التايمز" آنذاك، فإن المستشارين الأمريكيين الذين عملوا في مقر يلتسين هم نفس المستشارين الذين ساعدوا كلينتون على الفوز في انتخابات حاكم ولاية أركنساس. - بوش الأبن وكلب بوتين القوي أجرى الرئيس الأمريكي، جورج بوش الأبن، سبع زيارات إلى روسيا ليحقق بذلك رقما قياسيًا بين الرؤساء الأمريكيين الآخرين، ففي زيارته الأولى في 23 مايو عام 2002 وقع على إعلان حول العلاقات الاستراتيجية الجديدة بين الولاياتالمتحدةوروسيا مع الرئيس الروسي، فلاديمير بوتين. وقد التقى بوتين وبوش 28 مرة حيث كانت هناك علاقات شخصية ودودة بين الزعيمين على الرغم من تدهور العمل المشترك بين البلدين في نهاية فترتهم. وبعد مغادرة بوش البيت الأبيض، قال الرئيس الأمريكي إن بوتين ينظر إلى العلاقات مع الولاياتالمتحدة باعتبارها تحدي وهذا كان يبدوا جليا في لحظات غير متوقعة، فعلى سبيل المثال، رأى بوتين خلال زيارته إلى الولاياتالمتحدة الكلب الرئاسي "بارني" ليسأل بوش قائلًا: "هل تسمون ذلك كلبًا؟". وبعدها بعام، عندما وصل الرئيس الأمريكي في زيارة إلى روسيا، أحضر بوتين كلبه "كوني" ليعرف بوش عليه، مشيرًا إلى تفوقه عليه حيث كان كلب بوتين أكبر وأقوى وأسرع من الكلب بارني. - باراك أوباما واحتساء الشاي مع بوتين والآمال التي لم تتحقق بدأت الفترة الرئاسية للرئيس الأمريكي باراك أوباما، بمحاولات ضبط العلاقات الروسية الأمريكية ولكنها انتهت بجولة جديدة من التوتر. وزار أوباما روسيا مرتين، المرة الأولى كانت في 6 يوليو عام 2009 حيث أجرى محادثات مع الرئيس الروسي آنذاك، دميتري ميدفيديف، وفي 5 سبتمبر عام 2013 شارك في قمة العشرين بمدينة سان بطرسبورج. ووقع أوباما في قصر الكرملين عدد من الوثائق حول مسائل الدفاع الصاروخي والحد من الأسلحة الهجومية الاستراتيجية، وخلال زيارته الأولى قام أوباما بإجراء محادثات مع فلاديمير بوتين، رئيس وزراء روسيا آنذاك وتناولوا الإفطار الروسي، وقال بوتين خلال اللقاء وقتها: "نأمل في تطوير العلاقات الثنائية بيننا"، لكن تلك الآمال لم تتحقق ويبدو أن روسياوالولاياتالمتحدة دخلوا إلى حرب باردة جديدة بالفعل، فهل يستطيع الرئيس الأمريكي، دونالد ترامب تغيير التعاون الثنائي بين البلدين؟ يبقى السؤال مفتوحًا.