أكد الدكتور محمد الشحات الجندي، عضو مجمع البحوث الإسلامية، أن الرسول -صلى الله عليه وسلم- حدد لأهل المدينةالمنورة -شمال البيت الحرام- ميقات «ذي الحليفة، والحليفة نبات معروف»، وسمي المكان ب«ذي الحليفة» لكثرة ذلك النبات فيه؛ وهو أبعد المواقيت عن مكة، إذ يبعد عنها أربعمائة كيلو مترٍ تقريبًا؛ ويعرف اليوم بأبيار علي. وقال «الجندي» ل"صدى البلد" إن الرسول -صلى الله عليه وسلم- جعل ميقات أهل المغرب ومصر والسودان وعموم إفريقيا "الجحفة" وهي قرية قديمة جرفها السيل فزالت، وحل بها الوباء الذي دعا النبي -صلى الله عليه وسلم- الله أن ينتقل من المدينة إلى الجحفة في قوله: «اللهم انقل حُمَّاها - أي حُمَّى المدينة - إلى الجحفة» رواه البخاري، لأنها كانت بلاد غير مسلمة، ولما خربت الجحفة وصارت مكانًا غير مناسب للحجاج، اتخذ الناس بدلها ميقات رابغ، ومنه يُحرم الحجيج اليوم، وهو أبعد من الجحفة قليلًا عن مكة، ويبعد عنها مسافة 183 كيلو مترا تقريبًا. ونوه المفكر الإسلامي، بأن الرسول -صلى الله عليه وسلم- خص ميقات أهل الجنوب ومن كان قادمًا من جهتهم «يلملم» وهو اسم لتلك المنطقة، والمكان معروف ويسمى اليوم ب«السعدية» ويبعد عن مكة مسافة مائة وعشرين كيلو مترًا تقريبًا. واستطرد: وبيّن الرسول -صلى الله عليه وسلم- أن ميقات أهل المشرق هو «ذات عرق» وهو لأهل العراق وإيران ومن كان في جهتهم، وسمي ب«ذات عرق»، لأنه يقع على مقربة من جبل صغير بطول اثنين كيلو متر، ويبعد عن مكة شرقًا مسافة قدرها 100 كيلو متر تقريبًا، وهو اليوم مهجور، لعدم وجود طرق إليه؛ وبجواره «العقيق» وهو واد عظيم، يبعد عن ذات عرق عشرين كيلو مترًا، وعن مكة عشرين ومائة كيلو مترا، منه يحرم الناس اليوم، ويسمى «الضَّريبة».