أدى الرئيس التركي، رجب طيب أردوغان، اليوم الاثنين، اليمين الدستورية ليصبح رئيسا للبلاد لمدة 5 سنوات، بعدما تم تحويل نظام الحكم في تركيا من النظام البرلماني إلى النظام الرئاسي، ومنح أردوغان لنفسه صلاحيات واسعة حولته إلى السلطان أردوغان وليس الرئيس أردوغان. * أردوغان يقضي على تركيا الأتاتوركية بدأت قصة صعود أردوغان البالغ من العمر 64 عاما عندما تولى سدة الحكم في عام 2003 كرئيس للحكومة، أولا ثم كرئيس للجمهورية التركية، وتمكن خلال فترة بقاءه في السلطة التي زادت عن 15 عاما، من إحداث تغييرات كبيرة في الدستور التركي ونظام الحكم، وحاول من خلال تلك التغييرات محو هوية تركيا الأتاتوركية وترسيخ هوية تركيا الأردوغانية، مقوضا بذلك دور المؤسسات العلمانية التي أنشأها مصطفى كمال أتاتورك، مؤسس تركيا الحديثة، وعلى رأسها الجيش التركي. * الجيش ينهار على يد أردوغان استغل أردوغان محاولة الانقلاب الفاشلة التي تعرض لها في يوليو 2016، وقام بعمليات تطهير سياسي لكل من يعارضه في مواقع صنع القرار، وكان للجيش التركي نصيب الأسد من حملة أردوغان. ففي 1 يوليو من عام 2016، كان تعداد الجيش التركي حوالي 518166 فرد، وفي 5 أكتوبر من العام ذاته، وصل تعداد الجيش إلى 355212، ووصل تعداده في 9 سبتمبر إلى 351176، أي أن عدد أفراد الجيش التركي تراجع في الفترة من يوليو حتى أكتوبر بنحو 31.4%. وفيما يتعلق بعدد الجنرالات والأدميرالات في الجيش بعد محاولة اغتيال أردوغان، في الأول من شهر يوليو 2016، كان عدد الجنرالات 358، ووصل هذا العدد في شهر اكتوبر 201، ثم ارتفع في شهر سبتمبر إلى 206، بتراجع قدره 42.5%. أما بالنسبة لعدد ضباط الجيش، في الأول من يوليو كان عدد ضباط الجيش 39287، ووصل هذا العدد في الخامس من أكتوبر 2016 إلى 29434 ضابط، وأصبح هذا العدد في 9 سبتمبر 29946 ضابطا، بتراجع قدره 25.1%. وأثارت محاولة اغتيال أردوغان الفاشلة، تغييرات في عدد ضباط الصف في الجيش التركي حيث كانوا 96391 صف ضابط، ووصل تعدادهم في 5 اكتوبر إلى 67257 صف ضابط، وفي سبتمبر وصل إلى 67646 صف ضابط، أي بتراجع قدره 30.2%. وطال التراجع في تعداد القوات المسلحة التركية، ضباط الاحتياط أيضا، ففي الأول من يوليو كان تعدادهم في الجيش التركي 6477، ووصل في 5 اكتوبر إلى 6072، ثم تراجع حتى 9 سبتمبر ليصبح 5827 ضابط احتياطي، أي تراجع قدره حوالي 6.3%. وكان عدد الأفراج المجندين في الجيش التركي حتى الأول من يوليو 264493، ووصل هذا العدد في الخامس من اكتوبر إلى 187100، فيما وصل في 9 سبتمبر إلى 182748، أي بتراجع قدره 29.3%. * أردوغان الرئيس أم أردوغان السلطان أدت التغييرات الدستورية التي أحدثها أردوغان إلى منح أردوغان لنفسه سلطات واسعة جعلت منه السلطات أردوغان وليس الرئيس أردوغان، حيث يلغى منصب رئيس الوزراء، فيما يستولي الرئيس أردوغان على كامل السلطة التنفيذية وسيكون أردوغان قادرا على على مراسيم. ويمكن للرئيس التركي رجب طيب أردوغان، تعيين 6 من الأعضاء ال13 الذين يتكون منهم مجلس القضاة والمدعين المكلف بتعيين عناصر النظام القضائي وإقالتهم، وهو ما يعني أن أردوغان سيكون متحكما في المجلس وفي السلطة القضائية في تركيا. * أردوغان سيد قراره في التعيينات يمكن لرئيس تركيا، رجب طيب أردوغان تعيين الوزراء ونواب الوزراء ونواب الرئيس بما فيهم وزير الدفاع دون الرجوع إلى المجلس العسكرى الأعلى فى تركيا على الرغم من أنه المسؤول عن الترقيات والتعيينات، كما يحق لأردوغان إقالتهم. كما يستحوذ أردوغان الرئيس على سلطة الدعوة للاستفتاء على تغيير مواد القانون في الدستور، وكذلك يمكن لأردوغان إعلان حالة الطوارئ دون الرجون إلى البرلمان.