الجزيرة تهاجم التجنيد في مصر وتمدحه في تركيا القناة القطرية تغض نظرها عن الوضع السيئ داخل الجيش التركي وتستشهد ببعض الحالات الفردية "يولد التركي جنديا".. التجنيد الإجباري في #تركيا بين شغف الانتظار وفرحة الإنجازhttps://t.co/V6sEw3tnWV — قناة الجزيرة (@AJArabic) August 6, 2016 أثارت قناة "الجزيرة" جدلا واسعا بعد إنتاج تحقيق مصور أشادت فيه بالتجنيد الإجباري في تركيا، وفرحة الأتراك بهذه التجربة و سعيهم للانضمام للجيش، وذلك بعد أقل من شهر فقط من مهاجمتها سياسة التجنيد الإجباري في مصر ومحاولة رصد أوضاع المجندين المصريين. وفي تحقيقها الجديد تحت عنوان "يولد التركي جنديا. التجنيد الإجباري في تركيا بين شغف الانتظار وفرحة الإنجاز"، حاولت القناة الإشادة بتجربة التجنيد الإجباري في تركيا، موضحة أن الخدمة العسكرية الإجبارية لها مكانة خاصة في تركيا وتعد أحد المداخل الضرورية لتحقيق الاندماج الاجتماعي. وفي التحقيق توضح المراسلة أن التركي يولد جنديا، موضحة أن هذا يؤكد المكانة الخاصة للتجنيد بين الأتراك، موضحة أنه طقس من طقوس المجتمع التركي وأحد أشكال الاندماج الاجتماعي في تركيا. وأوضحت المراسلة أن الشاب في تركيا يتحدث عن مرحلتين في حياته وهي ما قبل العسكرية وما بعد العسكرية "الخدمة". واستشهدت القناة ببعض الحالات من الشباب الذين ينتظرون أداء الخدمة العسكرية. تجاهل المتاعب التي يواجهها المجند التركي منذ عامين تعيش تركيا على واقع حرب دموية في جنوب البلاد مع مقاتلي حزب العمال الكردستاني التي تسببت في مقتل المئات من الجنود الأتراك، وبدلا من أن تتسبب هذه الحروب في مخاوف أوساط المجندين والشباب الذين ينتظرون خدمتهم العسكرية، نجد الجزيرة تتغاضى كاملا عن هذه النقطة دون أي حديث عن فترة التجنيد. منذ يومين فقط، نشر تنظيم داعش فيديو يظهر حرقه جنديين تركيين أسرهم خلال معارك في سوريا، وذلك بعد اعتراف تركيا أيضا بفقدان 16 جنديا في اشتباكات مع التنظيم الإرهابي في مدينة الباب، هذه الحروب خارج الوطن تثير اسئلة كثيرة: فهل يرغب الشاب القطري أن يشارك في مثل هذه الحروب التي لا تخدم مصالح تركيا وإنما الطموحات المتعجرفة للرئيس التركي رجب طيب أردوغان بالتأكيد تجنبت القناة القطرية هذه النقطة أيضا في تحقيقها. يكشف هذا التحقيق إلى أي مدى تبتعد القناة القطرية عن الحيادية المطلوبة في تناولها لمثل هذه الموضوعات، فلسخرية القدر يأتي هذا التحقيق من جانب واحد الذي لم يتناول المتاعب التي يواجهها المجند التركي خلال فترة تجنيده والتعامل داخل الكتيبة، كل ما استعرضته القناة القطرية هو رغبات بعض الشباب وقامت بتعميم القضية. اعتقالات واسعة في الجيش وتصفية المعارضين لأردوغان.. لم تلفت انتباه الجزيرة كشف تقرير صادر عن المجلس الأوروبي، الأسبوع الماضي، أنه منذ محاولة الانقلاب الفاشلة على الرئيس التركي رجب طيب أردوغان، في شهر يوليو الماضي، تراجع عدد المجندين في الجيش التركي بمقدار الثلث، فيما تراجع عدد لواءات الجيش بمقدار النصف تقريبًا. وقالت مجلة "يسرائيل ديفنس" العسكرية، إن الجانب التركي ينفي أن يكون هذا الأمر إشارة إلى ضعف الجيش، لكن حلف الناتو يطرح العديد من التساؤلات بشأن هذه الظاهرة. وبحسب التقرير، في 1 يوليو من عام 2016، كان تعداد الجيش التركي حوالي 518166 فرد، وفي 5 أكتوبر من العام ذاته، وصل تعداد الجيش إلى 355212، ووصل تعداده في 9 سبتمبر إلى 351176، أي أن عدد أفراد الجيش التركي تراجع في الفترة من يوليو حتى اكتوبر بنحو 31.4%. وفيما يتعلق بعدد الجنرالات والأدميرالات في الجيش، ففي الأول من شهر يوليو 2016، كان عدد الجنرالات 358، ووصل هذا العدد في شهر اكتوبر 201، ثم ارتفع في شهر سبتمبر إلى 206، بتراجع قدره 42.5%. أما بالنسبة لعدد ضباط الجيش، في الأول من يوليو كان عدد ضباط الجيش 39287، ووصل هذا العدد في الخامس من أكتوبر 2016 إلى 29434 ضابط، وأصبح هذا العدد في 9 سبتمبر 29946 ضابطا، بتراجع قدره 25.1%. تكشف هذه الأرقام قيام أردوغان بحملات تطهير واسعة داخل الجيش بعد محاولة الانقلاب الفاشلة في تركيا منتصف يوليو الماضي، واعتقاله لعشرات الآلاف من الضباط والمجندين والقادة الذين اعتقد أنهم مناوئين له داخل المؤسسة العسكرية. وعلى الرغم من أن جميع الصحف تتحدث عن عمليات التطهير داخل الجيش التركي منذ يوليو الماضي وعمليات الاعتقالات الواسعة والتعسفية ضد العديد من الأفراد في المؤسسة العسكرية إلا أن هذا لم يلفت انتباه قناة الجزيرة أيضا. على صعيد آخر، أنتجت القناة منذ شهر تقريبا تحقيقا هاجم التجنيد الإجباري في مصر.