غيب الموت المناضلة والحقوقية، فيليتسيا لانغر، اليوم الجمعة، بعد مسيرة طويلة من النشاط في الدفاع عن حقوق الأسرى الفلسطينيين أمام المحاكم العسكرية الإسرائيلية. أطلق المعتقلون على لانجر اسم "الحاجة فولا"، وهي من مواليد عام 1930 في بولونيا، وحصلت على شهادة القانون عام 1965 من الجامعة العبرية، وقضت عمرها تدافع عن قضايا الفلسطينيين والأسرى، ونالت عام 1990 جائزة الحق في الحياة للشجاعة المثالية في نضالها من أجل الحقوق الأساسية للشعب الفلسطيني. وحصلت عام 1991 على جائزة "برونو كرايسكي" للإنجازات المتميزة في مجال حقوق الإنسان. ويقول نادي الأسير الفلسطيني، إن لانجر ترافعت عن مئات الأسرى الفلسطينيين معلنة أنها ترفض الإجراءات القضائية الإسرائيلية غير العادلة، وقالت: " أنا مع العدالة وضد كل من يعتقد أن ما يترتب على المحرقة هو الكراهية والقسوة وعدم الحساسية". ويشير موقع "عرب 48" إلى أن لانجر سبق أن ترافعت عن رئيس بلدية نابلس، بسام الشكعة، عام 1979 الذي صدر أمر عسكري بطرده، والذي تعرض لمحاولة اغتيال بزرع قنبلة في سيارته من قبل عصابات إسرائيلية أدت إلى بتر مزدوج للساقين. ولفت إلى ان لانجر قامت بتأليف العديد من الكتب عن تجربتها في الدفاع عن الأسرى الفلسطينيين، ومن أشهرها كتابا "بأمّ عيني" و"أولئك إخواني" اللذان يعتبران وثائق وشهادات دامغة تدين الاحتلال الإسرائيلي وممارساته الوحشية بحق الشعب الفلسطيني. بعد حرب 1967، أعربت المحامية لانغر معارضها للاحتلال الإسرائيلي للضفة الغربية وقطاع غزة وذلك بإنشاء مكتب خاص في القدس للدفاع عن المعتقلين السياسيين الفلسطينيين. في عام 1990، غادرت لانجر إسرائيل وتركت مهنة المحاماة بعد تلقيها عرضا من إحدى الجامعات الألمانية، وقالت في مقابلة صحفية مع صحيفة واشنطن بوست، إنها قررت ألا تكون ورقة التين للنظام الإسرائيلي، وأضافت، أريد ترك بلدي ليكون نوعا من التظاهر والتعبير عن اليأس والاشمئزاز من النظام، لأننا لسوء الحظ لا نستطيع الحصول على العدالة للفلسطينيين.