أجرت صحيفة "العرب" حوارات مطولة مع عمال وافدين يعملون داخل قطر ويعانون من سوء المعاملة وسوء أحوالهم المعيشية، وذلك رغم الوعود الكاذبة التي تقدمها لهم السلطات القطرية. وقالت الصحيفة إن "العمال القادمين من شرق آسيا للعمل في قطر يعانون من مشكلات كثيرة تتلخص في عملهم لساعات طويلة، فضلا عن انتظارهم لأسابيع من أجل الحصول على رواتبهم المتأخرة". ويقول أحد العمال الذين يقومون بتحويل منطقة مشيرب في الدوحة إلى رقعة سياحية تضم فنادق وشققا فخمة وشارعا ماليا، ضمن مشروع تقدر قيمته بنحو 5.5 مليار دولار، حيث أكد أن صاحب العمل لم يسدد له مستحقاته منذ شهرين. ويؤكد العامل "نابين" أنه تلقى وعدا عندما كان في بلده بأن يحصل على 302 دولار، لكنه في الشهرين الماضيين لم يتقاض راتبه، بل حصل فقط على 27.5 دولارا. وبحسب "نابين" فإنه المفترض أن يتلقّى العامل النيبالي راتبا شهريا بقيمة تقدر بحوالي ألف ريال (نحو 274 دولارا)، لكنه أجبر على التأقلم لإنفاق أقل من ذلك بكثير، في أحد أغنى دول العالم. وقال عامل آخر من البنجال، ويدعى سومون ويعمل نجارًا، إن الشركة التي يعمل لديها رفضت أن تعطيه بطاقة إقامته، التي تخوّل له مثلا فتح حساب مصرفي، مشيرًا إلى أنه أنفق نحو 1924 دولارا حتى يحصل على بطاقة الإقامة، لكن الشركة لم تقم بعملها، ثم طالبها بالبطاقة مرة أخرى لكي يسافر، لكنه لم يحصل عليها، مشيرا إلى أنه تقدّم بشكوى قبل عام إلى المحكمة، وهو لا يزال ينتظر القرار حتى الآن. وأكد سومون أن الحد الأدنى للأجور يجب أن يبلغ 412 دولارا من أجل إتاحة الفرصة أمام العمال للعيش بشكل أفضل، قائلًا: "كل شيء صعب لأن كل شيء مكلف هنا. نحن نعمل في هذا المكان من أجل تأمين حياة أفضل لعائلاتنا".