أجمع خبراء وسينمائيون مصريون وأفارقة على أن السينما الأفريقية لن تنهض دون دعم وتمويل حكومي، خاصة أن التمويل هو الأزمة الدائمة للسينما الأفريقية. وقال الخبراء، في ندوة بعنوان "السينما الأفريقية ودورها في تطوير الإنتاج"، أقيمت بعد ظهر اليوم، الجمعة، على هامش الدورة الخامسة والثلاثين لمهرجان القاهرة السينمائي الدولي، إن القارة السمراء تتمتع بإمكانيات بشرية ومناظر طبيعية تكفي لصناعة سينما قوية ومختلفة. وقال سيد فؤاد، رئيس مهرجان الأقصر للسينما الأفريقية، إنه أثناء قيامه بالإعداد للمهرجان عقب ثورة 25 يناير فوجئ بأن بعض البلدان الأفريقية تعتمد مبدأ الانتاج الكثيف، خاصة نيجيريا التي تنتج أضعاف ما تنتجه السينما المصرية من أفلام. وأضاف فؤاد أن مصر مقصرة للغاية مع السينما الأفريقية، لا سيما في ظل غياب منافذ توزيع هذا الفيلم أو فتح مجالات للتعاون مع صناع السينما الأفريقية، متهما النظام السابق بخلق هذه الفجوة بين مصر وعمقها الأفريقي في مختلف المجالات ومن بينها السينما. وأشار، خلال الندوة التي أدارها الفنان محمود قابيل، إلى أنه من الضروري توفير الدعم الحكومي في الدول الأفريقية من أجل نهضة السينما، خاصة أن مشكلتها تكمن في التمويل وليس في الكوادر البشرية. من جهتها، قالت منى عمر، مساعد وزير الخارجية للشئون الأفريقية، إن السينما أداة دبلوماسية ناعمة للتقريب بين الشعوب، ولها أثر كبير وفاعلية إلى جانب الطرق الدبلوماسية التقليدية. وأضافت أن مشاركتها في الندوة تأتي في إطار اهتمام وزارة الخارجية بالتواصل مع القارة الأفريقية بجميع السبل ومن بينها السينما في ظل الاهتمام الذي توليه الدولة بعمقها الأفريقي. وأشادت بالمخرجين الأفارقة الذي يسعون إلى تغيير الصورة الذهنية السيئة التي رسمتها الدول المستعمرة لتجميل وجه الاستعمار ورسم صورة مغلوطة عن أبناء تلك القارة. بدوره، قال المخرج هانس كرستيان من ناميبيا إن المشكلة التي يواجهها صناع الفن السابع تتمثل في التمويل، مضيفا أن صناعة السينما في أغلب الدول الأفريقية مهمة شاقة لا تتاح للكثيرين رغم المواهب التي تتمتع بها القارة السمراء. ودعا كرستيان إلى مزيد من الدعم الحكومي للمبدعين، فضلا عن تشكيل جمعيات وهيئات بين الدول الأفريقية للتعاون في هذا المجال القادر على خلق حالة من التقارب بين شعوب القارة السمراء، كما هو حال كرة القدم التي تجمع شعوب القارة خلال البطولات الأفريقية. شارك في الندوة العديد من المخرجين وصناع السينما وبينهم فردوس بولبوليا من جنوب أفريقيا، ديفيد سومرست من إنجلترا، نيوتن أدواكا ومايك أجياري من نيجيريا، فضلا عن عدد من ممثلي السفارات الأفريقية بالقاهرة.