بدأت فعاليات افتتاح مهرجان الأقصر للسينما الأفريقية الذى تنظمه مؤسسة شباب الفنانين المستقلين بحضور نخبة من كبار السينمائيين الأفارقة والمصريين والعرب وبحضور وزير الثقافة شاكر عبد الحميد ومحافظ الأقصر د عزت سعد وتسعة سفراء أفارقة في مصر منهم سفراء أثيوبيا وموريتانيا , ويستمر المهرجان حتى 28 فبراير. حيث ابحرحت ثلاثة مراكب في النيل ،أقلت ضيوف المهرجان إلى معبد الأقصر وقامت مجموعة من الفرق الشعبية والإستعراضية بتقديم بعض الرقصات النوبية والأفريقية. أما وزير الثقافة فحرص على الترحيب بالموجودين مشيرا لدور مصر الريادي في افريقيا والعالم العربي وبأن مصر اعتادت منذ عصور طويلة على احتضان الدول الأفريقية ووجه الشكر لكل من ساهم في إخراج المهرجان بهذا الشكل المشرف. مهرجان السينما الافريقية أعقبها كلمة محافظ الأقصر والذي اعتبر أن المهرجان هو دلاله واضحة على دفء العلاقات بين مصر ومحيطها الأفريقي الذي ترتبط به والذي نحن بحاجة له في الوقت الحالي. بعدها تم تكريم المخرج داوود عبد السيد عن مجمل أعماله ،وأهداء الدورة الأولى من المهرجان لروح الفنان رضوان الكاشف بحضور ابنته عايدة الكاشف ،كما تم إهداء الدورة أيضا لروح الفنان سوتيجيه كواياتي من بوركينا فاسو. حضر فاعليات حفل الإفتتاح نخبة من النجوم المصريين ومنهم يسرا وليلى علوي ولبلبة ومحمود حميدة وهاني رمزي والمخرج محمد خان وهند صبري عضو لجنة تحكيم الفيلم الطويل والمخرج مجدي أحمد علي رئيس المجلس القومي للسينما. كما شارك هاني سلامة في تقديم حفل الإفتتاح ،وقام المخرج خالد يوسف بتقديم أعضاء لجان التحكيم. يقول سيد فؤاد رئيس المهرجان مهرجان سينمائى سنوى يقام فى مدينة الأقصر بجمهورية مصر العربية حتى تتلاقى الثقافة والفنون واحلام الشعوب الأفريقية فى المهرجان عبر فعالياته المختلفة التى تتضمن مسابقة للأفلام الروائية والتسجيلية و ورش عمل وملتقى لأفلام شباب السينمائيين فى القارة. وأشعر بالسعادة لتحقيق حلمى الذي راودنى منذ سنوات طويلة بأن يخصص مهرجان للسينما الأفريقية ويحتفي بها وان ثورة 25 يناير ساهمت في تحقيق هذا الحلم. وكما أقيم ضمن فعاليات مهرجان الأقصر للسينما الأفريقية مؤتمر صحفي أداره الناقد رامي عبد الرازق الثلاثاء خصص للجنة تحكيم مسابقة الأفلام الروائية الطويلة والقصيرة ومن بينهم المخرج محمد خان وعبد الرحمن سيساكو وهو المخرج الموريتاني الذي شارك بفيلمه "فيلم اللعبة" في مهرجان كان السينمائي. وحضرت الفنانة التونسية المصرية هند صبري ومن بوركينا فاسو المخرجة فانتا ريجينا والتي شاركت العام الماضي في كان السينمائي ،والناقد المغربي مصطفى المسناوي. وفي بداية المؤتمر كشفت هند صبري على أنها تربت في تونس على السينما الأفريقية ،وقد تحمست للمشاركة في المهرجان خاصة وأنها مهتمة بشكل شخصي للتعرف على هذه النوعية من السينما لما تتمتع به من رتم وإيقاع مختلفة وتتعرف من خلالها على ثقافة متنوعة . كما تحدثت هند عن أهم المشاكل التي تواجه السينما في تونس ومنها قلة دور العرض حتى بعد قيام الثورة. مهرجان السينما الافريقية فحتى الآن تعتمد السينما في تونس على دعم وزارة الثقافة والتي لابد وأن تتدخل في العمل وإختياره ،وكذلك الإعتماد على دعم الدول الأوروبية بالإنتاج المشترك. ومشكلة التوزيع فنظريا هناك 23 قاعة عرض سينمائية في تونس لا يعمل إلا نصفها فقط. بينما حرص المخرج الموريتاني عبد الرحمن سيساكو على التأكيد على أنه لا يوجد فرق بين مصر وافريقيا لأن مصر جزء من القارة ،وإن كان يرى بأن شمال أفريقيا منفتح على الدول الأوروبية والغربية أكثر من جنوب أفريقيا. وأكد على أن السينما هى أداة للوجود المصري في افريقيا وبالتالي فهناك إحتياج من الطرفين . وأضاف بأن السينما لا جنسية لها فهى تتنوع بين الصراع والعواطف وهى أمور تخص الإنسانية . وعن السينما التي يهتم بها فتلك التي تهتم بالمواطن البسيط العادي لأن القيم الحقيقية التي يبحث عنها تلك التي تنقل الواقع . والمخرج محمد خان والذي شدد على أنه لابد وأن يكون في مصر مهرجان يحتفي ويهتم بالسينما الأفريقية. موضحا بأن مصر ستحتاج الفترة المقبلة للدعم الخارجي في إنتاج الأفلام مثل دول أفريقية وهو ما يعني ضرورة التكاتف بين افريقيا. كما أن هناك مشكلة في بعض الدول الافريقية وهى فكرة الإكتفاء الذاتي من بعض الدول الأفريقية وهو ما يجعل صعوبة في توزيع الأفلام ما بين دول القارة. وأكد المسناوي على سعادته بالمشاركة في مهرجان يحتفي بالسينما الأفريقية ،فكما في المغرب هناك مهرجان أغادير فهو سعيدة بأن يكون لمصر دور في الإهتمام ودعم السينما الأفريقية خاصة وأن مصر محتضنة الفن العربي . وأبدت فانتا ريجينا سعادتها بوجودها ضمن لجنة تحكيم للفيلم الأفريقي وتواجدها في مصر وسط هذا الكم من المبدعين والذي لن يتكرر. كما إلتقى المخرج خالد يوسف والمؤلف ناصر عبد الرحمن والفنان صبري فواز بجمهور مدينة الأقصر عقب عرض فيلم (كف القمر) بداخل بانوراما الفيلم الأفريقي على هامش مهرجان الأقصر للسينما الأفريقية في ندوة أدارها الناقد خالد محمود. خالد في بداية الندوة أبدى سعادته بعرض الفيلم في الأقصر وأهل الصعيد لأن الفيلم تدور أحداثه عنهم وخاصة وأنه تم تصويره في الأقصر وبالتحديد في قرية الجدر . كما أوضح بأنه يترك للمتفرج كامل الحرية في أن رؤيته للعمل ،فهو لم يؤكد أو ينفي ما قاله بعض النقاد عن أن الفيلم مستلهم من ثورة 25 يناير وبأن الأخ الأصغر والمقصود به جيل الشباب هو من قام ببداية البناء مجددا. مهرجان السينما الافريقية ونظرة البعض الآخر بأن المقصود منها تونس الصغيرة والبعض فسرها على أنها فلسطين وكثير من التأويلات ووجهات النظر التي لم يعترض عليها خالد يوسف. وعن تأثير الثورة في صناعة السينما أضاف : الثورة لا تغير الفنون سريعا خاصة وأن السينما من الفنون الهاضمة والتي تحتاج لوقت لكى تتشرب ما يحدث ،بالإضافة لأن آليات صناعة السينما لم تتغير بعد سواء التوزيع أو الإنتاج.