في إحدى أزقة مصر القديمة وبالأخص منطقة الغورية، تقع ورشة رجل سبعيني يدعى عم عبد العظيم محمد والذي يعمل في صناعة القباقيب منذ 20 عاما، ويعد من آخر من يمتهنون صناعة القباقيب في مصر. تجده منهمكا في عمله يتقنه باحترافية شديدة، يجلس وسط القطع الخشبية والجلود، منذ ما يزيد على 20 عاما، حيث كان عم عبد العظيم صبيا عندما تعلم مهنة النجارة بشكل عام يمتهن صناعة القباقيب فيما بعد وتصبح مهنته الأساسية. أصبح زبائن القباقيب في تناقص مستمر، حيث تستخدم أغلبها في المساجد ويشتريها البعض كصدقة جارية، بينما قلة تقوم بشرائها للاستخدام في المنزل، ويصل سعرها ل 10 جنيهات، ورغم رخص ثمنه إلا أنه يقترب من الانقراض بسبب قلة صناعه. يقوم عم عبد العظيم "صانع القباقيب" بمراحل صناعته جميعها والتي تبدأ بتقطيع الخشب لجميع المقاسات، ومن ثم تقطيع قطع الجلد أو "الكاوتش" وتثبيتها على الخشب، حيث لا تستغرق وقت طويل للصناعة. وعن انقراض المهنة فقد أكد "عبد العظيم" أن الأمر يرجع إلى ليس هناك من يتوارثها من بعد الصناع الحاليين فبعد وفاتهم ستنقرض هذه الحرفة، موضحا أنه لم يلحق أي من أبنائه وأحفاده للعمل معه لاحتراف هذه الصنعة، كما أن الشباب أصبحوا ينظرون لها بأنها عديمة الفائدة فهناك أعمال وحرف قد تكون مربحة أكثر.