أعلنت مؤسسة القلب الكبير، المؤسسة الإنسانية العالمية المعنية بمساعدة اللاجئين والمحتاجين حول العالم، والتي تتخذ من إمارة الشارقة مقرًا لها، عن تمويلها للمرحلة الثانية من مشروع بناء مدرسة للفتيات في باكستان عبر "صندوق تمكين الفتيات" التابع لها، وبالتعاون مع "صندوق ملالا"، الذي أطلقته الناشطة الباكستانية ملالا يوسف زاي، الفائزة بجائزة نوبل للسلام عام 2014. أعلن عن ذلك خلال اتفاقية مشتركة بين مؤسسة القلب الكبير وصندوق ملالا في مدينة اكسفورد البريطانية شهدها الشيخ سلطان بن أحمد القاسمي، رئيس مجلس الشارقة للإعلام، المبعوث الإنساني لمؤسسة القلب الكبير، وملالا يوسف زاي، مؤسسة "صندوق ملالا"، ووقع الاتفاقية كل من مريم الحمادي، مدير مؤسسة القلب الكبير، وفرح محمد، المدير التنفيذي لصندوق ملالا، وبحضورحسن يعقوب المنصوري، أمين عام مجلس الشارقة للإعلام، ووالدي ملالا: زيادين يوسف زاي، وتور بيكاي يوسف زاي. قدمت مؤسسة القلب الكبير تبرعًا بقيمة 700 ألف دولار أمريكي، لتمويل تنفيذ المرحلة الثانية من إنشاء المدرسة، المقرر افتتاحها في ابريل 2018، وذلك التزامًا منها بمواصلة دعم حقوق الفتيات في مختلف مناطق العالم، لاسيما حقوقهن في الحصول على فرص التعليم، بما يضمن لهنَ مستقبلًا أفضل. وتضم المدرسة، التي سيتم إنشاؤها في وادي سوات، مسقط رأس الناشطة الباكستانية ملالا يوسف زاي، 11 فصلًا دراسيًا تستوعب 350 فتاة عند افتتاحها، وسيتم تدريجيًا توسيع البنية التحتية والخدمات التعليمية لاستيعاب ما يصل إلى 1000 طالبة في مختلف المراحل الدراسية. وأكد الشيخ سلطان بن أحمد القاسمي، على إيمان إمارة الشارقة، انطلاقًا من رؤية الشيخ الدكتور سلطان بن محمد القاسمي، عضو المجلس الأعلى حاكم الشارقة، وتوجيهات قرينته، الشيخة جواهر بنت محمد القاسمي، رئيسة مؤسسة القلب الكبير، بأهمية التعليم، وخصوصًا للفتيات، في بناء الإنسان الأكثر فهمًا وتقبلًا للآخر، والأكثر حرصًا على أن يكون له دور إيجابي في ترسيخ قيم العدل والتسامح والمحبة في العالم. وأشار رئيس مجلس الشارقة للإعلام، المبعوث الإنساني لمؤسسة القلب الكبير، إلى أن دعم التعليم والاستثمار في مستقبل الأجيال القادمة، يعد واجبًا مجتمعيًا إنسانيًا على المستوى الدولي، وعلى الجميع التعاون لتوفير وتوسيع نطاق المستفيدين منه، لمنح الملايين من الأطفال، الذكور والإناث، ممن لا تتوفر لهم فرص التعليم الجيد، الأمل بمستقبل أفضل، تستفيد منه مجتمعاتهم وأوطانهم، وينعكس تأثيره الإيجابي على الإنسانية جمعاء. ونوه المبعوث الإنساني لمؤسسة القلب الكبير إلى معاناة العديد من الفتيات حول العالم من صعوبة في الوصول إلى المدارس أو الحصول على التعليم أو حتى استمرار الدراسة، نتيجة اضطرابات سياسية، وظروف اجتماعية ومادية مختلفة تنعكس على حرمان الفتاة من حقها بالتعليم، داعيًا إلى تكاتف جهود المؤسسات الدولية في مساندة الفتاة ومنحها حقها بالتعليم الآمن الذي يسهم في تحقيق الأهداف التنموية. وتعليقًا على الاتفاقية، قالت مالالا يوسف زاي: "أشكر مؤسسة القلب الكبير على ثقتهم بحلمي والذي يتمثل بأن تستطيع الفتيات اختيار مستقبلهن، ومن خلال ما قدمته المؤسسة، سيتمكن "صندوق ملالا" من توفير التعليم للفتيات بمدينتي، وادي سوات، في باكستان". ويغطي التبرع المقدَم من مؤسسة القلب الكبير نصف الاحتياجات المالية للمشروع في مرحلته الثانية، حيث سيستخدم في بناء المرافق الرئيسية للمدرسة، بما في ذلك الفصول الدراسية، ومختبرات العلوم والحاسوب، وغرف للمدرسات، ومكتب مديرة المدرسة، وصالة الاستقبال، إضافة إلى الملاعب الرياضية وغيرها، كما تشمل مرافق المدرسة مكتبة، ومختبر وقاعة لممارسة الأنشطة، وسكنًا داخليًا للمدرسات اللائي يقطنَ في مناطق بعيدة. من ناحيتها قالت مريم الحمادي: "جاء تمويل المرحلة الثانية من إنشاء هذه المدرسة من قبل "صندوق تمكين الفتيات" انسجامًا مع رؤية قرينة صاحب السمو حاكم الشارقة، الشيخة جواهر بنت محمد القاسمي، رئيسة مؤسسة القلب الكبير، بهدف بناء عالم تحظى فيه الفتيات بفرص الحصول على التعليم، من أجل مساعدتهن في العيش بظروف أفضل، والمساهمة في تنمية قدراتهن وتطوير مجتمعاتهن". وأضافت الحمادي: "تحقق الفتيات المتعلمات نجاحات أكبر، سواءً في الوظائف التي يعملن فيها مستقبلًا، أو مع أسرهن من خلال تزويد أبنائهن بالتعليم، والتعامل بشكل أفضل مع التحديات الحياتية، ولذلك فإن هذه المدرسة ستسهم في تخريج أجيال من الفتيات القادرات على التعامل بإيجابية مع واقعهن، وفهم الحياة بشكل صحيح". وسيتولى "صندوق تمكين الفتيات" تغطية التكاليف التشغيلية الجزئية للمدرسة خلال العامين الأولين والتي تشمل دفع رواتب المدرسات والموظفات، والنفقات المخصصة لخدمات الرعاية الطبية والأمن والنقل، وتوفير الزي المدرسي والكتب والقرطاسية وغيرها من المستلزمات الأساسية. وفي أعقاب توقيع الاتفاقية بين "القلب الكبير" و"صندوق ملالا"، شارك الشيخ سلطان بن أحمد القاسمي، وملالا يوسف زاي، ومريم الحمادي، في اجتماع تم خلاله مناقشة واقع التعليم في عدد من مناطق العالم، التي يواجه فيها الأطفال، وخاصة الفتيات، صعوبة في الوصول إلى المدارس والحصول على التعليم، حيث بحث الجانبان سبل تذليل هذه العقبات، والتعاون معًا، لتمكين الفتيات من الحصول على حقوقهن التعليمية، وبناء قدراتهن في مجال التعليم الرسمي وغير الرسمي. وكانت قرينة حاكم الشارقة، الشيخة جواهر بنت محمد القاسمي، قد أطلقت مؤسسة القلب الكبير رسميًا في يونيو 2015، تزامنًا مع اليوم العالمي للاجئين، بهدف حماية وتمكين الأطفال الفقراء والمهمشين وأسرهم، مع التركيز على العالم العربي، وتقديم الدعم للمناطق التي هي في أشد الحاجة إليه.