أفادت صحيفة "نيويورك تايمز" أن السياسيين في جناح اليمين الإسرائيلي يتخذون تدابير قد توجه ضربة قاضية لمحاولات إقامة دولة منفصلة للفلسطينيين، بتشجيع من الولاياتالمتحدة والفوضى في السياسة الإسرائيلية. وأكدت الصحيفة الأمريكية -في افتتاحيتها اليوم الجمعة- أنه بالرغم من أن حل الدولتين، يعطي أملا ضعيفا للتوصل إلى تسوية سلام، وبالرغم من صعوبة تحقيقه، فإنه يجب ألا يتم السماح بانتهاء هذا الأمل حتى وان كان بعيدا. وأعادت "نيويورك تايمز" إلى الأذهان سعي القوميين الإسرائيليين، منذ فترة طويلة لاقامة دولة يهودية من نهر الأردن وحتى البحر المتوسط، ولفتت إلى تظاهر رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو بدعم حل إقامة دولتين، في الوقت الذي تستمر فيه محاولاته لتقويض وعرقلة هذا الحل. وأضافت أن اليمين الإسرائيلي اعتبر اعتراف الرئيس الأمريكي دونالد ترامب بالقدس عاصمة لإسرائيل -وذلك بالمخالفة للسياسة الأمريكية طويلة الأمد- وتهديد سفيرة الولاياتالمتحدة لدى الأممالمتحدة نيكي هايلي بقطع المساعدات عن وكالة الأممالمتحدة لدعم اللاجئين الفلسطينيين (أونروا)، بمثابة بداية لإنهاء أي تظاهر بدعم حل الدولتين. ولفتت إلى أنه يجب على الولاياتالمتحدة -التي تعد أكبر داعم لإسرائيل في العالم- أن تقول لا للمسار الحالي الذي قد يؤدي إلى صراع أكبر وعزلة لإسرائيل، غير أنه فيما يبدو أن سياسة ترامب وصهره جاريد كوشنر الذي كان من المفترض أن يقود جهود ترامب في الشرق الأوسط، تمضي في اتجاه واحد. مشيرة إلى أن التهديد بقطع المساهمة الأمريكية لوكالة الأونروا التي تدعم أكثر من خمسة ملايين لاجئ فلسطيني وعائلاتهم في غزة والضفة الغربيةوالأردن ولبنان وسوريا،يثير مخاوف من حدوث أزمة إنسانية في مخيمات اللاجئين. وقالت "نيويورك تايمز" إن ترامب لايزال يقول إنه يؤيد محادثات السلام، غير أن كل ما يفعله هو وضع عراقيل أكبر، وتأجيج حماس المتطرفين من كلا الطرفين، مشيرة إلى انه إذا كان حقا يرغب في التوصل لاتفاق في الشرق الأوسط -كما قال خلال حملته الانتخابية- فإن الوضع الراهن هو الوقت المناسب لتأكيد التعهد الأمريكي طويل الأمد بالتوصل إلى حل إقامة دولتين، وإبلاغ اليمين الإسرائيلي بأنه يتجه بعيدا عن هذا الحل.