أوصى المجلس المصري للشئون الخارجية ، في ختام أعمال مؤتمره السنوى ، بإنشاء مجلس أعلى للشؤون الإفريقية أو وزارة للشؤون الإفريقية بما يضمن تنسيق وتوحيد السياسات المصرية تجاه أفريقيا والتعامل بمنظور مستقبلي إزاء العلاقات مع دول حوض النيل بما يخلق شبكة من المصالح المشتركة تسهم في الحفاظ على الحقوق والمصالح المائية الحيوية لمصر. وأكد المجلس ، في التوصيات الصادرة اليوم ، على ضرورة تعزيز الانخراط المصري في دول حوض النيل وشرق أفريقيا وفقًا لآليات تتسم بالحداثة والتأثير الفعًال بما في ذلك التفاعل مع مراكز التفكير ومنظمات المجتمع المدني. وشدد على أهمية زيادة الوجود المصري الفاعل في إطار التنظيمات الإقليمية الإفريقية عبر انخراطها في أعمال الاتحاد الأفريقي والتنظيمات الإقليمية الإفريقية الأخرى والاستفادة من العلاقات الثنائية رفيعة المستوى مع الشركاء الأفارقة وشركاء التنمية في آسيا خاصة في اليابان والصين والهند وكوريا الجنوبية والاتحاد الأوروبي لبناء أساس متين للتعاون الثلاثي في أفريقيا، مع ضرورة تعظيم الاستفادة من المشروعات المشتركة والخبرات التنفيذية لمؤسسات ووكالات الأممالمتحدة ذات الصلة بالتعاون الثلاثي وكذلك من خلال مجموعة مكتب الأممالمتحدة لتنسيق العمليات الإنمائية. وأشار المجلس إلى أن المؤتمر توصل إلى عدد من النتائج والتوصيات العملية التي سيتم موافاة الجهات المعنية بها للنظر في إمكانية وضعها موضع التنفيذ بما يعّظّم من المصالح المصرية في أفريقيا في المجالات المختلفة. ومن بين هذه التوصيات تعزيز آليات التنسيق المؤسسي على المستوى الوطني في التعامل بفاعلية مع الشؤون الإفريقية بما يحقق حسن وترشيد استخدام الموارد المتاحة إزاء الاحتياجات والمتطلبات المتزايدة. كما أوصى المؤتمر بأهمية تفعيل كافة عناصر القوة الناعمة المصرية في إطار العلاقات الثنائية مع دول القارة على غرار الأزهر الشريف والكنيسة القبطية وضرورة تدعيم الجهود والأدوار الأمنية المشتركة من أجل مواجهة التحديات الأمنية الإفريقية القارية وعلى رأسها الإرهاب العابر للحدود والصراعات والحروب البينية والداخلية والاهتمام بمضمون الرسالة الثقافية والإعلامية الموجهة لأفريقيا ، بحيث يتم تنقية الرسائل الثقافية والإعلامية من أية شوائب قد تحمل إيحاءات سلبية بالإضافة إلى ضرورة أن تحمل هذه الرسالة منظومة قيم مصرية أفريقية تربط المتلقى الأفريقى بها. وفي هذا السياق..أوصى المؤتمر بإنشاء قناة فضائية مصرية موجهة لأفريقيا بلغاتها وتفعيل وتنشيط الإذاعة المصرية الموجهة للقارة باللغات المختلفة هذا فضلًا عن عدد من التوصيات ذات الصلة بالتعاون السياسي والاقتصادي والفني. وأكّد المؤتمر ضرورة عدم ترك فراغ يملأه الآخرون خاصة في المناطق ذات الأهمية الاستراتيجية الحيوية لمصر مثل القرن الأفريقي والأمن في البحر الأحمر أخذًا في الاعتبار تزايد الأطراف الفاعلة المتعددة على الساحة الإفريقية. وناقش المجلس خلال المؤتمر السنوي الذي استمرت أعماله على مدى يومين تحت شعار (العلاقات المصرية – الإفريقية... نحو آفاق جديدة)مختلف جوانب وأبعاد علاقات مصر الإفريقية وتقاطعها مع اهتمامات ومصالح الأجندة المصرية، وذلك من خلال 22 ورقة بحثية، لمجموعة من الدبلوماسيين والخبراء والباحثين المتخصصين في الشأن الأفريقي. وفي هذا السياق .. تم تناول المحور السياسي للعلاقات (المصرية – الإفريقية) بما في ذلك البعد الأفريقي في سياسة مصر الخارجية وعلاقاتها بدول حوض النيل وأمن مصر المائي ارتباطًا بذلك، وكذا علاقات القاهرة بالقوى الإقليمية الفاعلة في أفريقيا. وفي ضوء التحديات الأمنية التي تواجه خطط التنمية التي تسعى القارة السمراء وشعوبها إلى تحقيقها، كان المحور الأمني في (العلاقات المصرية – الإفريقية) حاضرًا بقوة على أجندة المؤتمر عبر عدة أوراق بحثية عرضت لكافة التهديدات والتحديات الأمنية المشتركة (الإرهاب، الهجرة، الإتجار بالبشر، اللاجئين) خاصة في المناطق ذات التأثير المباشر على الأمن القومي المصري وفي مقدمتها منطقة القرن الأفريقي والبحر الأحمر وذلك إلى جانب إبراز بعض أرضيات التعاون المشتركة التي يمكن أن ينطلق منها الدور المصري لاسيما في مجال السلم والأمن الأفريقي. كما كان البعد التنموي والمحور الاقتصادي من المحاور التي تم التركيز عليها ، إذ تم تناول الفرص الاقتصادية والتجارية التي يُمكن أن توفرها شراكات التعاون فيما بين مصر والقارة وفرص التعاون التصنيعي معها بالإضافة إلى تقييم أدوات العمل التنموي المصري في إفريقيا وسبل تحديثها عبر الوكالة المصرية للشراكة من أجل التنمية أو طرح مبادرات جديدة موجهة لمناطق بعينها وذلك بجانب أدوار الوزارات المصرية المعنية في هذا الصدد. وتناول المؤتمر جوانب التعاون الثقافي والإعلامي بين مصر وأفريقيا، حيث تم عرض الحالة الراهنة للتواصل الثقافي والإعلامي فيما بين مصر والدول الإفريقية إلى جانب تناول الأدوات التي يتم الاعتماد عليها في هذا التواصل والمحتوى الثقافي والإعلامي الموجه لأفريقيا وسبل تطويره وربطه بالقيم (المصرية – الإفريقية) الأصيلة.