ليست مجرد رحلة... بل هي أحلى رحلة في حياتي، تلك التي حملتني إلى أطهر بقاع الأرض، حيث السكينة تنبع من كل ركن، والدموع تنزل دون استئذان، والروح تتخفف من كل ما أرهقها. بين تكبيرات الحرم، وهدوء منى، وخشوع عرفات، عشت أيامًا لا تُنسى، تعلمت فيها كيف يُولد الإنسان من جديد بقلب أنقى، وكيف يتجرد من الدنيا ليتصل بالله، خاشعًا متواضعًا، مستغفرًا حامدًا. واليوم، أدوّن أول مقال في بوابة أخبار اليوم... المنبر الذي تعلمت في الكثير ، أُهدي أول حرف فيه للحج، ولتلك الرحلة التي غيّرتني، وفتحت لي بابًا جديدًا من الفهم والامتنان. التحية لكل من رافقني في هذه الرحلة، ولكل من يسّرها، ولكل من ينتظرها... وحلمي الآن أن يكون قلمي شاهدًا على الرحمة التي عشتها هناك، ورسولًا صادقًا ينقل للقراء جمال تلك الرحلة التي تُكتب بالروح قبل الحروف الحج الركن الخامس من أركان الإسلام، ويمثل ذروة العبادات التي يجتمع فيها الجسد والروح في طاعة خالصة لله. يتوافد المسلمون من شتى بقاع الأرض إلى مكةالمكرمة لأداء هذه الفريضة المباركة، التي فرضها الله على كل مسلم بالغ، عاقل، مستطيع مرة واحدة في العمر. يمثل الحج رحلة إيمانية عظيمة، يتجرد فيها الحاج من مظاهر الدنيا، فيرتدي لباس الإحرام البسيط، مساويًا بين الغني والفقير، والملك والعامل، لا فرق بينهم إلا بالتقوى. يتنقل الحجاج بين المشاعر المقدسة: من مكة إلى منى، ثم عرفة، فمزدلفة، ليؤدوا المناسك التي سنها النبي محمد، بكل خشوع وتواضع. يعيش الحاج خلال هذه الأيام القليلة حالة روحانية عظيمة، يستشعر فيها القرب من الله، ويتفرغ للدعاء، والاستغفار، والتأمل في معاني التوبة والتجديد. وللحج أيضًا بعد اجتماعي عظيم، حيث يجتمع ملايين المسلمين من مختلف الأعراق واللغات، في مشهد يجسد وحدة الأمة الإسلامية وتآلفها. ولم تدّخر المملكة العربية السعودية جهدًا في تسخير كل الإمكانات لخدمة ضيوف الرحمن، من خلال منظومة متكاملة تشمل الأمن، والصحة، والنقل، والإرشاد، لضمان أداء المناسك بأمان وراحة وطمأنينة. تولي البعثة الرسمية المصرية لحج القرعة التابعة لوزارة الداخلية اهتمامًا بالغًا براحة الحجاج المصريين وسلامتهم طوال فترة أداء المناسك وتعمل البعثة بتنسيق كامل مع السلطات السعودية لتقديم كافة التسهيلات اللازمة، سواء في الإقامة أو التنقل أو الرعاية الصحية لذالك ألقيت عليها حج بلا معاناه في رحلة الإيمان والتجرد نظر للجهود التي قدمتها البعثة لراجه الحجاج وذلك في إطار توجيهات وزير الداخلية اللواء محمود توفيق المستمرة لراحة الحجاج وتضم البعثة لجانًا متخصصة (طبية، وإدارية، ودينية)، تتابع أوضاع الحجاج بشكل مستمر، وتوفر فرقًا ميدانية لحل أي مشكلات طارئة. كما يتم تيسير لقاءات توعوية وإرشادية قبل وأثناء أداء المناسك لضمان أداء الحج وفقًا للشريعة الإسلامية وبمنتهى السلاسة. وتحرص وزارة الداخلية، ممثلة في بعثة حج القرعة على تنفيذ خطط منظمة تشمل الرعاية الشاملة، والتواصل المستمر مع الحجاج لضمان أعلى مستوى من الخدمة. جهود كبيرة قامت بها بعثة حج القرعة المصرية هذا العام قدمت خدمات متميزة لضيوف الرحمن، شملت: نظام التسكين الإلكتروني لأول مرة بمخيمات منى وعرفات، باستخدام أساور باركود لضمان التنظيم ومنع التكدس. مخيمات مكيفة مزودة بتكييفات فريون ومراوح قوية لمواجهة الحرارة، مع توفير أسرة ومقاعد مريحة. منظومة نقل حديثة بحافلات مكيفة مزودة ب GPS، لضمان التنقل السلس بين المشاعر المقدسة. رعاية صحية متكاملة، بتوفير عيادات داخل الفنادق، وأطقم طبية لمرافقة الحجاج، وتقديم الأدوية مجانًا. غرفة عمليات متطورة تعمل على مدار الساعة لمتابعة الحجاج وتقديم الدعم اللازم. وعاظ وواعظات من الأزهر والأوقاف لمرافقة الحجاج والإجابة عن استفساراتهم الدينية. تطبيق نظام المسار الواحد لتيسير السفر، حيث يسافر نصف الحجاج إلى المدينةالمنورة ويعودون من جدة، والعكس. تسليم خطوط هواتف محمولة للحجاج لتسهيل التواصل، مع تفعيلها فور الوصول. تدريب الضباط المرافقين لضمان تقديم أفضل خدمة ممكنة للحجاج. هذه الجهود تعكس حرص وزارة الداخلية على توفير بيئة آمنة ومريحة للحجاج المصريين، وتمكينهم من أداء المناسك بسهولة ويسر. كما تولي الإدارة العامة للعلاقات الإنسانية بوزارة الداخلية اهتمامًا خاصًا بحجاج أسر الشهداء من رجال الشرطة، في إطار تقدير الدولة لتضحياتهم الخالدة. وتقوم الإدارة بالإشراف الكامل على ترتيبات سفرهم، بداية من استخراج التأشيرات، مرورًا بالتسكين والتنقل، ووصولًا إلى توفير الرعاية الكاملة خلال أداء المناسك. وتحرص الإدارة على تقديم خدمة إنسانية راقية ، تشمل مرافقة متخصصة، ووجود ضباط ارتباط لمتابعة احتياجاتهم على مدار الساعة، إلى جانب تهيئة أجواء روحانية مريحة تقديرًا لمكانتهم الوطنية. هذا الاهتمام يعكس التزام وزارة الداخلية برد الجميل لأسر الشهداء، وتوفير كل سبل الراحة والاحترام لهم خلال رحلتهم الإيمانية، في لمسة وفاء تؤكد أن تضحيات الشهداء لا تُنسى.