سجلت الصادرات الصينية في أيار/مايو تباطؤا فاق التوقعات بحسب أرقام رسمية نشرت الإثنين، مع تراجع حركة التصدير إلى الولاياتالمتحدة متأثرة بالحرب التجارية التي يشنها الرئيس الأمريكي دونالد ترامب. بالموازاة، تراجعت الواردات بنسبة أكبر من التوقعات، فيما تواصل الانكماش الاقتصادي للشهر الرابع على التوالي نتيجة تراجع إنفاق الأسر. اقرأ أيضًا| صادرات الصين تتخطى التوقعات قبيل محادثات مع الولاياتالمتحدة بشأن الرسوم الجمركية وبحسب إحصائيات الجمارك الصينية، فإن نمو الصادرات في أيار/مايو لم يتجاوز 4,8% بمعدل سنوي، وهي نسبة أدنى بكثير من توقعات خبراء اقتصاد استجوبتهم وكالة بلومبرج وترقبوا زيادة بنسبة 6,0%. وتُواجه القوة الاقتصادية الثانية في العالم منذ أزمة وباء كوفيد ضغوطا انكماشيّة ناجمة بصورة أساسية عن أزمة في القطاع العقاري. كذلك، تواجه الصين صعوبات في إنعاش الاستهلاك، ما يهدد نموها ويعقد جهودها لحماية اقتصادها من مفاعيل حرب الرسوم الجمركية التي يخوضها الرئيس الأمريكي، دونالد ترامب. ويباشر الأمريكيون والصينيون الإثنين جولة جديدة من المحادثات في لندن، بعد جولة أولى جرت الشهر الماضي في جنيف، بهدف تمديد الهدنة التجارية بينهما وربما التوصل إلى اتفاق مستدام حول الرسوم المشددة المتبادلة بين البلدين. ويبدو أن هذه الرسوم الجمركية المُشددة انعكست بشكل ملموس على المبادلات التجارية الثنائية. وهذا ما يظهر من خلال تراجع الصادرات الصينية إلى الولاياتالمتحدة بنسبة 12,7% على مدى شهر بحسب أرقام الجمارك الصينية، فانخفضت من 33 مليار دولار في نيسان/أبريل إلى 28,8% مليار دولار في أيار/مايو. كذلك، تراجعت الواردات الصينية بنسبة 3,4% في أيار/مايو، في مؤشر إلى ضعف الطلب. أما مؤشر اسعار الاستهلاك الذي يعتبر مقياسا أساسيا للتضخم، فتراجع بنسبة 0,1% في أيار/مايو بوتيرة سنوية، بحسب ما أعلن مكتب الإحصاءات الوطني الإثنين، وهي نسبة مماثلة للشهر السابق. وتبقى الصين إذا في مرحلة انكماش اقتصادي، ما ينعكس انخفاضا في الأسعار، إنما أيضا يهدد الاقتصاد إذ يدفع المستهلكين إلى إرجاء مشترياتهم على أمل الاستفادة من تخفيضات إضافية، ما يمكن أن يرغم الشركات على خفض إنتاجها أو تسريح موظفين. اقرأ أيضًا| صدام بين القضاء والسياسة التجارية.. كيف أربك حكم المحكمة خطة ترامب الجمركية؟